رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ما حكم الهزار المصحوب بكذب؟ عضو لجنة الفتوى بالأزهر يجيب

ورد سؤالا إلى الدكتور عطية لاشين، عضو لجنة الفتوى بالأزهر، من سائل يقول: «نحن مجموعة من الشباب يمزح بعضنا بعضا ونكذب في هذا المزاح فهل علينا إثم الكذب؟».

من جانبه، قال عضو لجنة الفتوى، ردًا على فتوى السائل:" جاء في السنة النبوية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:" إن الكذب ليهدي إلى الفجور وإن الفجور ليهدي إلى النار ولا يزال العبد يكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابًا".

وأضاف لاشين، فإن الإنسان مسؤول أمام الله يوم العرض عليه عن خطوات الأقدام، وهفوات اللسان، قال الله تعالى :إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ"، وقال بشأن الألفاظ التي ينطق بها الإنسان، ويرددها اللسان: "سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق"، وقال ربنا بشأن حياة الإنسان بصفة عامة: "أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون".

وتابع عضو لجنة الفتوى: مما جاء الإسلام لاقتلاع جذوره واجتثاث أصله من حياة الناس الكذب وهو الإخبار بغير ما في الواقع، ولا يشهد له الوجود، وهو أي الكذب صفة مرذ ولة لا ينبغي للمؤمن إذا كان إيمانه حقا، وإسلامه صدقا أن يتصف به، سئل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أيكون المؤمن كذا؟ (قال: نعم) أيكون المؤمن كذا: قال: (نعم)، وحينما سئل أيكون المؤمن كذابا؟ (قال: لا).

الحالات التي يجوز فيها الكذب

وأما بخصوص واقعة السؤال نقول: على خلاف الأصل، وعلى سبيل الاستثناء أباح الإسلام الكذب في حالات ثلاث:

  • الصلح بين الناس تأليفا للقلوب، ونزعا لسخائم الصدور، وتصفية للنفوس، قال الرسول الصادق صلى الله عليه وسلم)، ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس فينمي خيرا أو يقول خيرا).
  • الكذب في حال حرب قائمة بين المسلمين والكفار إرهابا لهم، وزرعا للخوف في نفوسهم، وخفضا لمعنوياتهم.
  • كذب الزوج على زوجته تحقيقا لمصلحة راجحة تفوق المفسدة المترتبة على الكذب.

وأشار لاشين إلى أنه عدا الحالات الثلاث المتقدمة لا يباح الكذب البتة ومن ثم ليس المزاح بين الشباب مما يبرر الكذب، ويبيحه فإن كذبوا في مزاحهم كانوا آثمين، وكتبوا عند الله من الكذابين وكانوا لجهنم عياذا بالله إن لم يتوبوا داخلين، على أننا ننبه إلى أن المزاح في حد ذاته ليس محرما بل المحرم الكذب فيه فقد كان صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا.