رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أول معرض للفن المعاصر في روما معقل الفنون الكلاسيكية

معرض للفن المعاصر
معرض للفن المعاصر في روما

تعرض أكثر من 150 دارًا للمعارض الفنية منذ الجمعة، أعمالًا لمئات الفنانين من المخضرمين أو المواهب الشابة، في أول حدث من نوعه للفن المعاصر في روما معقل الفن الكلاسيكي.

ويقام هذا الحدث غير المسبوق المتاح للعامة حتى الأحد، في "نوفولا" والتى تعني "السحاب" باللغة الإيطالية، وهو مبنى حديث للغاية يحمل توقيع المهندس المعماري “ماسيميليانو فوسكاس” في حي عائد إلى ثلاثينيات القرن العشرين في العاصمة الإيطالية، على بعد عشرة كيلومترات من مركز المدينة التاريخي، بعيدًا عن الكنائس والآثار الرومانية المعروفة لدى جزء كبير من الجمهور.

وفي هذا الموقع المشيّد على شكل مكعب بخطوط استشرافية من الزجاج والفولاذ والذي يرمز إلى الحداثة بعيدا من الكليشيهات حول إيطاليا الغنية بالتراث، عُقدت قمة لرؤساء الدول والحكومات ضمن مجموعة العشرين في نهاية أكتوبر.
ويقول سيريل دي كومارك وهو فنان فرنسي يعيش حاليًا في روما بعد سنوات قضاها في برلين وباريس، "أعتقد أنه بالنسبة لشخص نشأ في روما، من الصعب عليه التخلي عن المراجع الكلاسيكية والتعبير عن نفسه بطريقة معاصرة".
ويواجه التصميم والفن الحديث اللذان يحظيان بتقدير كبير في ميلانو، صعوبة في حجز مكانة لهما في المساكن الرومانية الجميلة المتعطشة للفنون القديمة، سواء على صعيد المفروشات أو الأعمال الفنية.

وفي مبنى "السحاب" هذا، يمكن معاينة لوحات ومنحوتات ومنشآت ومقاطع فيديو على مساحة تزيد عن 7 آلاف متر مربع، حيث يمكن مشاهدة تماثيل رجال مقطوعة الرأس لدوناتو بيكولو، أو لوحة رقمية لدافيد ماريا كولترو مع مناظر طبيعية متغيرة باستمرار، أو فيديو لغز للفنانة الإيطالية الشابة باميلا ديامانته.

وألهمت هشاشة الطبيعة والأنواع فنانين كثيرين لإنجاز مقاطع فيديو ومنحوتات صوتية مثل "مارتا والفيل" لستيفانو بومبارديري التي تمثل أفيالا وأفراس نهر معلقة في استعارة رمزية لحالة الإنسان.

لا يتوانى الفن أيضا عن التنديد بالمأساة البيئية من خلال عمل من توقيع ياكوفوس فولكوف هو خريطة للعالم صنعها الفنان الروسي من مواد عثر عليها في مكبات للنفايات وفي الشوارع: جبال من الملابس وعبوات رذاذ فارغة وألعاب قماشية.

ويتيح المعرض الذي يقام تحت عنوان "فنون في السحاب" ، تقييم حيوية الفن المعاصر في إيطاليا بعد الجائحة ويهدف أيضا إلى أن يصبح مرجعاً لأصحاب المعارض وجامعي ومديري المتاحف.
وينفتح المعرض أيضا على الخارج، إذ اختار القائمون عليه دعوة إسرائيل التي اختارت مجموعة من 17 فنانا يصوّرون بطريقتهم الخاصة الجوانب المختلفة للدولة العبرية التي تزخر بتركيبة سكانية متنوعة إتنياً وثقافياً: من الدرزية فاطمة شنان إلى الإثيوبي ميشال ماميت وورك مرورا بشانا غولدبرغ من الطائفة اليهودية الأرثوذكسية.
وانتظرت روما، المدينة الخالدة، حتى عام 2010 ليكون لديها متحف لفنون القرن الحادي والعشرين يحمل اسم "ماكسي" افتُتح بنجاح قبل مواجهة صعوبات في التمويل.