رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«بعيدة عن القيل والقال».. هكذا قضى «هيكل» حياته الخاصة

محمد حسنين هيكل
محمد حسنين هيكل

98 عاما مرت على ميلاد الكاتب الراحل محمد حسنين هيكل، الذي ولد في 23 سبتمبر لعام 1923، بقرية باسوس الواقعة بالقرب من مدينة قليوب التابعة لمحافظة القليوبية، إلا أنه كان يعيش حياته متنقلا بين منزله القائم في إحدى الأبنية المطلة على النيل ناحية شيراتون القاهرة ومزرعته الخاصة في قرية برقاش بالقرب من القناطر الخيرية والسفر إلى الخارج بين الحين والآخر.

حياة ذات طابع خاص عاشها "هيكل"، إذ قضى حياته الصحفية على برميل بارد وساخن، بينما ظلت حياته العائلية في منطقة الظل، وهذا ما أكده الكاتب سمير صبحي في كتابه "الجورنالجي"  قائلا: حياته الخاصة كانت دائما بعيدة عن القيل والقال ومن ثم لم يعرف الناس سوى وجهه العام، وهو ما لا يرضي القارئ، لأن القارئ يؤمن بأن من حقه التدخل في اختيارات الكاتب ولون عينيه وتسريحة شعره وعلاقته بالمرأة، والوجه الخاص لهيكل يكشف أنه يحفظ 10 آلاف بيت من الشعر العربي، ويهوى سيد درويش وأم كلثوم ومحمد عبد الوهاب والتواشيح والموسيقى الكلاسيكية التي تملأ مكتبه مع دخان السجائر وهو يكتب أو يحاور ضيوفه.

كان هيكل يحترم المرأة، ولعبت والدته دورا كبيرا في ذلك، فقال عنها ذات مرة إنها "عملت انقلابات جذريا في حياتي"، فقد ندره الأب للأزهر وتكفل الجد برعاية دروس تحفيظ القرآن وصحبه كثيرا إلى مقام سيدنا الحسين، وفتح الخال أمامه خزائن أمهات الكتب، أما والدته فأخذته من يديه واشترت له بدلتين ليصبح بعد أيام تلميذا في مدرسة خليل أغا.

وكأي شاب، أحب هيكل بنت الجيران، فهي الفتاة التي خفق لها قلبه أول ما خفق، والتي قال عنها "لقد علمتني أشياء وأشياء وفتحت عيني الطفل على أشياء وأشياء".

وبعد سنوات قابل هيكل زوجته السيدة هدايت تيمور لأول مرة، وبدأ اللقاء بمناقشة حامية مع والدتها حول جمال عبد الناصر والإصلاح الزراعي، وانتهى بإعجاب متبادل تطور في 27 يناير 1955 إلى زواج، وطوال فترة زواجهما كانت تفضل أن تتوارى عن الأضواء العامة، كما كانت تلازم زوجها في رحلات إلى الهند وإسبانيا وتعرفت هناك على العمارة الإسلامية وفنونها واستيقظ فيها الارتباط العاطفي مع التراث الحضاري، وأقبلت تدرسه كهاوية، وبعد أن التحقت بكلية الآثار وأصبحت معيدة فيها، وتقدمت بالماجستير، إلا أن توقفت بعد حصولها عليه، نظرا لأن أعباء التزاماتها العائلية والاجتماعية جعلت ترتيب أولوياتها طبيعية وتلقائية، مع الاحتفاظ بدورها الذي وضعته لنفسها.