رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الملك عبدالله الثانى.. ثوابت الأمة فى خطاب العرش السامى

‭.. ‬‮«‬هذه‭ ‬الدولة‭ ‬الحرة؛‭ ‬التى‭ ‬أكملت‭ ‬مئة‭ ‬عام‭ ‬من‭ ‬عمرها‭ ‬المديد‭ ‬ويحميها‭ ‬دستور‭ ‬عصرى‭ ‬ومتقدم،‭ ‬ستبقى‭ ‬عصية‭ ‬على‭ ‬عبث‭ ‬العابثين‭ ‬وأطماع‭ ‬الطامعين‮»‬‭.‬‮ ‬

‭.. ‬هنا‭ ‬خلاصة‭  ‬الرؤية‭ ‬الملكية‭ ‬الهاشمية،‭ ‬التى‭ ‬توجها‭  ‬الملك‭ ‬عبدالله‭ ‬الثانى،‭ ‬ملك‭ ‬المملكة‭ ‬الأردنية‭ ‬الهاشمية‭.. ‬وأظهر‭ ‬مستقبلها،‭ ‬أمس،‭ ‬فى‭ ‬النطق‭ ‬السامى،‭ ‬الذى‭ ‬تكلل‭ ‬بخطاب‭ ‬العرش،‭ ‬الذى‭ ‬افتتح‭ ‬أعمال‭ ‬الدورة‭ ‬العادية‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمة‭ ‬التاسع‭ ‬عشر‭.‬‮ ‬

يأتى‭ ‬انعقاد‭ ‬مجلس‭ ‬الأمة‭ ‬الأردنى،‭ ‬بشقية‭ ‬الأعيان‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬الملك‮»‬،‭ ‬والنواب‭ ‬‮«‬مجلس‭ ‬الشعب‮»‬،‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬متعارف‭ ‬عليه،‭ ‬ليبقى‭ ‬إيمان‭ ‬ونبل،‭ ‬وحرص‭ ‬الهاشميين،‭ ‬ميراثا،‭ ‬يتوارثه‭ ‬الأردنيون،‭ ‬والعرب‭ ‬الأحرار،‭ ‬فالعين‭ ‬الملكية‭ ‬أشرت،‭ ‬فى‭ ‬خطاب‭ ‬العرش‭ ‬التاريخى،‭ ‬على‭ ‬نبض‭ ‬شعب‭ ‬حر،‭ ‬أصيل،‭ ‬منتم،‭ ‬قال‭ ‬عنه‭ ‬الملك‭: ‬‮«‬بلدنا‭ ‬على‭ ‬الدوام‭ ‬قصة‭ ‬بناء‭ ‬وكفاح‭ ‬سطرها‭ ‬الأردنيون‭ ‬بتضحياتهم‮»‬‭.‬

 

‮…‬‭. ‬وضعنا‭ ‬خطاب‭ ‬العرش‭ ‬السامى،‭ ‬فى‭ ‬افتتاح‭ ‬الدورة‭ ‬العادية‭ ‬الأولى‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمة‭ ‬التاسع‭ ‬عشر،‭ ‬أمام‭ ‬‮«‬‭ ‬تحدى‭ ‬الملك‮»‬،‭ ‬فمن‭ ‬لا‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عونا‭ ‬لإرادة‭ ‬الملك‭ ‬فى‭ ‬تحدى،‭ ‬الصعاب،‭ ‬ومساندة‭ ‬الأردن،‭ ‬والدولة‭ ‬الأردنية،‭ ‬فى‭ ‬صون‭ ‬وهج‭ ‬ونور‭ ‬وأنموذج‭ ‬المملكة،‭ ‬صانعة‭ ‬المحبة‭ ‬والسلام‭ ‬والأمن‭ ‬والأمان،‭ ‬وهى‭ ‬الرؤية‭ ‬التى‭ ‬تشد‭ ‬عزم‭ ‬الأردنيين‭ ‬للوقوف‭ ‬مع‭ ‬الملك‭ ‬لتجاوز‭ ‬التحديات‭ ‬والتداعيات،‭ ‬نحو‭ ‬التعافى،‭ ‬والإرادة‭ ‬الحرة،‭ ‬ولهذا،‭ ‬يرى‭ ‬جلالته‭: ‬‮«‬سيبقى‭ ‬أردن‭ ‬الخير‭ ‬مثالا‭ ‬مشرقا‭ ‬فى‭ ‬التقدم‭ ‬والتضحية‭ ‬والإنجاز‭ ‬والتغلب‭ ‬على‭ ‬التحديات‭ ‬مهما‭ ‬كبرت»؛‭ ‬ذلك‭ ‬أن‭ ‬‮«‬الأردن‭ ‬المثال‮»‬‭ ‬يحتاج‭ ‬أبناء‭ ‬الوطن،‭ ‬كل‭ ‬الأبناء،‭ ‬كل‭ ‬الرجال،‭ ‬كل‭ ‬الجنود،‭ ‬كل‭ ‬الأطباء،‭ ‬كل‭ ‬الصحفيين،‭ ‬كل‭ ‬الشباب،‭ ‬كل‭ ‬شابات‭ ‬وسيدات‭ ‬الأرض،‭ ‬فكما‭ ‬قال‭ ‬جلالته‭ ‬فى‭ ‬الخطاب‭ ‬المؤثر‭ ‬الهام‭: ‬‮«‬حان‭ ‬الوقت‭ ‬للارتقاء‭ ‬بوطننا‭ ‬إلى‭ ‬مراتب‭ ‬متقدمة‮»‬‭.‬

