رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الأحجار».. قصة الأديب العالمي «تولستوي» عن الخطايا الصغيرة

تولستوى
تولستوى

«الأحجار».. واحدة من قصص الكاتب الروسى الكبير تولستوى وهي تنشد الحق والعدل والتوبة عن الذنوب، وإن كانت لا تخلو من المباشرة والوعظية إلا أنها في مجملها لا تبعد عن السياق الذي حدده تولستوى لنفسه وهو يرتدى مسوح القديسين، وينشد وينشر الخير والحب والصلاح بين العباد، حيث أنه كان يعتبر الأدب وسيلة لنشر السلام والمحبة وليس مجرد وسيلة للتسلية أو الترويح، فكانت كتاباته عبارة عن رسائل تهدى إلى الفضيلة.
 

«القصة».. في قصة الأحجار كان «تولستوي» بسيطا للغاية يحكى كما يحكى أهل السير الشعبية وكأنه شاعر بربابه يجلس بين رواد المقهى ليحكى لهم عن قصة بها موعظة، والقصة عن امرأتين آتيا إلى قديس إحداهن تئن من الذنب الذى ارتكتبته قديما فاثقل كاهلها لدرجة أنها لم تعد تحتمله، لذا جاءت لتلقيه فى حجر القديس، أما الثانية فجاءت لأنها اقترفت ذنوبا كثيرة غير أنها لم تشعر بوخز في الضمير ولا رغبة فى ترك المعصية. 

وطلب القديس من المرأتين أن يخرجا إلى حديقة الدار، ثم تأتي الأولى التي تشعر بالذنب بحجر كبير، وطلب من الثانية أن تأتى بأحجار صغيره، خرجتا إلى الحديقة ثم عادتا إليه ومع الأولى حجر كبير، ومع الثانية أحجار صغيرة، ولما رأهما أمرهما بالخروج ووضع الأحجار فى أماكنها، أما الأولى فعرفت مكان الحجر الكبير ووضعته فى موضعه وأما الثانية فلم تعرف أمكنة الأحجار الصغيرة، فعادت إلى القديس تصحبها الحيرة فأخبرته بأمرها فقال: «هكذا هى تعرف موطئ خطيئتها أما انت فلا تعرفين لقد أذنبت ذنوبا كثيرة وصغيرة لم تكترثى إليها بل واستمر أتيها لذا يجب عليكى أن تعترف بذنبك».

«المورال».. أراد تولستوى فى قصته الأحجار أن يقول إن الصحاب الخطايا المنسية وجب عليهم التوبة مرتين أما الأولى لأنهم ارتكبوا هذه الخطايا وأما الثانية لأنهم لم يشعروا بالذنب وكأنهم لم يخطئوا من الأساس، والأحجار هنا هي الذنوب والمعاصي وهو تشبيه راىع لتولستوى عنون به قصته التي كتبها عام ١٩٠٨ ومازالت تقرأ حتى يومنا هذا.