رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عرض الفيلم الصامت المدمرة بوتيمكين لــ سيرجى أيزنشتاين بقصر السينما

فيلم المدمرة بوتمكين
فيلم المدمرة بوتمكين

ضمن فعاليات قصر السينما بجاردن سيتي التابع للهيئة العامة لقصور الثقافة، يعرض في الثامنة من مساء اليوم الثلاثاء، الفيلم الروائي الطويل Battleship Potemkin أو "المدمرة بوتيمكين"، ويعقب عرض الفيلم حلقة نقاشية حوله، تقدمها وتديرها الناقدة السينمائية نشوي نبيل.

 

وفيلم "المدمرة بوتيمكين"، فيلم صامت إنتاج روسي عام 1926 وتبلغ مدة عرضه ساعة وثلث. من إخراج المخرج الروسي الكبير سيرجي أيزنشتاين.

 

في العام 1905 تمرد بحارة المدمرة "بوتيمكين" على متن سفينة روسية. تم إصدار فيلم سيرجي آيزنشتاين ، المخرج الروسي الأسطوري الكلاسيكي، في الولايات المتحدة عام 1926 ، حيث قدم فن الرواية السينمائية باستخدام تقنية المونتاج (أو تحرير الأفلام).

 

كان مشهد الفيلم الأكثر شهرة ، مع التحرير الرائع الذي يجمع بين تسلسلات شبيهة بأخبار الأخبار مع قطع متقاربة من التفاصيل المؤلمة (امرأة برصاصة من خلال نظاراتها ، القوات في التكوين) - لزيادة التوتر ، كانت حلقة خطوات أوديسا .وقد استند إلى الحادث في عام 1905 عندما تم ذبح المدنيين ومثيري الشغب بلا رحمة. في المشهد (مع 155 لقطة منفصلة في أقل من خمس دقائق) ، أطلق الجنود القيصريون النار على الحشود المتدفقة على خطوات أوديسا مع صورة حركية لا تمحى من عربة أطفال تتدلى من أسفل درجات الرخام المؤدية إلى المرفأ ، والرمزية من أسد حجر مستيقظًا.

 

وفيلم "المدمرة بوتيمكين"، مأخوذ عن أحداث قصة حقيقية، فهو يؤرخ للثورة العمالية في مدينة "سان بطرسبيرج" عام 1905. وتبدأ أحداثه في احتجاج عمال السفينة المدمرة بوتمكين على الأوضاع المزرية، الأمر الذي يجعلهم عرضة للعقاب من الضباط، حينها يثور العمال ضد الضباط ويسيطروا على السفينة، وعند عودتهم يستقبلهم ثلاثة الآف من أهل سان بطرسبيرج بالتحية والترحاب.

 

ــ "المدمرة بوتيمكين" مقسم لثلاثة فصول وبطولة جماعية
وبحسب الناقد السينمائي سليم البيك فإن الفيلم مقسّم إلى فصول: "رجال وديدان" ويصوّر عدم اكتراث الضبّاط بالديدان التي تملأ اللحم الذي يأكله البحّارة، ما يشكّل سبباً أوّلياً لتمرّد البحّارة. "دراما على ظهر السفينة" وفيه يحاول الضّباط إعدام مجموعة من المتمردين قبل أن يحول رفاقهم دون ذلك. "رجل ميّت ينادي بالعدالة" حيث يموت أحد البحّارة وتصل السفينة إلى ميناء أوديسا. "درج أوديسا" حيث المشاهد المروّعة للمجزرة التي ارتكبها الضّباط ببنادقهم ومن مدرّعات أخرى، بحق الأهالي. الفصل الأخير هو "واحد ضدّ الجميع" حيث تحاول مدرّعة بوتمكين لوحدها مواجهة باقي مدرّعات القيصر الرّوسي وتدافع عن الأهالي. والأحداث هذه جرت عام ١٩٠٥، في المحاولة الأولى لقيام فقراء روسيا بثورتهم التي لم تؤدِّ إلا إلى حكومة انتقالية برجوازية تحل محل القيصر وتمارس مهامه نفسها.

 

ويوضح "البيك": البطولة في الفيلم كما هو واضح، جماعيّة، فليس هنالك بطل فرد يعود إليه الفضل في كل ما يحصل، وهذه إحدى ميزات السينما السوفييتية حيث تكون البطولة للجماعة. نرى ذلك في مشاهد المعارك على ظهر المدرّعة كما نراه على السلّم حيث يكون جمعُ النّاس مقابل جمع العساكر.


أُنجز الفيلم في الذكرى العشرين لثورة ١٩٠٥ التي فشلت آنذاك وأسماها لينين “بروفا الثورة”، ليصير اليوم أحد أهم الأفلام في تاريخ السينما، محتلاً المرتبة ١١ في مجلة «سايت & ساوند» لأفضل مئة فيلم في التاريخ وهو أحد فيلمين احتوتهما لائحة المجلة الإنكليزية بكلّ نسخها منذ انطلقت اللائحة الأولى عام ١٩٥٢، وقيمته الفنّية تفوق قيمته التوثيقية والدعائية.