 

 

خطاب‭ ‬العرش‭ ‬السامى،‭ ‬تقليد‭ ‬دستورى،‭ ‬يصل‭ ‬به‭ ‬الملك،‭ ‬بين‭ ‬مجلس‭ ‬الأمة،‭ ‬والجمهور‭ ‬ومؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬الأردنية‭.‬‮ ‬

الملك،‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى،‭ ‬حامى‭ ‬الدستور،‭ ‬فى‭ ‬الأردن،‭ ‬وهو‭ ‬الأب‭ ‬النبيل،‭ ‬وجه‭ ‬بوصلة‭ ‬استشراف‭ ‬المستقبل،‭ ‬بين‭ ‬يدى‭ ‬إرادة‭ ‬جلالته،‭ ‬وتلك‭ ‬التشاركية‭ ‬والتشبيك‭ ‬بين‭ ‬السلطات‭ ‬الثلاث،‭ ‬وبين‭ ‬قوة‭ ‬وعزم‭ ‬الجيش‭ ‬العربى،‭ ‬والأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬كافة،‭ ‬وفى‭ ‬توجيهات‭ ‬الملك‭ ‬الهاشمى‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمة،‭ ‬الأعيان‭ ‬والنواب،‭ ‬لهذا‭ ‬حدد‭ ‬القائد‭ ‬الأعلى،‭ ‬عدة‭ ‬مهام‭ ‬وطنية،‭ ‬بكل‭ ‬أبعاده‭ ‬المستقبلية‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬صورة‭ ‬الأردن‭ ‬بين‭ ‬الإصلاح‭ ‬والتغيير‭ ‬المنظم‭ ‬المستند‭ ‬إلى‭ ‬الثوابت‭ ‬الأردنية‭ ‬الهاشمية‭:‬

‭*‬المهمة‭ ‬الأولى‭:‬‮ ‬

مسئولية‭ ‬مناقشة‭ ‬وإقرار‭ ‬قانونى‭ ‬الانتخاب‭ ‬والأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬والتعديلات‭ ‬الدستورية‭.‬

‭*‬المهمة‭ ‬الثانية‭:‬

عملية‭ ‬التحديث‭- ‬بحيث‭- ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬على‭ ‬حزمة‭ ‬من‭ ‬القوانين‭ ‬والتشريعات‭ ‬وحسب،‭ ‬بل‭ ‬هى‭ ‬عملية‭ ‬تطور‭ ‬اجتماعى‭ ‬وثقافى‭ ‬فى‭ ‬الأساس‭.‬

‭*‬المهمة‭ ‬الثالثة‭:‬

تسند‭ ‬مسئولية‭ ‬أمام‭ ‬الأعيان‭ ‬والنواب،‭ ‬الإعلام‭ ‬الوطنى‭ ‬الأردنى،‭ ‬الجامعات‭ ‬والمدارس،‭ ‬الروابط‭ ‬والجمعيات‭ ‬الثقافية،‭ ‬البرامج‭ ‬الثقافية،‭ ‬مهمة‭ ‬توجيه‭ ‬القوى‭ ‬السياسية‭ ‬والأحزاب،‭ ‬التى‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تنهض‭ ‬بدورها‭ ‬ومسئولياتها‭.‬

