الإفتاء توضح حكم الشرع في زراعة الفواكه بالمقابر

حكم زراعة الأشجار المثمرة داخل المقابر، تصدر محركات البحث خلال هذه الساعات، فقد يريد الكثير من رواد المنصات الإلكترونية والتواصل الاجتماعي معرفة الشرع في هذا الأمر.

من جانبها، ترد الهيئات المنوطة بالفتوى على جميع ما يهم المسلم في شئون حياته اليومية من خلال منصاته الإلكترونية أيضا، فقد ورد إلى دار الإفتاء، فتوى مماثلة لهذه الفتوى التي يرغب الناس في معرفتها من الناحية الشرعية، حيث ورد إليها سؤال من مواطن يقول: تم تشجير السور الذي يوجد حول المقابر وداخلها أيضا، حيث إنه من الممكن وجود جثث تحت أو جوار الأشجار؟  فما حكم الشرع في ذلك؟ وهل يجوز زرع أشجارمثمرة للفواكه، بالعلم أنها تروى بالتنقيط؟

حكم زراعة الأشجار المثمرة داخل المقابر

من جانبها، قالت الدار:" ورد من فعل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ما يستفاد منه أن وجود الأشجار والنباتات في المقابر مندوب إليه؛ لما فيه من التخفيف عن الميت بتسبيحها ما دامت رطبة، قال تعالى: ﴿وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾، غير أنه يُتَحَرَّز عن زراعتها عند الأجساد غير البالية لئلَّا تتأذى بها.

واستدلت الدار بما جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: مر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بقبرين، فقال: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنَ البَوْلِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ» ثُمَّ أَخَذَ جَرِيدَةً رَطْبَةً، فَشَقَّهَا نِصْفَيْنِ، فَغَرَزَ فِي كُلِّ قَبْرٍ وَاحِدَةً، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لِمَ فَعَلْتَ هَذَا؟ قَالَ: «لَعَلَّهُ يُخَفِّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا» متفق عليه.

واستشدت أيضا بما قاله الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري" (1/320، ط. دار المعرفة): [وقد قيل: إن المعنى فيه أنه يسبح ما دام رطبًا، فيحصل التخفيف ببركة التسبيح، وعلى هذا فيطرد في كل ما فيه رطوبة من الأشجار وغيرها] اهـ

حكم قطع الأشجار الخضراء داخل المقابر

وأكدت الدار أنه قد نص الفقهاء على كراهة قطع ما ينبت من نبات أو شجر في المقابر مادام رطبًا، لكي لا يفوت على الميت الانتفاع بتسبيحه، كما نصوا على جواز انتفاع الأحياء بثمره، مما يدل جواز الزراعة في أرض خصصت للمقابر.