رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل تحمي لقاحات كورونا مصر من الموجة الخامسة للجائحة؟

لقاح كورونا
لقاح كورونا

تخوفات عالمية مع اقتراب الموجة الخامسة لفيروس كورونا والتي بدأت تنتشر بالفعل في بعض الدول مثل فرنسا، في التوقيت الذي بدأت مصر تفعيل قرار منع دخول متلقي لقاحات كورونا من دخول الهيئات الحكومية لإجبار المواطنين على تلقي اللقاح الذي أثبتت الكثير من الدراسات قدرته على منع مضاعفات المرض.
وحذرت منظمة الصحة العالمية من موجات متكررة من كورونا حتى تستطيع اللقاحات وقف انتشاره أو ضعفه ليتحول لفيروس موسمي بسيط، ولكن هل تستطيع اللقاحات منع دخول الموجة الرابعة لفيروس كورونا، “الدستور” تواصلت مع بعض الأطباء واستفسرت عن الإجابة.

محمد محمود أستاذ علم المناعة قال إن اللقاح هو الأول الوحيد أمام العالم لمنع تجدد موجات كورونا، وأن العديد من دول العالم التي لقحت أكثر من نصف شعبها سجلت بالفعل تراجع في أعداد الوفيات  والحالات الحرجة، وهذا دليل على قدرة  اللقاحات رغم أنها مازالت في الاستعمال الطارئ على منع تفاقم الأعراض التي تسبب في وفاة الملايين حول العالم، مشيرًا أن اللقاح هو وسيلة الضمان الوحيدة لضعف فيروس كورونا وتحوله من وباء عالمي إلى فيروس موسمي يصيب المواطنين.
وأوضح أن تاريخ الأوبئة مع اللقاحات أثبتت نجاحات كبيرة فالانفلونزا التي نتعامل معها حاليًا ببعض الأدوية البسيطة ولقاح موسمي يحصل عليه كبار السن في بداية الخريف من كل عام، كانت في البداية فيروس قاس يمسى الإنفلونزا الإسبانية وتسببت في وفاة الملايين حول العالم في القرون الماضية، ومع الوقت واكتشاف لقاح لها بدأ الفيروس يضعف حتى وصل للوضع الحالي.
وتابع أن مصر سعت منذ بدء تصنيع اللقاحات على استيراد الأنواع المختلفة منها لتلقيح أكبر عدد من المواطنين في أقل وقت وهو ماحدث بالفعل فجميع اللقاحات التي تم تصنيعها موجودة حاليًا في السوق المصري وتجاوز عدد المصريين الحاصلين على لقاح كورونا حتى الآن 31 مليون مواطن، بنسبة تطعيم أكثر من نصف مليون جرعة يوميا تتنوع بين الجرعة الأولى والثانية.

وعن إمكانية  مقاومة لقاح كورونا للموجة الخامسة من فيروس كورونا، قال مستشار الرئيس للصحة محمد عوض تاج الدين في تصريحات إعلامية، إن أي تطعيمات ضد الفيروسات "ليست صلبة"، وفي حاجة إلى التغير لمواكبة التحور الذي يحدث في الفيروس، ونتمنى أن لا يحدث ذلك، ولكن الوباء ما زال موجودا"، مشيرا إلى أن كورونا لديه القدرة على التحور، وهذا التحور هدفه مقاومة المناعة والعيش داخل الجسم.

ورأى حسام فتحي طبيب في إحدى المستشفيات التي كانت مخصصة للعزل، أن اللقاحات هي الوسيلة الوحيدة لمنع توحش كورونا فأثبتت قدرتها على التعامل مع الأعراض الشديدة للفيروس، مشيرًا أنه رغم حدوث تحورات كثيرة للفيروس حتى الآن إلا أنها جميعًا أضعف من الفيروس الأصلي وما زالت اللقاحات قادرة على التعامل معها.
وأشار إلى أن الموجة الخامسة ستأتي في موعدها المحدد لكن الإصابات والوفيات ستكون أقل من الموجات الأخرى، مشيرًا أن شركات اللقاحات تعمل أيضًا على زيادة تأثير لقاحاتها لتكون أقوى من التأثير الحالي.

ودخلت بعض الدول بالفعل في الموجة الخامسة لكورونا ومنها فرنسا، وقال يحيى عبدالمحسن مكي، المتخصص في علم الفيروسات، إن دخول فرنسا الموجة الخامسة يأتي نتيجة عدم تلقي عدد كبير من المواطنين اللقاح المضاد لفيروس كورونا، وأضاف يحيى عبدالمحسن  في تصريحات إعلامية أن عدد الإصابات اليومية بالفيروس في فرنسا وصل إلى 10 آلاف إصابة، موضحا أن هناك كثيرين رفضوا الحصول على اللقاح.
وتابع المتخصص في علم الفيروسات أن اللقاحات تقلل من فرص الإصابة بالفيروس خاصة لدى كبار السن والذين يعانون من أمراض المناعة، موضحا أن الحاصلين على لقاحي موديرنا وفايزر يحتاجون الحصول على جرعة ثالثة.

وأردف يحيى عبدالمحسن أن المتحور دلتا الأكثر انتشارا حاليا، لذا فإن التلقيح الحل الوحيد للوقاية من فيروس كورونا ومتحوراته المختلفة، لأن النسبة الأكبر من المصابين بالفيروس هي من الذين لم يتلقوا اللقاح.