المهمة‭ ‬الرابعة‭:‬

ضرورة‭ ‬انتباه‭ ‬الأردنيين،‭ ‬والقوى‭ ‬التى‭ ‬تصنع‭ ‬أو‭ ‬تعين‭ ‬على‭ ‬إدارة‭ ‬الدولة‭ ‬الأردنية،‭ ‬الانتباه‭ ‬إلى‭ ‬خطورة‭ ‬الانتقاص‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬أو‭ ‬التقليل‭ ‬من‭ ‬شأنها،‭ ‬فهذه‭ ‬إساءة‭ ‬بالغة‭ ‬لا‭ ‬يقبلها‭ ‬أحد‭.‬

‭*‬المهمة‭ ‬الخامسة‭:‬

‭ ‬لتحقيق‭ ‬المستقبل،‭  ‬ضمن‭ ‬برامج‭ ‬واضحة،‭ ‬هو‭ ‬الطريق‭ ‬الآمن‭ ‬لتحقيق‭ ‬التحديث‭ ‬المطلوب،‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬المكتسبات‭ ‬وحماية‭ ‬للاستقرار،‭ ‬ونحن‭ ‬عازمون‭ ‬على‭ ‬السير‭ ‬فى‭ ‬هذا‭ ‬الاتجاه‭ ‬بمسئولية‭ ‬ودون‭ ‬تردد‭ ‬أو‭ ‬تأخير،‭ ‬لتعزيز‭ ‬مصادر‭ ‬قوة‭ ‬الدولة،‭ ‬مجتمعا‭ ‬ومؤسسات‭.‬

‭*‬المهمة‭ ‬السادسة‭:‬

أهمية‭ ‬ضمان‭ ‬سيادة‭ ‬القانون‭ ‬على‭ ‬الجميع،‭ ‬دون‭ ‬تمييز‭ ‬أو‭ ‬محاباة‭.‬

‭*‬المهمة‭ ‬السابعة‭:‬

مسئولية‭ ‬مناقشة‭ ‬وإقرار‭ ‬قانونى‭ ‬الانتخاب‭ ‬والأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬والتعديلات‭ ‬الدستورية‭ ‬التى‭ ‬قدمتها‭ ‬الحكومة‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمة،‭ ‬بهدف‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬بيئة‭ ‬حاضنة‭ ‬للحياة‭ ‬الحزبية،‭ ‬لتشكيل‭ ‬برلمانات‭ ‬المستقبل،‭ ‬بحيث‭ ‬يكون‭ ‬للشباب‭ ‬والمرأة‭ ‬دور‭ ‬بارز‭ ‬فيها‭.‬

‭*‬المهمة‭ ‬الثامنة‭:‬

حتى‭ ‬نضمن‭ ‬التقدم‭ ‬نحو‭ ‬البرلمانات‭ ‬الحزبية،‭ ‬أكد‭ ‬جلالته،‭ ‬أن‭ ‬المهمة‭ ‬أمامنا‭: ‬عمل‭ ‬كثير‭ ‬لتطوير‭ ‬أحزاب‭ ‬تستند‭ ‬إلى‭ ‬برامج‭ ‬قابلة‭ ‬للتطبيق‭ ‬والتقييم،‭ ‬وتخدم‭ ‬مصالح‭ ‬المواطنين،‭ ‬وتحقق‭ ‬مشاركة‭ ‬فاعلة‭ ‬ومنتجة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬المستويات‭ ‬الوطنية‭ ‬والمحلية‭.‬

‭*‬المهمة‭ ‬التاسعة‭:‬

على‭ ‬القوى‭ ‬السياسية‭ ‬والأحزاب‭ ‬أن‭ ‬تنهض‭ ‬بدورها‭ ‬ومسئولياتها‭ ‬لتحقيق‭ ‬ذلك،‭ ‬فالتشريعات‭ ‬المقترحة‭ ‬لها‭ ‬أصل‭ ‬دستورى،‭ ‬وهى‭ ‬تشمل‭ ‬ضمانات‭ ‬للعمل‭ ‬الحزبى‭ ‬الذى‭ ‬لن‭ ‬نسمح‭ ‬بإعاقته‭ ‬أو‭ ‬التدخل‭ ‬فيه‭ ‬من‭ ‬أى‭ ‬جهة‭ ‬كانت‭.‬

 

