رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عرض الفيلم السويدى «أغانى من الطابق الثانى» فى قصر السينما بجاردن سيتى

لقطة من الفيلم
لقطة من الفيلم

ينظم قصر السينما بجاردن سيتي، والتابع لهيئة قصور الثقافة، في الثامنة من مساء اليوم الأربعاء، عرضًا للفيلم السويدي الروائي الطويل Songs from The second Floor أو "أغاني من الطابق الثاني"، وتعقد عقب العرض، مناقشة حول الفيلم تقدمها وتديرها الناقدة السينمائية نشوي نبيل، وذلك ضمن فعاليات برنامج نادي السينما الأوروبية.

فيلم "أغاني من الطابق الثاني"، إنتاج سويدي عام 2000 وتبلغ مدة عرضه 100 دقيقة، من تأليف وإخراج روي أندرسون، بطولة: ستين أندرسون، توربيورن فاهلستروم، لوسيو فوسينا، ستيفان لارسون  لارس نورد، وبنجت سي. دبليو. كارلسون.

تدور أحداث فيلم "أغاني من الطابق الثاني"، في ثلاث قصص متصلة منفصلة، حول حاجة البشر إلى الحب، والضعف الذي يطال الإنسان في حياته جراء ذلك، حيث تتناول قصة الفيلم العديد من جوانب الحياة، ومنها قصة الوالد الذي أحرق شركته من أجل الحصول على أموال التأمين الخاصة بها، بالإضافة لمشكلات الحياة العامة من صعوبة إيجاد فرصة عمل، والزحام المروري الكبير، ورجل يصرخ في مديره بعدما فصله من العمل بالرغم من بقائه في العمل لمدة ثلاثين عامًا، وبحث الإنسان عن مخرج من كل هذه الأزمات، وقصة حب الوالد الغامضة مع عشيقته، وقصة حب ابنه مع حبيبته الأخرى، وارتباط كل قصص الحب هذه مع الكثير من الأكاذيب، والهجر، والعشق الأبدي.

وبحسب الناقد السينمائي محمد الخليف عن مخرج الفيلم "روي أندرسون": يرى أندرسون بأن السينما افتقدت مع الزمن الكثير من قوتها البصرية على حساب الاهتمام بالحبكة والقصة، لذلك فإن أفلام أندرسون شبيهة جداً باللوحات التشكيلية، مليئة بالتفاصيل وذات عمق بصري. في فيلمه "أغاني من الطابق الثاني" يتجلى ذلك المفهوم البصري لدى بكل وضوح وغرائبية، إن أمكننا إطلاق ذلك الوصف على سينما هي ما بين سريالية "دالي" وتهكمية "مونتي فاينتونز".

ففي هذا الفيلم، كما هو الحال في فيلمه YOU. THE LIVING  لا يحتوي الفيلم سوى على مشاهد طويلة وثابتة بزوايا تصوير واسعة، كل المشاهد تم التقاطها من نفس الزاوية، وجميعها بدون قطع، مجموعة من الحكايات الساخرة تؤلف فيما بينها انسجاماً خاصاً، شعرياً في فيلم "أغاني من الطابق الثاني" وموسيقياً في "أنتم، الأحياء".

"أغاني من الطابق الثاني" فيلم يبث في روح المشاهد نوعاً من الكآبة لشدة سخرية أندرسون من الإنسان المعاصر لسذاجته وطمعه وكونه جزءاً من مؤسسة ضخمة فارغة أخلاقياً، كل هذا يقال ضمن الحكايات العديدة التي يحتويها الفيلم لأب يحرق مؤسسته ويدخل صناعة بيع التماثيل الدينية وشاعر يصاب بالجنون، والعديد من الخيالات والأحلام الجامحة المنفذة بطريقة "الإسكتشات". النجاح النقدي الذي حظي به الفيلم جعل روي اندرسون بمصاف أهم مخرجي السينما السرياليين.