رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأمم المتحدة: الصراع فى تيجراى الإثيوبية وصل إلى «أبعاد كارثية»

تيجراى
تيجراى

قالت وكيلة الشؤون السياسية للأمم المتحدة لمجلس الأمن "روزماري ريكالدو"، يوم الإثنين، إن الصراع المستمر منذ عام في منطقة تيجراي الإثيوبية وصل إلى "أبعاد كارثية"، محذرًة  من حالة عدم الاستقرار التي تحيط بمستقبل إثيوبيا والتي تهدد استقرار منطقة القرن الأفريقي بأكملها، وفقا لما نقله موقع الأمم المتحدة.

وفي الأسبوع الماضي، أفاد مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بحدوث انتهاكات جسيمة من جميع الأطراف، والتي قد ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب.

وأعلنت الحكومة الإثيوبية حالة الطوارئ في 2 نوفمبر، بعد أن بدأت قوات جبهة التحرير الشعبية لتحرير تيجراي وحلفاؤها بالتقدم جنوبا نحو العاصمة، حسب التقارير الإخبارية.

وقالت روزماري ديكارلو، وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام: إن قوات تيجراي بالتنسيق مع جيش تحرير أورومو تقدمت نحو أديس أبابا.

وأضافت: "أعلنت حكومة إثيوبيا حالة الطوارئ على مستوى البلاد وصرحت بأنها تخوض حربا وجودية"، مشيرة إلى انتشار القتال في جميع أنحاء البلاد، و"في أماكن أخرى، يستمر انعدام الأمن في منطقة أوروميا في التدهور، بينما لا يزال الوضع متوترًا في أجزاء من منطقة بني شنقول-جوموز".

 

تهديد كارثي

بالانتقال إلى التكهنات المتزايدة حول الكيفية التي ستتكشف بها الأزمة خلال الأسابيع المقبلة، قالت المسئولة الأممية إنه في بلد يزيد عدد سكانه عن 110 ملايين شخص، وأكثر من 90 مجموعة عرقية مختلفة و80 لغة، لا يمكن لأحد أن يتنبأ حقًا بما سيحدثه القتال المستمر وانعدام الأمن.

ومع ذلك، قالت: إن التداعيات السياسية لتصعيد العنف في المنطقة الأوسع ستكون "هائلة" - مما يؤدي إلى تفاقم العديد من الأزمات الأخرى الجارية في القرن الأفريقي.

وأضافت: “لكن دعني أوضح: ما هو مؤكد هو أن خطر انزلاق إثيوبيا إلى حرب أهلية آخذة في الاتساع هو خطر حقيقي للغاية، وقالت إن ذلك سيؤدي إلى كارثة إنسانية ويستهلك مستقبل مثل هذا البلد”.

 

الجوع وقطع الإمدادات

وفي حين أن أكثر من سبعة ملايين شخص يحتاجون إلى مساعدات إنسانية في شمال إثيوبيا اليوم، فإن الحكومة الإثيوبية تفرض العديد من القيود على دخول قوافل المساعدات الإنسانية، مما يهدد  نحو 400 ألف فرد، حيث يعيشون الآن في ظروف شبيهة بالمجاعة.

وقالت ديكارلو: "لم تصل أي شاحنات مساعدات إلى ميكيلي منذ 18 أكتوبر وسط استمرار الضربات الجوية"، مضيفة أنه منذ الضربات في 22 أكتوبر على العاصمة الإقليمية تيجراي، ظلت رحلات الخدمات الجوية الإنسانية التابعة للأمم المتحدة معلقة، بينما تم تعليق شحنات الوقود محظور منذ أغسطس.

كما أدى عدم القدرة على الوصول إلى إجبار العاملين في المجال الإنساني على تقليص المساعدات، في الوقت الذي تتصاعد فيه الاحتياجات الإنسانية المنقذة للحياة بسرعة في منطقتي أمهرة وعفر المجاورتين، مع فرار أعداد كبيرة من الناس من الصراع المنتشر.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، سافر منسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث إلى إثيوبيا لمراجعة الاحتياجات المتزايدة، وأكدت السيدة ديكارلو أن "الوصول غير المقيد إلى مناطق النزاع لا يزال أساسيًا".

وأشارت إلى تقرير الأسبوع الماضي عن التحقيق المشترك بين الأمم المتحدة واللجنة الإثيوبية لحقوق الإنسان في النزاع في تيغراي، وأشارت إلى "المعاناة المروعة" للمدنيين.

كما رحبت المسئولة الأممية بدعوة مجلس الأمن للامتناع عن الخطاب التحريضي والتحريض على العنف، مشيرة إلى أن خطاب الكراهية والزيادة المقلقة في استهداف الجماعات العرقية “أمر  ينذر بالخطر”.

وأوضحت أنه "يجب أن يكون هناك وقف فوري للأعمال العدائية"، ولفتت الانتباه إلى الدعوات المتعددة لوقف دائم لإطلاق النار ولحوار شامل بين الإثيوبيين لحل الأزمة.