‭*‬المهمة‭ ‬العاشرة‭:‬‮ ‬

صون‭ ‬مؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬السيادية‭ ‬والدينية‭ ‬والتعليمية‭ ‬بمسارى‭ ‬التحديث‭ ‬الاقتصادى‭ ‬والإصلاح‭ ‬الإدارى،‭ ‬وصولا‭ ‬لتحقيق‭ ‬التعافى‭ ‬من‭ ‬الظروف‭ ‬التى‭ ‬فرضتها‭ ‬أزمة‭ ‬كورونا‭ ‬وبناء‭ ‬أسس‭ ‬راسخة‭ ‬لشراكة‭ ‬فاعلة‭ ‬بين‭ ‬القطاعين‭ ‬العام‭ ‬والخاص‭.‬

 

‭*‬المهمة‭ ‬الحادية‭ ‬عشرة‭:‬

ضرورة‭ ‬التعاون‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬السلطات،‭ ‬وفى‭ ‬إطار‭ ‬الفصل‭ ‬المرن‭ ‬الذى‭ ‬حدده‭ ‬الدستور‭ ‬بينها،‭ ‬للمضى‭ ‬قدما‭ ‬فى‭ ‬مسارات‭ ‬التحديث‭ ‬والتطوير‭. ‬وكلى‭ ‬ثقة‭ ‬بأنكم‭ ‬تدركون‭ ‬مسئوليتكم‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬اللحظة‭ ‬التاريخية‭ ‬المهمة،‭ ‬للعمل‭ ‬بجد‭ ‬وإخلاص‭ ‬واتخاذ‭ ‬قرارات‭ ‬توافقية‭ ‬جريئة‭ ‬ومدروسة،‭ ‬أساسها‭ ‬المصلحة‭ ‬الوطنية‭.‬

 

‭.. ‬لعمرك‭ ‬سيدى‭ ‬الميمون،‭ ‬الملك‭ ‬الهاشمى،‭ ‬فقد‭ ‬احتفيت،‭ ‬بألم‭ ‬واضح،‭ ‬ساعة‭ ‬مواجهة‭ ‬مجلس‭ ‬الأمة،‭ ‬عندما‭ ‬شفيت‭ ‬وسم‭ ‬حاجتنا‭ ‬إلى‭ ‬إدامة‭ ‬وتزكية‭ ‬حب‭ ‬القائد‭ ‬البانى‭ ‬المغفور‭ ‬له‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬الحسين‭ ‬بن‭ ‬طلال،‭ ‬فى‭ ‬ذكرى‭ ‬ميلاده‭ ‬89،‭ ‬رحمة‭ ‬الله‭ ‬عليه‭.. ‬فدعوت‭ ‬كل‭ ‬الأردنيين،‭ ‬سمعوك‭ ‬فلبوا‭ ‬النداء،‭ ‬للوقوف‭ ‬لقراءة‭ ‬الفاتحة‭ ‬على‭ ‬روحه‭ ‬الطاهرة‭..‬‮ ‬

هذا‭ ‬بساط‭ ‬ملوك‭ ‬الهاشميين،‭ ‬ممن‭ ‬نذروا‭ ‬أرواحهم‭ ‬فداء‭ ‬للأردن‭ ‬العظيم‭.‬

 

فى‭ ‬منطق‭ ‬الدول‭ ‬المحورية‭ ‬والإقليمية،‭ ‬عربيا‭ ‬وإسلاميا،‭ ‬استطاع‭ ‬الملك‭ ‬عبدالله‭ ‬الثانى،‭ ‬التركيز‭ ‬عربيا‭ ‬ودوليا،‭ ‬وأردنيا‭ ‬على‭ ‬أهمية‭: ‬أن‭ ‬قوة‭ ‬الأردن‭ ‬عمادها‭ ‬الأمن‭ ‬والاستقرار،‭  ‬نسعد‭ ‬بحماية،‭ ‬جيش‭ ‬عربى‭ ‬مصطفوى‭ ‬وأجهزة‭ ‬أمنية‭ ‬محترفة،‭ ‬وهى‭ ‬جيوش،‭ ‬تتكاثف‭ ‬مع‭ ‬جيوش‭ ‬الوطن‭ ‬من‭ ‬الإعلاميين‭ ‬والمثقفين،‭ ‬والشباب،‭ ‬والمعلمين،‭ ‬وفرق‭ ‬التطوع،‭ ‬عدا‭ ‬الأطباء‭ ‬والكادر‭ ‬الطبية‭ ‬والجامعات،‭ ‬تستظل‭ ‬بمنجزات‭ ‬هاشمية‭ ‬وإرادة‭ ‬حديدية‭ ‬لا‭ ‬تعرف‭ ‬إلا‭ ‬العمل‭ ‬والانجاز‭ ‬والتعافى‭.‬

