رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

زوجة مصطفى محمود: الراحل تنبأ بحدوث نزاع حول المياه فى العديد من دول العالم

مصطفى محمود
مصطفى محمود

قالت زينب حمدي، زوجة العالم الكبير الراحل الدكتور مصطفى محمود، إن زوجها كان حريصًا على الحصول على تفسير علمي لكافة الأمور بربط العلم بالإيمان، مشيرة إلى أنه لم يكن ملحدًا ولكن كانت له فلسفة خاصة تبتعد عن الاهتمام بالمظاهر الزائفة، وتوصيل فكرة أن الإيمان ليس ضد العلم، وأن أحدهما لا يُعيق الآخر.
وقالت "حمدي"- في حوار مع وكالة أنباء الشرق الأوسط ، اليوم الأحد، بمناسبة ذكرى وفاة العالم الجليل، إن:"اعتقاد البعض أن العالم الراحل مصطفى محمود كان ملحدا ولا يعترف بالخالق أمر خاطئ، وفي حقيقة الأمر كان العالم الراحل يفكر كثيرا في الخالق وهذا أمر ليس مستغربا، فلقد التحق بكلية الطب واهتم بالتشريح لأنه كان يهتم بدراسة الإنسان ويتأمل الأعضاء وتكوينها وتشكيلها والعلاقات بينها، ما منحه فلسفة في حياته لينظر للحياة بنظرة مختلفة.. فانشغل بالإعجاز وسلك طريق الوصول إلى اليقين".
وأضافت: "في الواقع أي إنسان ناجح له فكر جديد يكون عرضة للهجوم، وتعامل العالم الراحل مع كل من هاجموه بعدم الرد، ولكن لم يسجن أو يُحاكم ولكن تم منعه من الكتابة لمدة عام في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، وكان صديقا مقربا للرئيس الراحل محمد أنور السادات فسمح له بالعودة للكتابة".
وعن فكرة برنامجه التليفزيوني الناجح "العلم والإيمان"، قالت زينب حمدي، إن "كل رحلاتنا سويا بالخارج كانت من أجل إعداد هذا البرنامج، وكان الدكتور مصطفى محمود يحرص دائما على التوجه إلى الجامعات العلمية والمكتبات وكان يشاهد العديد من شرائط الفيديو من أجل التحضير لحلقات البرنامج".

 وأشارت إلى أن الراحل كان مهتما بالغيبيات والاستماع إلى حديث المشايخ عنها، كما تناول عالم الفيروسات وأوضح أنه رغم أنها مخلوقات ضعيفة لا يمكن رؤيتها بالعين المجردة، إلا أنها من الممكن أن تدمر البشرية.
وبسؤالها عن توقعها لرأي الدكتور مصطفى محمود إذا كان يعيش بيننا الآن فيما تحقق من إنجازات في عهد الرئيس عبدالفتاح السيسي، أجابت زينب حمدي: "كان العالم الكبير يقول دائما بشأن أي رئيس يتولى الحكم كان الله في عونه"؛ لأن إدارة البشر صعبة وإرضاء الجميع أمر صعب، ولكن كل ما كان يتمناه الدكتور مصطفى محمود أن تحقق مصر المكانة التي تستحقها بين شعوب العالم لأنه كان يرى أنها تستحق أفضل مما كانت عليه، وتحقق جزء من حلمه بأن تمضي مصر في طريقها نحو التقدم والازدهار والاستقرار.
وأضافت أن مصطفى محمود تنبأ بانتشار الأمراض والفيروسات، حيث كان هدف برنامجه الشهير ربط العلم بالإيمان بالإنسان.. ولكن الإنسان خرج عن هذه المنظومة.
وعن علاقتها بالدكتور مصطفى محمود التي تكللت بالزواج، قالت السيدة زينب حمدي: "إنني لم أكن أتابع برنامجه الشهير أو أقرأ مؤلفاته قبل أول لقاء جمعني به، لأنني كنت أقرأ لكل من الكتاب يوسف السباعي وإحسان عبدالقدوس وآخرين.. وأول لقاء جمعني به كان في مجلة (صباح الخير) وعندما سمع حديثي في أحد المكاتب داخل المجلة عن الماركسية، ظل صامتا، وحينما انصرف الجميع أبدى إعجابه بما سمعه مني، فكان يرغب في معرفة معلومات عني، فناقشني وطلب مني الإشراف على مشروع إنشاء المسجد.. وكنت متخوفة من الزواج منه لأنني لا أهوى الأضواء ونقلت له مخاوفي ولكنه أقنعني بالزواج به".
ونوهت إلى أن العالم الراحل كانت تربطه علاقة صداقة قوية بالرئيس الراحل محمد أنور السادات وكل من الكاتب إحسان عبدالقدوس والموسيقار محمد عبدالوهاب والشيخ محمد متولي الشعراوي والدكتور إبراهيم كريم، مشيرة إلى أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات طلب منه أن يتولى منصب وزير الثقافة، غير أن العالم الراحل رفض هذا المنصب قائلا: "أنا أكتب فقط ولا أحب أن أدير منظومة"، كما أن موسيقار الأجيال كان يحرص يوميا على الاتصال هاتفيا به للاطمئنان عليه، وكانت تجمعهما روح المرح والعديد من الاهتمامات المشتركة، كما أن فضيلة الشيخ محمد متولي الشعراوي كان يؤيده ويسانده في العديد من الأمور ودافع عنه كثيرا عندما هاجمه البعض.
ولفتت زينب حمدي إلى أن العالم الراحل مصطفى محمود تنبأ بحدوث نزاع حول المياه في العديد من دول العالم، وعندما تنبه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لهذا الأمر، حرص على توطيد علاقات مصر مع مختلف دول القارة الإفريقية، حيث أبرز الدكتور مصطفى محمود أن مصادر المياه في العالم باتت محدودة في ظل الزيادة السكانية.
وعن إنشاء جمعية ومسجد مصطفى محمود، أوضحت زينب حمدي، أن العالم الكبير عاش أياما يفكر في تنفيذ عمل ينفع الناس حتى يلقى الله، ووجد ضالته في تأسيس جمعية عام 1975 ثم مسجد، قائلة: (كان الدكتور مصطفى محمود يقول دائما عن المسجد هذه هي ثروتي والعمل الذي سألقى به الله وكان سعيدا به للغاية، لأن فكرة إقامة الجامع لم يسبقه إليها أحد، لأنها تجمع بين العلم والإيمان، وكان الصرح يضم عيادات طبية ومركزا فلكيا ومتحفا جيولوجيا وندوات وحركة ثقافية، لأنه كان يؤمن دائما بمبدأ تربية الفرد من جميع الجوانب).
واختتمت زينب حمدي حديثها، قائلة، إن :" الدكتور مصطفى محمود كان بالنسبة لي بمثابة الأستاذ الذي تعلمت منك الكثير، وما زلت أستفيد مما تعلمته منه، فهو كان إنسانا بسيطا يشبه شخصيتي إلى حد كبير، والفكر والنصائح التي كان يقدمها لي والمناقشات المثمرة والصالون الذي يجمع علماء الدين والفلسفة وعلم النفس أغلى ثروة تركها لي، فهو لم يرحل عنا ولكن الناس لا يزالون يتحدثون حتى اليوم عن عطائه سواء بما قدمه من علم ومؤلفات أو برنامجه الشهير أو الجامع الذي أسسه بالخدمات التي يقدمها للناس".