رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«اسمه الأشقر وضخامته مُبالغ فيها».. كل شىء عن «عقارب أسوان»

جريدة الدستور

صورة قادمة من أسوان تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، خلال اليومين الماضيين، يظهر فيها ما يزيد على «دستة» كاملة من العقارب، بعدما تسببت الأمطار الغزيرة والسيول التي شهدتها المحافظة في خروجها من جحورها إلى المناطق السكنية، وإصابة العشرات بلدغاتها المميتة.


فبحسب ما قاله وكيل وزارة الصحة في أسوان، إيهاب حنفي، لدغت هذه العقارب 425 شخصاً، تم نقلهم إلى مستشفيات كوم أمبو ودراو وإدفو لعلاجهم، قبل أن يخرج الدكتور خالد مجاهد، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان –قبل إقالته من منصبه لاحقاً- معلناً ارتفاع هذا العدد إلى 503 مواطنين، حتى أمس الأول الجمعة.


ولفت أنظار الجميع بشدة ضخامة العقارب الموجودة في الصورة، وتنوع أحجامها، وإن تشابهت في اللون والمظهر الخارجي، وسط تساؤلات عن سبب خروجها بهذه الأعداد الكبيرة، وكيف يمكن التعامل معها بدون إصابة المواطنين بأذى، وهي الأسئلة التي توجهت بها «الدستور» لواحد من الخبراء في مجال الزواحف، هو أحمد رجب الدكروني، مربي الزواحف وصائد الثعابين الشهير.


وأرجع «الدكروني» خروج العقارب إلى الأمطار والسيول التي ضربت أسوان وعدد من محافظات الصعيد، على مدار اليومين الماضيين، قائلاً: «طبيعى جداً لو حدثت سيول وانجرفت معها الرمال وبدأت الجحور تمتليء بالمياه، أن تفزع الزواحف والقوارض والمفصليات، فتبدأ بالهروب من المياه، إلى مناطق مأهولة بالسكان للاحتماء بها».


وشدد ابن مدينة الإسكندرية المتخصص في صيد الثعابين على أن الزواحف والقوارض والمفصليات التي تخرج من الجحور وبيئاتها الطبيعية تعود إلى هذه الأماكن مرة أخرى، بعد جفاف الأرض وانتهاء الآثار التي سببتها الأمطار والسيول.


ورأى أن حالة الخوف التي تملكت كثيرين جراء ظهور صور العقارب في أسوان «مبالغ فيها بدرجة كبيرة»، مبيناً أن التركيز على انتشار العقارب في منطقة معينة يؤدي إلى بحث ساكنيها عنها، وغالبيتهم يكون غير محترف في التعامل معها، ما يؤدي إلى تعرضه للدغ في النهاية.


وعن «الضخامة» التي ظهرت بها العقارب في الصورة المتداولة، اعتبر أنها «غير حقيقية»، والسبب وراءها هو الزاوية التي التقطت بها الصورة، واقتراب ملتقطها إلى مسافة قريبة جداً من العقارب، لافتاً إلى أن العقارب الظاهرة لا يتعدى طولها في الحقيقة 7 سم، وكل العقارب بصفة عامة لا يزيد طولها على 10 سم.


وكشف عن نوعية العقارب التي ظهرت في الصور، قائلاً إنها تسمى «عقرب أسوان» أو «عقرب فلسطين الأصفر» أو «العقرب الأشقر»، والاسم العلمي لها هو «Leiurus quinquestriatus»، محذراً من أنها شديدة السمية وفي غاية الخطورة، وموجودة بكثرة في صحراء أسوان.


وعن سبل المواجهة، قال مؤلف كتاب «الكتاب الشامل للزواحف المصرية» إنه يمكن الاستعانة بمجموعة من الصيادين المتخصصين لاصطياد العقارب التي خرجت جراء السيول بطريقة احترافية تبعد الأذى عن أي شخص، لافتاً إلى أن ذلك يكون بمقابل مادي، لاحتياجهم أكثر من يومين. 


وأضاف: «الحل الثانى أن يبحث كل شخص في منزله وما حوله، ويقتل أي عقرب أو زاحف سام يراه، لأنه في هذه اللحظة حياة الإنسان أغلى من أي شيء».


كما نصح بالتخلص فوراً من أي مهملات أو «كراكيب» حول الأماكن المأهولة، لأن المهملات المتراكمة من أكثر الأماكن التي تلجأ إليها الزواحف والعقارب، إلى جانب ضرورة إحكام الباب الرئيسى لأي منزل في المناطق المهددة بـ«عتبة» لمنع دخول هذه الكائنات إلى الداخل. 


وعن اقتراح البعض بتربية «قنافد» باعتبارها من آكلات العقارب، قال إن العقرب ليس هو الطعام الرئيسي للقنفد، كما أن القنفد لا يصلح للتربية في المنازل من قبل غير متخصصين، خاصة أنه دائم الحفر، ومثله مثل أي قارض يمكنه افتراس أي دواجن أو طيور منزلية.