 

‭.. ‬ثوابت‭ ‬ومهمات‭ ‬وتحديات‭ ‬كثيرة‭ ‬بدت‭ ‬مطروحة‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬تعيش‭ ‬به‭ ‬المنطقة‭ ‬ودول‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬والعالم،‭ ‬أزمات‭ ‬وتداعيات‭ ‬عديدة،‭ ‬هنا،‭ ‬فى‭ ‬الأردن،‭ ‬ومن‭ ‬داخل‭ ‬مجلس‭ ‬الأمة،‭ ‬لسان‭ ‬حال‭ ‬الناس،‭ ‬التأكيد‭ ‬على‭ ‬التعافى،‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬العهد‭ ‬الملكى‭ ‬وعزم‭ ‬الرجال،‭ ‬نموذجنا،‭ ‬يقول‭ ‬الشعب،‭ ‬لجلالة‭ ‬الملك‭: ‬سيدى،‭ ‬فى‭ ‬مملكتنا‭ ‬الهاشمية،‭ ‬‮«‬الجيش‭ ‬العربى‮»‬،‭ ‬الذى‭ ‬تتغنى‭ ‬به‭ ‬فخرا،‭ ‬فهو‭ ‬الجيش‭ ‬الذى‭ ‬ظل‭ ‬وفيا‭ ‬لاسمه‭ ‬وشعاره،‭ ‬وسطر‭ ‬أروع‭ ‬صور‭ ‬البطولة‭ ‬دفاعا‭ ‬عن‭ ‬فلسطين‭. ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬دماء‭ ‬شهدائه‭ ‬تعطر‭ ‬ترابها‭ ‬وترسم‭ ‬منارات‭ ‬تضحية‭ ‬وشجاعة‭ ‬على‭ ‬أسوار‭ ‬القدس،‭ ‬التى‭ ‬تعيش‭ ‬فى‭ ‬ضمير‭ ‬الهاشميين‭ ‬ووجدانهم‭ ‬منذ‭ ‬مئات‭ ‬السنين‭.‬

لهذا،‭ ‬خص‭ ‬الملك،‭ ‬جل‭ ‬الخطاب‭ ‬التاريخى،‭ ‬لكل‭ ‬ما‭ ‬قدم‭ ‬الأردن‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ما‭ ‬لم‭ ‬يقدمه‭ ‬أحد‭ ‬غيره،‭ ‬وهذا‭ ‬واجبنا،‭ ‬وسيظل‭ ‬الأردن‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬أشقائه‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬حتى‭ ‬يستعيدوا‭ ‬حقوقهم‭ ‬الكاملة،‭ ‬ويقيموا‭ ‬دولتهم‭ ‬المستقلة‭ ‬على‭ ‬ترابهم‭ ‬الوطنى‭.‬

‭.. ‬ولعل‭ ‬العالم‭ ‬ودول‭ ‬المنطقة‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬والمنظمات‭ ‬والهيئات‭ ‬الدولية‭ ‬والأممية،‭ ‬تنتبه‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬أعاد‭ ‬الملك‭ ‬عبدالله‭ ‬الثانى‭ ‬التأكيد‭ ‬عليه‭ ‬أمام‭ ‬مجلس‭ ‬الأمة،‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬‮«‬الوصاية‭ ‬الهاشمية‮»‬،‭ ‬فهى‭ ‬كما‭ ‬قال‭ ‬الملك‭: ‬‮«‬أمانة‭ ‬أتشرف‭ ‬بحملها،‭ ‬لحماية‭ ‬ورعاية‭ ‬المقدسات‭ ‬الإسلامية‭ ‬والمسيحية‭ ‬فى‭ ‬القدس‮»‬‭.‬

