رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المنتجة عزيزة أمير اسم مضىء فى سماء الفن العربى والعالمى

المنتجة عزيزة أمير
المنتجة عزيزة أمير

يعد الإنتاج السينمائي من أهم صناعات العصر الحديث، والتي يقع على عاتقها ليس فقط عبء بقاء صناعة السينما واستمرارها والحرص على نموها وازدهارها لضمان اقتصاد متماسك وقوي، ولكن يجب أن يكون لدينا منتجون لديهم الحث الفني والقدرة علي الاستثمار دون أدنى إخلال بعناصر الجودة الفنية والفكرية وبعوامل الجذب السينمائي الأساسية، والتي لها مردودها في زيادة إيرادات الأفلام ودعم نمو اقتصاد صناعة السينما.

وللدور النسائي في الإنتاج السينمائي أهمية كبيرة، فلدينا ست نماذج نسائية عظيمة هن أول من أنتجن للسينما المصرية "فاطمه رشدي"، "أمينة محمد" خالة الفنانة “أمينة رزق”، “عزيزة أمير”، “بهيجة حافظ”، “آسيا و ماري كوين”، تلك أسماء رائدات الإنتاج السينمائي المصري.

لم يكن الإنتاج النسائي عاديًا بل كان إنتاجًا هامًا، خاصة أن من اقتحم هذا المجال سيدات عربيات، وكانت الصعوبة تكمن أيضا في تقبل ظهور المرأة كممثلة على شاشات السينما التي لم تكن تتناسب مع تقاليد المجتمع في ذلك الوقت، كانت تلك التجربة النسائية شعلة البدء في إنشاء صناعة هامة باتت حديث العالم من خلال نجوم وصناع فن السنيما المصرية.

المنتجة عزيزة أمير أو مفيدة محمد غانم، ولدت في 17 ديسمبر 1901، بمحافظة الغربية انضمت إلى فرقة يوسف وهبي والتحقت بمسرحه عام 1925 وظلت معه لموسم واحد فقط، وقال عنها يوسف وهبي إنها صاحبة أداء بسيط وسلس.

انضمت بعد ذلك إلى فرقة عكاشة، حيث أسند إليها دور البطولة في عدة مسرحيات، ومنها إلى فرقة الريحاني. 

عزيزة أمير هي "أم السينما المصرية"، فكانت دائما تعتبر السينما ابنتها التي عوضها عنها الله عن نعمة الإنجاب، موهبة عزيزة الفنية كانت مكتملة، فهي أول منتجة مصرية وأول سيدة تخرج فيلمًا على مستوى العالم، وأيضًا أول مونتير مصرية، ليس هذا فقط بل استطاعت كتابة سيناريو وحوار فيلم مصري، وفي عام 1926 أقنعها الفنان التركي "وداد عرفي" بإنتاج فيلمها الأول "نداء الرب" والذى فشل تماما فأعادت إنتاجه تحت عنوان "ليلى"، وهو أول فيلم سينمائي مصري صامت. الفيلم إنتاج وبطولة عزيزة أمير واستيفان روستي وآسيا داغر، والتي حصلت على دور ثانوي في الفيلم، وبذلك توجت أول فنانة لبنانية تظهر على الشاشة الفضية، فيلم "ليلى" إنتاج عام 1927 إخراج وتمثيل وتأليف الفنان التركي "وداد عرفي".

يذكر أن افتتاح الفيلم حضره رجل الاقتصاد طلعت حرب والموسيقار محمد عبد الوهاب، وقال لها أمير الشعراء أحمد شوقي بعد انتهاء العرض مصافحًا عزيزة أمير: "فعلتي ما عجز الرجال عن فعله".

استمرت "عزيزه أمير" في العمل حتى آخر يوم في حياتها 1952 بعد إنتاج وتمثيل آخر أفلامها "آمنت بالله “ من خلال شركة ”إيزيس فيلم".

كما كانت مكتشفة نجوم وقدمت للسينما المخرج محمود ذو الفقار، وسيذكر لها تاريخ السينما أنها أول من قدمت السينما الراقية، والتي تحتوي عليىالعظات والعبرة، ومن أعمالها التي جسدت تلك المعاني السامية، فيلم "قسمة ونصيب"، وفيلم "بائعه التفاح"، وفيلم "الورشة"، وفيلم "ابن البلد"، وخلال مشوارها السينمائي قدمت حوالي ٢٠ عملًا كممثلة منها "بسلامته عايز يتجوز" عام 1936 مع نجيب الريحاني، وقدمت مع زوجها المخرج محمود ذوالفقار فيلم "بياعة التفاح" 1939، و"حبابة" مع يحيى شاهين عام 1944، و"نادية" مع سليمان نجيب عام 1949، أما عن التأليف فخاضته من خلال 16 عملا أشهرها "ابنتى"، "عودة طاقية الإخفاء"، "قسمة ونصيب"، واستمرت فى الإنتاج من خلال شركتها "إيزيس فيلم" فأنتجت 25 فيلمًا آخرها "أمنت بالله" مع مديحة يسري عام 1952، ورغم أهمية عزيزة أمير الفنانة الرائدة فى تاريخ السينما المصرية كمنتجة وممثلة إلا أن الكثير من أفلامها فقدت.

كانت تحرص عزيزة أمير في أعمالها أن تخاطب الرجل المصري البسيط، واستطاعت أن تتغلغل سينمائيا حتى أصبحت صانعة ومكتشفة المواهب في جميع مجالات الفن ربما لم يسمع أبناء الجيل الحالي عنها رغم أن ما قدمته للسينما المصرية يستحق الانتباه، عزيزة أمير علامة بارزة و نجم مضيء في سماء الفن العربي والعالمي.