رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد التحذير منها

ضيق تنفس والتهابات.. ماذا يحدث للأطفال من لعبة «سلايم»؟

لعبة «سلايم
لعبة «سلايم

تنطوي الكثير من لعب الأطفال على مخاطر متعددة، ربما لا تخطر على بال الأمهات والأباء، لكون أطفالهم يحبون تلك الألعاب ويتعلقون بها، إلا أن تلك المخاطر تكون في الغالب أمراض يصاب بها الأطفال بعد استخدام تلك الألعاب.

والبعض الآخر من تلك الألعاب يكون له تأثير سلبي على الأطفال أيضًا، ربما لا تكون جسدية وتكون نفسية فقط، من خلال سلبهم من الواقع الذي يعيشون فيه، وتقوم الهيئات الحكومية كل فترة بإطلاق التحذيرات.

كان آخر تلك التحذيرات ما أعلنته النائبة مايسة عطوة، عضو مجلس النواب عن حزب مستقبل وطن، إذ حذرت من انتشار بعض الألعاب ذات التأثير السلبي على الأطفال، مشيرة إلى أنها تمثل خطرًا حقيقيًا عليهم.

وقالت أن من بين تلك الألعاب صلصال «سلايم»، رغم التحذيرات المتكررة من تداوله لكونه يتسبب في الكثير من الأضرار الجسيمة للطفل، خاصة أنها مواد تلامس الجلد والفم وتسبب تهيج للإثنين.

وأكدت عطوة، أنها تلقت مؤخرًا العديد من الشكاوي، بسبب عجينة صلصال «سلايم» التي تباع في المحلات، أو التي تجهز في المنزل أو مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تتسبب في أضرار جلدية للأطفال أهمها حساسية الجلد، وظهور بقع حمراء في أماكن متفرقة من الجسم.

وأرجعت ذلك إلى وجود كميات من السوائل مجهولة المصدر داخلها، مشيرة إلى أنها غير صحية للأطفال؛ لأن هذه المادة تؤثر على الجلد وتكون حبوبًا نتيجة الحساسية وتشققات الجلد، وربما يؤدي إلى ضيق التنفس.

و«السلايم» هو من إنتاج أحد الشركات الأمريكية بولاية كاليفورنيا، وعبارة عن مادة لزجة، تكون عادة خضراء اللون تتألف بشكل أساسي من صمغ الغوار، وتباع عادة بعلبة على شكل حاوية القمامة. 

تم إنتاج العديد من الألعاب باستخدام مادة «سلايم» بإضافة حشرات أو عيون أو ديدان بداخله، ويتكون الـ«سلايم» وتحذر الشركة على عبواتها من تعامل الأطفال مع الـ«سلايم» حتى لا يقوم الطفل ببلعها أو مضغها، ولهذا يجب مراقبة الأطفال عند اللعب به.

وكان للكثير من الأمهات تجارب مع تلك اللعبة التي لا تعد أسعارها مرتفعة سواء في المكتبات أو مواقع التواصل الاجتماعي أو مواقع التسوق الإلكتروني، «الدستور» استمعت إلى تجارب العديد منهم في التقرير التالي.

أحمد إسماعيل، 29 عامًا، أحد أولياء الأمور، والذي لاحظ في الفترة الأخيرة انتشار لعبة الـ«سلايم» لاسيما في المدارس وتداولها بين الأطفال الذين يشترونها من أمام المكتبات المنتشرة حول المدارس للمراحل الابتدائية والإعدادية تحديدًا.

يقول: «ابني اشتراها في مرة وافتكرت أنها مجرد صلصال عادي زي بتاع زمان لأن هي شبه المعجون وتتشكل على حسب حركة أيد الطفل عليها، لكن فوجئنا أن الزائرة الصحية بتحذر منها في كل المدارس».

يضيف: «حذرت الأطفال وقالت إنه فيه مواد سامة تسبب نزيف بالمعدة وتلوق في أيدي الأطفال، وحذرتهم من استعمالها ومنعت المدرسة إدخال أي طلاب يحمل لعبة السلايم بسبب خطورتها عليهم».

وبالبحث على مواقع التواصل الاجتماعي وبعض المواقع التسويقية، تراوح أسعار لعبة السلايم من 30 جنيهًا إلى 400 جنيهًا على حسب حجمها وعدد القطع الخاصة بها، والبعض منها كان سعره 100 جنيهًا فقط.

ويرتفع السعر أيضًا على حسب احتواء السلايم على قطع بلاستيكية مثل الحيوانات أو الأشجار والتي بمجرد وضع السلايم في الماء تنتفخ وتصبح ألعاب داخل السلايم، وتتميز أيضًا بألوانها الزاهية.

أم سمير، سيدة أخرى كان لها تجربة مع لعبة «سلايم»، إذ أن ابن شقيقها كان دومًا يبتاعها من أجل اللهو بها، إلا أن والدته وشقيقها لاحظوا تزامن مرضه بأعراض مختلفة بمجرد شراء تلك اللعبة من المكتبة.

تقول: «من يوم ابن أخويا ما جبها وهو عيان، وكل شوية بتعب مختلف عن الأول، طول ما بيلعب بيها بيفضل يكح كتير، ولما كشفوا صدر مفيش أسباب، كذلك إيده التهبت أكتر من مرة وكان عنده حكة شديد منها».

وتضيف: «والأعراض دي كلها راحت لما بطل يستخدمها، خصوصًا أن هي ليها ريحة نفاذة جدًا ومميزة، عكس الصلصال بتاع زمان اللي كان بدون رائحة، ودايمًا يطلع لون في ايده بعد اللعب بيه مباشرة».