‭.. ‬رعاية‭ ‬الوصى‭ ‬الهاشمى،‭ ‬للأوقاف‭ ‬والمقدسات‭ ‬الإسلامية‭ ‬والمسيحية‭ ‬فى‭ ‬القدس،‭ ‬‮«‬التزام‭ ‬منا‭ ‬بمبادئنا‭ ‬وتاريخنا‭ ‬وإرثنا‭ ‬الهاشمى،‭ ‬وتجسيدا‭ ‬لإرادتنا‭ ‬الحرة‭ ‬وقرارنا‭ ‬الوطنى،‭ ‬الذى‭ ‬لا‭ ‬نسمح‭ ‬لأحد‭ ‬أن‭ ‬يتدخل‭ ‬فيه‭ ‬أو‭ ‬يساومنا‭ ‬عليه‮»‬‭.‬‮ ‬

‭.. ‬ووضع‭ ‬القدس‭ ‬والقضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬والوصاية‭ ‬الهاشمية،‭ ‬ثابت‭ ‬من‭ ‬ثوابت‭ ‬الحضور‭ ‬الملكى‭ ‬السامى‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬المحافل‭ ‬والمؤتمرات‭ ‬والقمم‭ ‬التى‭ ‬يشارك‭ ‬فيها‭ ‬ملك‭ ‬الأردن‭.‬

 

‭.. ‬فى‭ ‬العاشر‭ ‬من‭  ‬كانون‭ ‬الأول2020‭ ‬افتتح‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬عبدالله‭ ‬الثانى،‭ ‬أعمال‭  ‬الدورة‭ ‬‮«‬غير‭ ‬العادية‮»‬‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمة‭ ‬التاسع‭ ‬عشر،‭ ‬وقتها‭ ‬خاطب‭ ‬الملك،‭ ‬الأمة،‭ ‬بما‭ ‬تعود‭ ‬عليه‭ ‬النطق‭ ‬السامى‭ ‬من‭ ‬مكاشفة‭ ‬ومصداقية‭ ‬وحب‭ ‬للشعب‭ ‬الأردنى،‭ ‬وقال‭ ‬جلالته‭: ‬‮«‬لم‭ ‬تمنعنا‭ ‬الظروف‭ ‬الصعبة‭ ‬يوما،‭ ‬من‭ ‬مواصلة‭ ‬المسيرة‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬والالتزام‭ ‬بالاستحقاقات‭ ‬الدستورية،‭ ‬فقد‭ ‬نجحنا،‭ ‬بحمد‭ ‬الله‭ ‬وتوفيقه،‭ ‬بإجراء‭ ‬الانتخابات‭ ‬النيابية،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬جائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬وهذا‭ ‬يؤكد‭ ‬عزيمة‭ ‬الأردنيين‭ ‬وبإرادتهم‮»‬‭.‬

 

‭.. ‬ثمن‭ ‬الملك‭ ‬الهاشمـى،‭ ‬قوة‭ ‬وإرادة‭ ‬الشعب‭ ‬الأردنى،‭ ‬فى‭ ‬تداعيات‭ ‬وأزمات‭ ‬صعبة،‭ ‬كان‭ ‬أشرسها‭ ‬تفشى‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا،‭ ‬وقال‭ ‬جلالته‭: ‬‮«‬بحمد‭ ‬الله،‭ ‬هذا‭ ‬الوطن،‭ ‬بقوة‭ ‬شعبه،‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬المضى‭ ‬بعزم‭ ‬وثبات،‭ ‬فدولتنا‭ ‬فتية‭ ‬بشبابها،‭ ‬عظيمة‭ ‬بإنجازاتها،‭ ‬منيعة‭ ‬بوحدة‭ ‬شعبها‮»‬‭.‬

 

‭.. ‬ما‭ ‬بين‭ ‬كانون‭ ‬الأول‭ ‬2020‭ ‬واليوم،‭ ‬تشرين‭ ‬الثانى‭ ‬2021،‭ ‬هذا‭ ‬الوقت‭ ‬الزمنى،‭ ‬الذى‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬العام،‭ ‬لنصل،‭ ‬مع‭ ‬إرادة‭ ‬جلالته‭ ‬إلى‭ ‬أعمال‭ ‬‮«‬الدورة‭ ‬العادية‮»‬‭ ‬الأولى‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمة‭ ‬التاسع‭ ‬عشر،‭ ‬بإلقاء‭ ‬خطاب‭ ‬العرش‭ ‬السامى‭.‬

