رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

التحرّش بالرجال.. أسرار جريمة «مسكوت عنها» خوفاً من نظرة المجتمع

التحرش الرجالي
التحرش الرجالي

عندما تظهر قضية تحرش على الساحة داخل المجتمع المصري، أول ما يبادر إلى ذهنك تحرش الرجل بالفتاة، غافلين أن هناك جانب من التحرش مسكوت عنه داخل المجتمع المصري، وينظر للرجل الذي تم التحرش به من قبل فتاة وكأن الأمر انتقص من رجولته لذا نجد في النهاية شخص تعرض للتحرش، ولكن دون أن يتفوه بكلمة واحدة، خوفًا من نظرة المجتمع له، هذا هو الرجل الذي يتم التحرش به داخل المجتمع في بعض الحالات.

إحصائيات التحرش بالرجال 

وبالنظر للإحصائيات الخاصة بمركز حماية المجتمع التابع للمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، فإن نسبة 9%من الرجال تعرضوا للتحرش من قبل النساء، ومن بينهم نسبة 4% من الرجال اضطروا لإقامة علاقات جنسية خارج إطار الزواج، بسبب ضغط خارجي من قبل سيدات من الممكن أن يكونوا مديرات أو مالكات شركات أو على نفس النهج.

لماذا يخشي الرجال من الاعتراف بتعرضهم للتحرش؟

يخشى الكثير من الرجال الاعتراف بتعرضهم للتحرش، فالبعض يرى أنه من العيب أن يخبر أحدا بتعرضه للتحرش سواء من الرجال أو النساء، والبعض يرى أنه تقليل من رجولتهم.

وخلال إحصائية نشرها موقع «نيتشر» الطبي، 70% من الرجال الذين تعرضوا للتحرش لم يخبروا ذويهم بالواقعة.

وأعرب الكثير من الرجال الذين تعرضوا للتحرش، أن الاعتراف بالتحرش أكثر قسوة للرجل مقارنة بالمرأة، حيث يعتبر التحرش الجنسي بالذكور من القضايا المسكوت عنها في الكثير من المجتمعات سواء العربية أو الغربية.

ناقص للرجولة.. هكذا ينظر للرجل الذي تعرض للتحرش 

من جانبها أوضحت الدكتورة صافيناز عبد السلام، استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية، أن خوف الرجال من الإخبار بأنه تعرض للتحرش هو نظرة الآخرين بأنه شخص «ناقص الذكورة»، فعادة ما يتم التحرش بالنساء.

وأضافت استشاري الطب النفسي، في تصريحات لـ«الدستور»، أن التحرش بالرجال من المشكلات التي تفجرت بكثرة خلال السنوات الأخيرة، بسبب الانتشار الكبير للسوشيال ميديا وغياب الرقابة على المراهقين، الأمر الذي تسبب في كسر الكثير من العادات والتقاليد التي تربينا عليها.

ونوهت «عبد السلام» أن الكثير من الأعمال السينمائية سواء المحلية أو العالمية، ساهمت في تسهيل فكرة التحرش بالرجال، سواء من رجل مثله أو أمرآة، الأمر الذي ساهم في زيادة نسب التحرش بالجنسين الفترة الأخيرة.

 

أشكال التحرش بالرجال.. ما بين اللفظي والجسدي؟

وبالنظر لدراسة أخرى تمت من قبل الباحثين في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية تم اكتشاف أن بعض الشباب اشتكوا من التحرش بهم، حيث تتراوح أعمارهم ما بين 16 و 18 عامًا، والالتزام بالصمت هو يكون الحل بالنسبة لهم من جانب نساء أغلبهن محرومات من الجنس الآخر في حياتهن.

أما عن أشكال التحرش الجنسي بالرجال فتشمل عن طريق الكلام، الهاتف، الخطاب القصير، رسالة عبر وسائل التواصل الإجتماعي ويمثل الأمر السابق 57%، أما نسبة 34% عن طريق اللمس أو الاحتكاك باليد، ونسبة 7% بواسطة لمس أماكن حساسة بالجسم.

يعتبر التحرش بالرجال من الأمور التي لا تختلف عن النساء، فعند التعرض للتحرش من قبل النساء ستجد أنها دائمًا ما تريد الحديث معاك، كما إنها تتعمد ملامسة جسمك، بالإضافة إلى كلمات الإعجاب، هذا ما أكده المشاركين في دراسة أجرتها جامعة «تورنتو» الكندية.

وعن التحرش بالرجل من قبل رجل آخر، أكد 40% من المشاركين، أن التحرش من هذا النوع يتسم بملامسة الأعضاء الحساسة، بالإضافة إلى بعض التصرفات التي يعتبرها المجتمع غير لائقة مثل الجلوس ملتصقًا بجوارك أو الأحضان والقبلات الغير مبررة.

الأضرار النفسية كيفية التأهيل بعد تعرض الرجال للتحرش

لا يقل الضرر النفسي على الرجال بالنسبة للتحرش عن الضرر النفسي التي تواجه الفتيات، بل يزيد بالنسبة للرجال، حيث أنه يتسبب في دخوله لنوبات اكتئاب، لعدم البوح بما أصابه خوفًا من نظرة المجتمع.

من جانبها، أوضحت الدكتورة صافيناز عبد السلام، استشاري الطب النفسي، أن التحرش سواء بالرجال أو النساء من الاضطرابات السلوكية التي تحتاج إلى تدخل الطب النفسي.

وأشارت «عبد السلام»، إلى أن التحرش بالرجال من الأمور التي تعتبر جديدة على مجتمعنا، مضيفة أنه أحد الاضطرابات الجنسية النفسية.

تعرضت للتحرش.. ماذا أفعل؟

وعن إعادة التأهيل لضحايا التحرش، قدمت استشاري الطب النفسي عددًا من النصائح لتجاوز الأزمة وهى:

- عدم التفكير في الواقعة وعدم الانشغال بكلام الآخرين.

ـ التحدث مع المقربين أو طبيبك الخاص لحل المشكلات النفسية الناجمة عن الواقعة.

ـ لابد أن يجد الدعم النفسي والمعنوي حتى يتمكن من تخطي هذه الأزمة.

- التحدث مع المقربين وعدم الاستسلام لمرض الاكتئاب والعزلة.

من المترو للشغل.. التحرش خطر يحاصر الرجال

أكد م.ع، 34 عاما، أن تعرض للتحرش من قبل شباب بأحد الموصلات العامة، وذلك من خلال ملامسة بعض الأماكن الحساسة بجسده، فيما تعرض أ. ج، 32 عاما، أن تعرض للتحرش من قبل زميلته بالعمل التي دائمًا ما تتواجد بالقرب منه، حتى وصل الأمر أنها طالبت المواعدة معه.

ولم يسلم ع. س، 30 عامًا من التحرش داخل المترو، من خلال ملامسة أحد الشباب له بأماكن حساسة، بل طالب منه الجلوس معه، والتحدث، فلم يجد ع.س، سواء النزول للمحطة القادمة من أجل تفادي هذه الواقعة.