رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية في احتفالات اليوم: طبيعتنا الضعيفة جعلتنا نحب أنفسنا

مطران الكنيسة اللاتينية
مطران الكنيسة اللاتينية

تحتفل الكنيسة اللاتينية، برئاسة الأنبا كلاوديو لوراتي، الأحد، بحلول الأحد الحادي والثلاثون من زمن السنة.

وتكتفي الكنيسة في احتفالات اليوم بالقداس الالهي الذي يُقرأ خلاله العديد من القراءات مثل سفر تثنية الاشتراع، سفر المزامير، الرسالة إلى العبرانيّين، و إنجيل القدّيس مرقس.

بينما تقتبس العظة من الفصول 8-10، بكتاب دراسة عن محبّة الله، للقدّيس بِرنَردُس الذي عاش في الفترة (1091 - 1153)، وهوراهب سِستِرسيانيّ.

تقول العظة:"هذه هي أولى الوصايا وأعظمها: "أَحبِبِ الرَّبَّ إِلهَكَ بِكُلِّ قلبِكَ وكُلِّ نَفْسِكَ وكُلِّ ذِهِنكَ وكُلِّ قُوَّتِكَ". لكنّ طبيعتنا ضعيفة؛ فدرجة الحبّ الأولى فينا هي أن نحبّ ذاتنا قبل كلّ شيء آخَر، من أجل ذاتنا... وَلِكَي يمنعنا الله من الانزلاق كثيرًا على هذا المنحدر، أوصانا بأن نحبّ قريبنا حبّنا لنفسنا... فنجد أنّ ذلك مستحيل بدون الله، بدون أن نعترف أن كلّ شيء آتٍ منه، وأنّنا بدونه لا نستطيع شيئًا إطلاقًا. ففي هذه الدرجة الثانية، يلتفت الإنسان إذن نحو الله، ولكنّه لا يحبّه بعد إلاّ لذاته، وليس من أجله هو الله.

تضيف:"ينبغي مع ذلك أن يكون لدينا قلب من الرخام أو من البرونز كي لا يلمسنا العون الّذي يمنحنا إيّاه الله عندما نلتجئ إليه في الشدائد. لأنّه يستحيل علينا في الشدائد ألاّ نتذوّق كم هو طيّب، ولا نلبث أن نبدأ في حبّه بسبب الطيبة الّتي نجدها فيه أكثر ممّا هو بسبب مصلحتنا الخاصّة... عندما نصل إلى هنا، لا يعود من الصعب علينا أن نحبّ قريبنا حبّنا لنفسنا.. وأن نحبّ الآخَرين كما نحن محبوبون.

كما أحبّنا الرّب يسوع المسيح. هذا هو حبّ مَن ينشد مع صاحب المزامير: "اِحمَدوا الرَّبَّ لأنه صالِح لانَّ للأبد رَحمَتَه" لا نسبّح الربّ فقط لأنّه صالح لنا، بل بكلّ بساطة لأنّه هو صالح، فأن نحبّ الله من أجل الله وليس من أجل ذواتنا، تلك هي درجة الحبّ الثالثة.

تكمل: "طوبى لمن استطاعوا بلوغ درجة الحبّ الرابعة: وهي عدم محبّة الذات إلاّ حبًّا بالله.. فمتى ستنطلق نفسي السكرانة بحبّ الله، ناسيةً ذاتها، غير معتبرة ذاتها أكثر من إناء مكسور، متى ستنطلق نحو الله لكي تضيع فيه "فتصير معه روحًا واحدًا"؟

متى يصبح بإمكانها أن تهتف: "فِيَ جَسَدي وقَلْبي: ألله لِلأبَدِ صَخرَة قَلْبي ونَصيبي"؟ فالذين استطاعوا اختبار أمر مشابه في هذه الحياة الفانية، ولو نادرًا، ولو لمرّة واحدة، هم قدّيسون وسعداء. ولا تكون هذه سعادة بشريّة، بل هي العيش في السماء من الآن.