مؤشرات‭ ‬مهمة‭ ‬يتضمنها‭ ‬الخطاب‭ ‬الذى،‭ ‬يُفوَّض‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬بإلقائه‭ ‬بموجب‭ ‬الدستور،‭ ‬فى‭ ‬افتتاح‭ ‬الدورات‭ ‬العادية‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمة‭. ‬وفيه‭ ‬يستعرض‭  ‬الملك‭ ‬السياسات‭ ‬الوطنية‭ ‬ومرتكزات‭ ‬القضايا‭ ‬الحيوية‭ ‬الهامة‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭.‬

‭.. ‬وتتطرق‭ ‬خطابات‭ ‬العرش،‭ ‬فى‭ ‬العادة‭ ‬إلى‭ ‬خطط‭ ‬التنمية‭ ‬والسياسات‭ ‬المحلية،‭  ‬والاقتصاد‭ ‬والصحة‭ ‬والتربية،‭ ‬ويتجلى‭ ‬فيها‭ ‬النطق‭ ‬السامى،‭ ‬منها‭ ‬وداعيا‭ ‬إلى‭ ‬تعاون‭   ‬الأجهزة‭  ‬والسلطات‭ ‬الحكومية،‭ ‬الأمنية‭ ‬والعسكرية‭ ‬ومؤسسات‭ ‬الدولة‭ ‬الأردنية،‭ ‬لتحقيق‭ ‬أهداف‭ ‬وطنية‭ ‬محددة،‭ ‬بما‭ ‬فى‭ ‬ذلك،‭ ‬خصوصية‭ ‬قضايا‭ ‬البلد،‭ ‬وسبل‭ ‬المشاركة‭ ‬السياسية‭ ‬الموسوعة،‭ ‬والتى‭ ‬تستنهض‭ ‬القيم‭ ‬الأردنية‭ ‬والعربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬الأصيلة‭ ‬والمحورية،‭ ‬التى‭ ‬انطلقت‭ ‬معها‭ ‬التطلعات‭ ‬الوطنية‭ ‬على‭ ‬هدى‭ ‬من‭ ‬المبادئ‭ ‬التأسيسية‭ ‬للثورة‭ ‬العربية‭ ‬الكبرى،‭ ‬والالتزام‭ ‬الهاشمى‭- ‬الأردنى‭ ‬بالأمة‭ ‬العربية،‭ ‬والأمة‭ ‬الإسلامية،‭ ‬والمجتمع‭ ‬الدولى،‭ ‬والأممى‭.‬

 

خطاب‭ ‬العرش،‭ ‬بهاء‭ ‬ملكى،‭ ‬هاشمى‭ ‬نبيل،‭ ‬يخلص‭ ‬لدستور‭ ‬الأمة،‭ ‬وفق‭ ‬المادة‭ ‬79‭ ‬من‭ ‬الدستور‭ ‬الأردنى،‭ ‬التى‭ ‬تنص‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬يفتتح‭ ‬الدورة‭ ‬العادية‭ ‬لمجلس‭ ‬الأمة‭ ‬بإلقاء‭ ‬خطاب‭ ‬العرش‭.‬‮ ‬

‭.. ‬بمؤشرات‭ ‬ملكية،‭ ‬يتضمنها‭ ‬الخطاب،‭ ‬الذى‭ ‬تجتمع‭ ‬الأمة‭ ‬والشعب‭ ‬حولة،‭ ‬ومن‭ ‬هذه‭ ‬المؤشرات،‭ ‬تلك‭ ‬الأزمات‭ ‬والظروف‭ ‬التى‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬العالم،‭ ‬وتترك‭ ‬تداعياتها‭ ‬على‭ ‬المملكة‭ ‬كجائحة‭ ‬كورونا،‭ ‬وسياسة‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬التعافى‭ ‬من‭ ‬التفشى،‭ ‬وحماية‭ ‬الاقتصاد،‭ ‬عدا‭ ‬الدفاع‭ ‬عن‭ ‬الإسلام،‭ ‬ودور‭ ‬المملكة‭ ‬فى‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬والتطرف،‭ ‬وتعزيز‭ ‬الوحدة‭ ‬الوطنية،‭ ‬والمحافظة‭ ‬على‭ ‬المعايير‭ ‬الديمقراطية،‭ ‬ورفع‭ ‬مستوى‭ ‬المشاركة‭ ‬السياسية،‭ ‬وتوفير‭ ‬النصح‭ ‬والإرشاد‭ ‬وإتاحة‭ ‬الفرص‭ ‬للشباب‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التعليم،‭ ‬وتحقيق‭ ‬وإدامة‭ ‬وتحسين‭ ‬نوعية‭ ‬حياة‭ ‬الأردنيين،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬ورد‭ ‬فى‭ ‬موقع‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬الإلكترونى‭.‬

