رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من روائع الأدب العالمي

«زودها».. قصة الأديب العالمي تشيخوف عن الخوف غير المبرر

تشيخوف
تشيخوف

«زودها».. هى واحدة من قصص الكاتب الروسى الكبير أنطوان تشيخوف، وتدور أحداثها حول موظف مكلف بقياس الأرض فى منطقة تشبه الغابة، وكان هذا الرجل جبان بطبيعته، ركب العربة الحنطور فخاف أن يكون هذا “العربجى” بلطجى فسأله هل هذه المنطقة بها أشقياء؟

وقبل أن يرد قال القياس: أه لو تعلم يا عزيزى تلك القوة التى وهبنى الله إياها، برغم جسدى النحيل الذى تراه أمامك، لقد صارعت ثلاثة رجال أشقياء بالأمس فقضيت عليهم جميعا، نعم لقد قضيت عليهم، نظر إليه العربجى مستغربا فأكمل القياس أنا أسألك عن لأشقياء ليس خوفا منهم، بل لأننى فى حاجة إلى منازلة الأشقياء وسحقهم. كما أننى أحمل فى سترتى ثلاثة مسدسات. ولما انعطف العربجى إلى ممر آخر ارتعب القياس وقال فى نفسه: لقد أنزوى بى إلى مكان مهجور لا بد وأنه قرر قتلى، هذه الحوادث تتكرر كثيرا ، فشد القياس نفسا طويلا وقال للعربجى: لماذا لم تكمل السير إلى الإمام فأن ثلاثة من أصدقائى الأشداء مثلى تماما ينتظروننى فى هذا الطريق. فقال العربجى متعجبا: ليس هناك طريق فى هذا الاتجاه. تململ القياس وقال  للعربجى إن المسدسات التى أحملها فى سترتى كفيلة بأن تقتل عشرات الأشقياء. وعلى حين غفله قفز العربجى من الحنطور لقد خاف من القياس الذى يخافه .

المورال
أراد العالمى تشيخوف أن يقول إن الإنسان الخائف قد يكون مخيفا لغيره دون أن يدرى هذا بالنسبة للقياس أما بالنسبة العربجى أراد تشيخوف أن يقول إن المرء قد يخاف من شخص جبان لمجرد أنه ادعى البطولة أمامه أو أن تشيخوف أراد أن يقول إن المرء عدو ما يجهل لقد خاف الرجلان من بعضهما لعدم معرفة كل منهما بالآخر. والجميل فى هذه القصة أنها جاءت فى قالب كوميدى وكأنها مزحة خفيفة بين رجلين لا يعرف كلاهما الآخر لذا جاء فى مخيلة كل واحد منهما أنه بخلاف طبيعته الحقيقية.