رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المكنة الحاجة!

كل مره أحط ايدي في جيبي واكتشف أن فلوسي خلصت تجيني حاله هيستيرية لأن ساعتها بعرف إني مضطر اروح ماكينة الصراف الآلي وركزوا في الاسم "صراف" عشان كده معايا " صراف".

مالناش دعوه كمان بالترجمة العربية للـ ATM بس لازم نقول إن اللي اخترعوا المكنه كان هدفهم أن الزبون ممكن يعمل تعاملات بنكية أساسيه زي السحب أو الإيداع مثلا.

لما وصل الاختراع العجيب ده لأرض المحروسه ارتبط بسمات كثيرة أعتقد إنها خلت المكنه نفسها يجيلها حالة من الاضطراب العاطفي والذهني. 

على الرغم من أن المكنه هي اللي بتطلع الفلوس من حساب الأستاذ المستخدم، إلا أنها فشلت تفهم الأستاذ اللي بيعد الفلوس بعد ما خرجت. طب هيعمل ايه لو الفلوس ناقصه مثلا هيضرب المكنة أو هيرجها مثلا؟ طب لو الفلوس زياده هل هيرجعها؟ العادي أنه ياخد رقم المكنه ويكلم خدمه العملاء، بدل ما أنا مستني في الطابور وهو بيعد الفلوس.

نفس هذا الشخص بيراجع برضوا أرقام ورقة الحساب اللي بتخرجها المكنه. طب المكنه المسكينه هتعمل ايه؟ أعتقد أن في يوم اسود كان فيه موظف فاشل في بنك كبير طلبه المدير ع الصبح عشان يقوله أنه مرفود قام صاحبنا الفاشل قال له اديني فرصه أخيره ده أنا لسه الشيطان مديني فكره هغير بيها تاريخ مكن الصرف واضيع وقت المصريين وأخليهم يحبوا بعض ويكرهوا بعض وأشجع المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر وكمان ممكن نقلل ساعات البطاله.

المدير عينيه برقت وطلب من الموظف أنه يقعد على الكرسي بتاعه ويشرحله. 

بكل عظمة الفاشل قال له: هنخللي المصريين يقدروا يدفعوا فاتورة التليفون من المكنة! المدير بقي زي علامه استفهام كبيرة، الموظف ما استناش وكمل شرح.. احنا هنضيع وقت كل اللي مستنيين ورا في الطابور، وده ممكن يخللي الناس تعلي صوته ويتخانقوا فيكرهوا بعض. 

اللي بيدفع الفاتورة هو عضو في مجموعة من عشرين رقم موبايل عاملين جمعية وبيحبوا بعض وكل شهر بالدور واحد منهم يروح يدفع الفواتير واللي بيقبض الجمعية فاتح مشروع متناهي الصغر! وعاده اللي بيروح يدفع الفاتورة بيكون عاطل وفاضي ف احنا بنخليه يشتغل. 

المدير بقي حاسس أن فوق السما وراح لمجلس الإدارة بروح " وجدتها" بتاعه أرشميدس والمجلس وافق.

وأنا في الطابور قعدت أركز في الناس اللي قدامي في الطابور. نفسي أفهم لغة الصمت اللي ناس كتير بتتكلمها مع المكنة، بحس أن معظم اللي بلاحظهم من بعيد بيتحولوا ل هاني شاكر وقريب هيعيطوا.

ليه فيه ناس كتيره بتجيلها حالة من الفضول انه يدوس على الزراير اللي مش مفهومه وهو عارف الزراير اللي عاوزها كويس. ليه اتنين أصحاب يقفوا مع بعض ويعملوا حوار قدام المكنه كأنها بلايستيشن؟ 

فجأة لاقيت اللي ورايا بيهزني في كتفي أن دوري جيه، كنت فرحان بس حسيت اني خجلان من المكنة وصعبانة عليا كنت هطبطب عليها واستلف فلوس واديهالها كمان.

قربت من المكنة وسالتني عن رقمي السري وبعدين بدأت تسألني عن أخباري وليه محتاج فلوس وإذا كنت مزنوق ولا بس عشان البنزين، وسألتني عن الواد ابني والدروس وحكيتلي على النور لما قطع آخر مره.

وراحت مطلعه الصوت الجميل المعروف ولاقيتها كمان مدياني فلوس زياده عن اللي طلبتها، بصيت لها وشكرتها وهي شاورتلي بابتسامه من الشاشة الصغيرة ومشيت وأنا بشكر الحاجى.