رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ألمانيا ما بعد «ميركل».. المشاورات جارية والمستشار الجديد غير معروف

ميركل
ميركل

يترقب العالم من سيخلف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي انتهت فترة ولايتها رسميا مع الانتخابات التي أجريت أمس الأحد، وجاءت نتائجها كارثية على الحزب المسيحي الديمقراطي المحافظ، الذي حل ثانيا بعد الحزب الاشتراكي الديمقراطي.

ومن المفترض أن تصدر الأحزاب الألمانية المختلفة التي قد تدخل في ائتلاف حكومي مقبل، مؤشرات حول تحالفاتها المحتملة، غير أن الطريق لتشكيل الحكومة لن يكون بالضرورة مفروشا بالورود.

وأظهرت أولى النتائج الرسمية المؤقتة التي نشرت اليوم الإثنين، على موقع اللجنة الانتخابية حصول الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة أولاف شولتز على 25.7% من الأصوات متقدّمًا بفارق ضئيل على المسيحيين الديموقراطيين المحافظين بقيادة أرمين لاشيت الذين حصلوا على 24.1% من الأصوات، وهي أدنى نسبة لهم. بحسب إذاعة صوت ألمانيا «دويتشه فيله».

ولم يسبق للمحافظين أن سجلوا نسبة تقل عن 30%. ويشكل ذلك انتكاسة قوية لمعسكر المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في وقت تستعد فيه للانسحاب من الحياة السياسية. لكن ذلك لا يحسم النتيجة، ففي ألمانيا لا يختار الناخبون مباشرة المستشار بل النواب.

تشرذم الأصوات

وأشارت إذاعة صوت ألمانيا إلى أن التوصل إلى غالبية يبدو معقدا جدا هذه المرة، لأنها ينبغي أن تشمل ثلاثة أحزاب وهو أمر غير مسبوق منذ 1950 بسبب تشرذم الأصوات.

وقالت مجلة «دير شبيجل»، إن: «لعبة البوكر بدأت» مضيفة: «بعد التصويت تبقى الأسئلة الرئيسية مفتوحة: من سيتولى منصب المستشار؟ ما طبيعة التحالف الذي سيحكم البلاد في المستقبل؟».

وأضافت المجلة: «بالنسبة للاشتراكيين الديموقراطيين الأمور واضحة، إذ قال زعيمهم شولتز البالغ 63 عاما: من المؤكد أن الكثير من المواطنين صوتوا لنا لأنهم يريدون تغييرا في الحكومة، لأنهم يريدون أن يكون المستشار المقبل أولاف شولتز».

وأكد شولتز في تصريحات نقلتها «دير شبيجل»، أن الحزب المسيحي الديمقراطي والاتحاد الاجتماعي المسيحي (الفرع البافاري) لم يخسرا أصواتا فحسب بل تلقيا رسالة من المواطنين مفادها أنه لا ينبغي أن يكونا في الحكومة بل في المعارضة.

وتدور حاليا، محادثات لتشكيل حكومة جديدة بين الأحزاب السياسية، حتى لا يتكرر سيناريو 2017، حين تعثر التوافق على تشكيل ائتلاف حكومي لمدة 6 أشهر، ما أدى إلى شلل سياسي في ألمانيا، لا سيما على صعيد القضايا الأوروبية.

وقال رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي، أرمين لاشيت: «ستتولى ألمانيا رئاسة مجموعة السبع في 2022 لذا ينبغي التوصل إلى تشكيل حكومة بسرعة كبيرة».

ويظهر استطلاع للرأي نشر نتائجه معهد يوغوف، أن غالبية الناخبين 43% من الناخبين يرون أن أولاف شولتز يجب أن يصبح مستشارا.

وتوجه الناخبون الألمان إلى صناديق الاقتراع أمس الأحد للإدلاء بأصواتهم في انتخابات عامة أسفرت عن تقدم الحزب الديمقراطي الاشتراكي المنتمي ليسار الوسط على حزب المحافظين الحاكم، لتدخل البلاد جولة مشاورات بين الأحزاب التي حصدت مقاعد في «البوندستاج» الألماني لتشكيل حكومة جديدة، فيما لا يمكن الجزم باسم المستشار الذي سيرث أنجيلا ميركل.