رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طبعة جديدة من رواية «استقالة ملك الموت» لـ صفاء النجار

استقالة ملك الموت
استقالة ملك الموت

صدر حديثا عن الهيئة العامة المصرية للكتاب طبعة جديدة من رواية «استقالة ملك الموت» للروائية والأكاديمية صفاء النجار.

يذكر أن رواية استقالة ملك الموت صدرت في طبعتها الأولى عن دار شرقيات، ولم يقرأها كثيرون لانتهاء النسخ، وكتب عنها كبار ومنهم الراحل فاروق عبدالقادر.

وفي روايتها «استقالة ملك الموت» تحتفي الكاتبة الروائية صفاء النجار بالطعام كواحد من أبرزالأدوات التي تشير إلى أجواء وحغرافية وتاريخ المكان، إلى جانب قدمت عبر روايتها أنواع جديدة من الطعام لا يعرفها الفقراء في البلدة، تعبيرًا عن الصعود الاجتماعي والاقتصادي للشخصية الرئيسة في الرواية.

فالشابة التي نشأت لأب يعمل «تُرَبِيًّا» في المدافن، ليس لديهم القدرة على خبز كحك العيد، ولم يكن لهم كحكهم الخاص الذي يحمل رائحة أو نَفَس أمها، بل خليط مما يبعثه أهل القرية إليهم، وبعد زواجها من «البيه» صار تجهيز الكحك طقسًا تحرص عليه وتمارسه كشعيرة تفدي بها عقدها القديمة.

وبمرور الوقت، وبعدما ترسخت مكانتها في السراي الكبيرة، تحوَّل تحضير الطعام إلى طقس محبة وتقارب، وهي تجهز الأطعمة المختلفة التي أحبها ابنها الراحل، وتحرص على إيصال هذه الأطعمة للفقراء مودةً وصدقةً على روحه، وعندما تعبر "حسنة الفقي" عن تغير الأحوال والمجتمع في أواخر أيامها نجدها تقول: طعم السمك تغير.

ومن أجواء الرواية 

 مازلت أترقب وصولها، وأستمهل الموت الذي يرفرف بجناحيه خارج نافذتي.. أرهف سمعي لخطواتها، أتشمم رائحتها، وعيناي محدقتان نحو الباب، ومع كل طرفة أختلس النظر إليه. لم أره منذ زمن، فكأنه قادم من سفر بعيد، على معطفه الأسود بعض قشات عالقة، ورائحة مطر مبكر تشبع الهواء، ويبدو أن جدوله اليوم لم يكن مثقلاً بالأعمال بما يسمح له بالتريث.. لكن من يستضيف الموت أو يقدم له كوب شاي؟! لا أجد ما أعبر به عن امتناني له سوى أن تزيح ابنتي الستائر أكثر، وأن تفتح النافذة كي أخبره أن انتظاره لن يطول فهي الآن قادمة عبر الحديقة، وواثقة أنا أنها حين تطل بوجهها، وأتنفس هواءها سيبتعد عن إطار النافذة ويتركنا دون رقيب. آه أيها الموت كم أنت رقيق.