رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشيخ جاد الحق يوضح الاختلاف حول عدد آيات سورة الفاتحة

الشيخ جاد الحق
الشيخ جاد الحق

بين الحين والآخر، يطرح بعض أصحاب الأفكار المتشددة فتاوى وأسئلة غريبة تثير جدلا بين رواد التواصل الاجتماعي، وتحدث إثارة وبلبلة، ومن بين الأمور التي طرحها هؤلاء ما جاء في سورة الفاتحة، وأنها ليست سبع آيات، وأن القرآن كله عدد الآيات فيه اجتهاد من بعض العلماء ولم يرد فيه نص يؤكد عدد آيات كل سورة وبين بينها سورة الفاتحة التي حدث حولها لغط كبير.

ولحسم هذا الجدل وعند الرجوع إلى دار الإفتاء الجهة المنوطة بالإفتاء، فقد وجدنا سؤال ليس وليد الآن حول الاختلاف في عدد آيات سورة الفاتحة، قد أجاب عليه الشيخ جاد الحق على جادق الحق، خلال توليه منصب الإفتاء.


وقال الشيخ جاد الحق على، شيخ الأزهر الراحل، في فتوى له منشورة عبر موفع الإفتاء، إن الاختلاف في عدد آيات هذه السورة، هل هي سبع أو ست مبناه الاختلاف بين الفقهاء فيما إذا كانت ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾ آية من سورة الفاتحة أو ليست آية منها، بعد أن اتفقوا على أن وضع البسملة في أول كل سورة عدا سورة براءة توقيفي بأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبعد أن أجمع الصحابة رضي الله عنهم على وضع ﴿بسم الله الرحمن الرحيم﴾ في جميع المصاحف العثمانية في أوائل السور عدا براءة، بعد هذا وقع الخلاف في احتسابها آية من كل سورة على أقوال أشهرها أربعة، هي:

 

1- أن البسملة آية كاملة في أول سورة الفاتحة وأول كل سورة من سور القرآن الكريم عدا براءة وهذا مذهب فقهاء مكة والكوفة وقرائهما، وإليه ذهب عبد الله بن المبارك والإمام الشافعي، وقد جزم بأنها آية في أول سورة الفاتحة، وأما في غيرها فقد روي عنه ثلاثة أقوال: أنها بعض آية، وأنها ليست من القرآن الكريم، والأخير، أنها آية كاملة، وهذا هو صحيح مذهبه.

2- أنها آية منفردة وضعت في أول كل سورة من القرآن -الفاتحة وغيرها- عدا براءة ولا تعد ضمن آيات كل سورة، وهذا مروي عن داود الظاهري وأحمد بن حنبل، وذهب إليه بعض فقهاء المذهب الحنفي منهم أبو بكر الرازي.


3- أنها آية من الفاتحة وليست قرآنًا في غيرها من السور، وهذا مذهب سفيان الثوري وإسحاق والزهري وأبي عبيد وبعض فقهاء مكة والكوفة وأكثر أهل العراق ورواية عن أحمد وأحد الأقوال المنسوبة للشافعي.


4- أنها ليست قرآنًا في فواتح السور وإنما وُضعت للفصل بين السور وهو مذهب مالك وأبي حنيفة والأوزاعي ورواية عن أحمد.

وأضاف الشيخ جاد الحق، أن لكل رأي من هذه الآراء الأربعة أدلته المبسوطة في كتب الفقه والتفسير والحديث، ونوه بأن الظاهر من الآراء الثلاثة الأُوَل اتفاقها على أن البسملة آية من القرآن، وأن الرأي الثالث اعتبرها آية من سورة الفاتحة دون غيرها، وهذا الرأي هو المتفق مع إجماع الصحابة رضوان الله عليهم على وضعها في المصحف العثماني على هذا الوجه.

وأوضح أنه بناء على ما تقدم، فقد وضح أن الاختلاف في عدد آيات سورة الفاتحة ليس اختلافًا في تحديد الآيات وإنما أساسه احتساب البسملة آية منها أو عدم احتسابها كغيرها من السور، وعليه باقى السور القرآنية.