رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

اعتقال زوجين إسرائيليين فى إسطنبول بتهمة التجسس: أزمة قنصلية أم دبلوماسية؟

الزوجان الإسرائيليان
الزوجان الإسرائيليان

لا تزال قضية اعتقال الزوجين الإسرائيليين في تركيا بشبهة التجسس لإحدي وكالات الاستخبارات الإسرائيلية تثير القلق داخل إسرائيل، خاصة بعد أن تمديد اعتقالهما لمدة 20 يومًا من قبل السلطات التركية، فيما يرى المراقبون في تل أبيب أن الأزمة تتعقد وأن وضع الزوجين ليس جيدًا، وسط تكهنات أن خلفية الاعتقال قد تتسبب في أزمة دبلوماسية ولن تصبح فقط حادثة قنصلية.

عطلة لزوجين انتهت باعتقال

بدأت القصة عندما سافر الزوجان الإسرائيليان إلى تركيا لقضاء إجازة، لكن تم القبض عليهما خلال رحلة بحرية في إسطنبول للاشتباه في تصوير مجمع قصر أردوغان وبعد أن أرسلت الزوجة الصور إلى مجموعة بالواتساب إلى عائلتها دون أن تعرف أنه يحظر عليها تصوير المكان.

وكان الزوجان اعتقلا بعد أن أبلغت نادلة في المجمع الذي نزلا فيه، شرطة إسطنبول عن أن الزوجين قاما بتصوير مقر إقامة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. 

الزوجان من مدينة موديعين في وسط إسرائيل خرجوا لقضاء رحلة بمناسبة عيد ميلاد في تركيا، وصرحت شقيقة الزوجة قائلة: "علمنا أنهم سيعودون الثلاثاء وفجأة اختفوا، نحن قلقون جدًا، شقيقتي لا تنتمي لأي منظمة استخبارات، نأمل إن يتم إطلاق سراحها بأسرع وقت".

وبعد الحادث وكلت عائلة الزوجين في إسرائيل لهما المحامي نير جاسلوفيتش، الذي دعا وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد للإفراج عن الزوجين المحتجزين، وطلب المحامي من "لابيد" بذل كل ما في وسعه، بما في ذلك الاتصال بوزير الخارجية التركي بشكل مباشر وفوري، وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنهم "يعلمون بالأمر ويتعاملون معه بجدية". 

كما تحدث "لابيد"، مع عائلتي الزوجين وأبلغهما أن وزارة الخارجية طلبت زيارة قنصلية عاجلة للزوجين، وتعمل على إطلاق سراحهما في أسرع وقت.

تمديد اعتقال الزوجين

كانت قد قررت محكمة في إسطنبول التركية، الجمعة الماضية، تمديد اعتقال زوجين إسرائيليين لمدة 20 يومًا، فيما أكد وزير الخارجية الإسرائيلي أن الزوجين "لا يعملان في أي وكالة إسرائيلية".

ذكرت صحف عبرية  أنه تم تمديد اعتقال الزوجين لمدة عشرين يومًا أخرى بناء على طلب جهاز الاستخبارات الوطنية التركي، وكان من المتوقع أن تفرج المحكمة التركية عن الزوجين الإسرائيليين الجمعة الماضية ويتم ترحيلهما إلى إسرائيل، لكن تم تمديد اعتقالهما.

وقال محامي الزوجين، نير ياسلوفيتز، في رسالة إلى لابيد: "إن الزوجين التقطا صورًا لعائلاتهما لأنهما لم يعلما أنه ممنوع التقاط الصور".

أزمة دبلوماسية أم قنصلية؟

قال مسئولون إسرائيليون إن هناك مخاوف متزايدة في إسرائيل من أن حادثة اعتقال الإسرائيليين في تركيا هي على خلفية سياسية وليست مجرد حادثة قنصلية.

وبحسب ما نشر موقع "واللا" الإسرائيلي، إسرائيل لم تتلق حتى الآن أي تفسير من السلطات التركية بشأن هذه القضية. وبحسب مسئولين كبار، لا تزال وزارة الخارجية تأمل في أن يتم حل الطلب على المستوى القنصلي دون الحاجة إلى حملة سياسية حول الموضوع، "لكن في الوقت الحالي لا يبدو الأمر جيدًا".

وبدوره تحدث وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد مع رئيسة السفارة الإسرائيلية في أنقرة، إيريت ليليان، وبحث معها تطورات القضية، ويقود "لابيد" معالجة القضية نيابة عن الحكومة بحيث يتم إطلاع رئيس الوزراء نفتالي بينيت على تفاصيل القضية، لكنه لا يتعامل معها بشكل مباشر في هذه المرحلة.

يأتي اعتقال الزوجين الإسرائيليين بعد ثلاثة أسابيع فقط من إعلان تركيا اكتشاف حلقة تجسس للموساد تعمل في تركيا، وألقت الشرطة المحلية القبض على 15 شخصًا على الأقل.