 

ويتركز‭ ‬الخطاب،‭ ‬على‭ ‬حيثيات،‭ ‬أبرزها‭ ‬مخرجات‭ ‬اللجنة‭ ‬الملكية‭ ‬لتحديث‭ ‬المنظومة‭ ‬السياسية،‭ ‬وبالذت‭ ‬قانونا‭ ‬الانتخاب‭ ‬والأحزاب‭ ‬والتعديلات‭ ‬الدستورية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بهما‭.‬‮ ‬

ويتصمن‭ ‬التوجية‭ ‬الملكى،‭ ‬خصوصية‭ ‬الرعاية‭ ‬الملكية‭ ‬الهاشمية‭ ‬للشباب‭ ‬والمرأة‭ ‬وتيسير‭ ‬سبل‭ ‬المشاركة‭ ‬السياسية‭ ‬الوطنية‭.‬‮ ‬

الخطاب،‭ ‬يشير‭ ‬إلى‭ ‬دور‭ ‬الأردن‭ ‬الوطنى‭ ‬والقومية،‭ ‬والدولى‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الأزمات‭ ‬الدولية‭ ‬والنزاعات‭ ‬فى‭ ‬المنطقة‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬أزمة‭ ‬اللاجئين‭ ‬السوريين،‭ ‬وتأثيرها‭ ‬على‭ ‬خطة‭ ‬الاستجابة‭ ‬الأردنية‭ ‬للأزمة،‭ ‬ودور‭ ‬جلالة‭ ‬الملك‭ ‬فى‭ ‬دعم‭ ‬الحل‭ ‬السياسى‭ ‬للصراع،‭ ‬بما‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬حماية‭ ‬الوضع‭ ‬الطبيعى‭ ‬والجغرافى‭ ‬والسياسى‭ ‬لسوريا،‭ ‬كما‭ ‬يعيد‭ ‬جلالته‭ ‬جهودة‭ ‬الدولية‭ ‬والإقليمية‭ ‬حول‭ ‬الوحدة‭ ‬والعمل‭ ‬العربى‭ ‬المشترك‭.‬‮ ‬

آفاق‭ ‬كثيرة،‭ ‬ذكية‭ ‬قدمها‭ ‬جلالته‭ ‬أمام‭ ‬مجلس‭ ‬الأمة‭ ‬والشعب‭ ‬الأردنى،‭ ‬والسلطات‭ ‬كافة،‭ ‬كما‭ ‬هى‭ ‬متاحة‭ ‬وتخاطب‭ ‬العالم‭ ‬العربى‭ ‬والإسلامى‭ ‬والمجتمع‭ ‬الدولى‭.‬‮ ‬

فالملك‭ ‬عبدالله،‭ ‬يؤمن‭ ‬بقدرة‭ ‬الأردن‭ ‬على‭ ‬تخطى‭ ‬الأزمات‭ ‬والبقاء‭ ‬فى‭ ‬نموذج‭ ‬الهاشمى،‭ ‬النبيل،‭ ‬الذى‭ ‬يشكل‭ ‬حالة‭ ‬سياسية‭ ‬شعارها‭ ‬ديمومة‭ ‬الأمن‭ ‬والأمان،‭ ‬والسلام‭ ‬وبالتالى،‭ ‬محبة‭ ‬عنوانها‭ ‬الصبر‭ ‬والإرادة،‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬الرعاية‭ ‬الهاشمية‭ ‬لمقدرات‭ ‬المملكة‭ ‬وجيشها‭ ‬العربى‭ ‬الهاشمى،‭ ‬كما‭ ‬جيشها‭ ‬الإعلامى‭ ‬الوطنى،‭ ‬وجيشها‭ ‬الأبيض،‭ ‬الصحى‭ ‬الذى‭ ‬يعمل‭ ‬بصمت‭ ‬ومحبة‭ ‬وتضحية،‭ ‬يؤمن‭ ‬بمنجزاتها‭ ‬جلالة‭ ‬الملك،‭ ‬فى‭ ‬يوم‭ ‬البهاء‭ ‬والبهجة،‭ ‬يوم‭ ‬خطاب‭ ‬العرش‭ ‬الزاهى‭. ‬