رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكاثوليكية تٌحي ذكري رحيل القـديـس «فيلكـس دي فـالـوا»

القـديـس فيلكـس دي
القـديـس فيلكـس دي فـالـوا

تحي الكنيسة الكاثوليكية، اليوم، بعيد القـديـس “فيلكـس دي فـالـوا”، إذ روي الأب  وليم عبد المسيح سعيد – الفرنسيسكاني، سيرته قائلاً: ولد أوغـو فى إبريل عام 1127م فى قرية سيرفرويد فى بيكاردي بفرنسا، من عائلة فالوا الملكية. 

وقام بتعميده القديس هوغس أسقف روين، فنشأ هذا الصبي مزيناً بالفضائل السنية وخاصة بفضيلة محبة الفقراء، ووافاه يومًا الرب في شكل فقير وطلب منه ثيابه ورداءه صدقة، فأعطاه دون تردد، واختفى عن الأنظار.

وتابع: فى تلك الأيام اشتهرت الحروب الصليبية فأبا فيها فيلكس عن شجاعة وغيرة وتقوى، ثم أنه إذ رآها ذات عاقبة غير حميدة رجع إلى باريس وتمسك بالسيرة الكهنوتية، فرسم كاهنًا وأخذ اسم فيلكس، وفضل خدمة الله على التاج الملكي، وهجر الدنيا وانقطع في منسك كان قديمًا مسكن للقديس افيكر وتفرغ هناك لاكتساب الفضائل السامية، فصار يضاهى القديس أنطونيوس الكبير والقديس هيلاريون فى عيشتهما النسكية. 

وواصل: وكان الله يرسل إليه فى كل يوم أحد، جرة ماء مع قليل من الخبز لقوته، وهاجت عليه الشياطين لتجربة وتسقطه فاستعان بالنعمة الإلهية، وانتصر بها على الدوام، فلما مضى على نسكه هذا مدة عشرين سنة ، زاره القديس يوحنا دي ماثا الناسك، وأخذ بمخاطبات مقدسة، وبينما هما جالسان على عين ماء رايا غزالاً مقبلاً إلى العين وله في مفرقه صليب ملون بالأحمر والأزرق، فلم يفهم فيلكس معنى ذلك، غير أن يوحنا الناسك أخبره بأن قد ظهرت له هذه الآية قبل ذلك مرارًا. 

وأشار الله إليه بهذا أن ينشئ أخوية لأجل إعتاق العبيد، ثم بعد ذلك ظهر لهما ملاك الرب وأمرهما بأن ينطلقا إلى الحبر الأعظم ، ويقصا عليه ما شاهدًا، فتوجها إلى روما. 

وقال إن البابا كان يومئذ انوكنتيوس الثالث، فاستقبلهما أحسن استقبال، وكان الله قد سبق وأعلن له بواسطة آية أمر إنشاء رهبنة فى شأن عتق العبيد، فلما عرضا عليه ما حدث لهما، أجاب إلى سؤالهما، ولبسهما ثوبًا أبيض فيه صليب أبيض وأزرق، وعمل لهما قوانين خصوصية، وبذلك نشأت رهبنة الثالوث الأقدس من أجل عتق العبيد ، وبعد ذلك عادا إلى فرنسا، ودعوا الناس إليهما ، ثم أقاما ديراً فى المكان الذى فيه لاح لهما الغزال. 

وأضاف فكثر فيه الرهبان وتولى أمرهم فيلكس . ثم أخذت الرهبنة بالاتساع فنصب عدة أديرة في فرنسا، وافرغ وسعه فى تثقيفهم وإعدادهم إلى الرسالة النفيسة التى باشروها وظهرت له السيدة مريم العذراء وبينت له المجد الذي أعد له في الملكوت جزاءً له على أعماله المقدسة واذاقته شيئًا من لذة الملكوت فصار يتوق إلى الموت ليطيرإلى الملكوت ويحصل على السعادة، فأتاه ملاك الرب وأنباه بقرب وفاته، ثم ساءت حالته الصحية، فتزود بالأسرار المقدسة استعدادًا للرحيل.

مختتمًا: ورحل في يوم 4 نوفمبر عام 1212 وكان له إذ ذاك من العمر نحو خمس وثمانين سنة، وجرت آيات كثيرة على يده، وتم إعلان قداسة القديس فيلكس ويوحنا الناسك عام 1262م على يد البابا اوربانس الرابع.