رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تقارير دولية عن هزيمة الإخوان في المغرب: الجماعة كانت تسعى وراء السلطة فقط

انتخابات المغرب
انتخابات المغرب

سلطة تقارير عالمية عدة الضوء على الهزيمة المدوية التي ألمت بجماعة الإخوان في المغرب، ممثلة في حزب "العدالة والتنمية" في الانتخابات التشريعية، بعدما فشل الحزب في تأمين عدد كاف من مقاعد البرلمان يسمح له بالاحتفاظ بتشكيل الحكومة بعد 10 سنوات قضاها في السلطة، معتبرة أن تلك الهزيمة الفادحة مؤشر على مدى فشل تيار الإسلام السياسي في إدارة حكوماتهم وتحسين الظروف المعيشية للمواطنين في المنطقة العربية.

وأعلن السلطات المغربية رسميا فوز حزب التجمع الوطني للأحرار بأغلبية مقاعد البرلمان، وخسارة كبيرة وفادحة لحزب "العدالة والتنمية" الذراع السياسي لجماعة الإخوان فى نتائج الانتخابات التشريعية بحصوله على 13 مقعدا فقط من أصل 395. 

فاينانشال تايمز: الإخوان فشلت في تحسين مستوى معيشة الشعوب العربية

البداية كانت من صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية، التي وصفت حزب "العدالة والتنمية" الذراع السياسي لجماعة الإخوان في المغرب بأنه "ضعيف سياسيا" ولكنه سعى فقط إلى توسيع نفوذه السياسي بعد أحداث الربيع العربي قبل عقد من الزمن، ولم يهتم بأحوال المواطنين وشؤونهم، ملقيا بالمسؤولية على الحزب الإخواني في الفساد الذي ساد البلاد على مدار عشر سنوات كاملة. 

وقالت الصحيفة، في تقرير على موقعها الإلكتروني: " بعد عقد من الزمن كأكبر حزب في البرلمان المغربي، تعرض حزب العدالة والتنمية المنتمي لتيار الإسلام السياسي لهزيمة ساحقة في الانتخابات البرلمانية، بحصوله على 12 مقعدا فقط من إجمالي 395 في البرلمان، فيما جاء حزب (التجمع الوطني للأحرار) الليبرالي في الصدارة ". 

وأضافت الصحيفة إن "خسارة حزب العدالة والتنمية يشير إلى إنه كان هناك استياء عام من البطالة والفساد" التي نتجت عن قرارات الحزب الإخواني طوال فترة حكمهم في البلاد، ليطوى ملف عقد من حكم الإخوان في سادس بلد بشمال إفريقيا. 

ونقلت الصحيفة عن انتصار فقير، مديرة برنامج معهد الشرق الأوسط لشمال إفريقيا، قولها "الشعب ألقى باللوم على حزب العدالة والتنمية في كل شيء كان يحدث في البلاد".

وأضافت: "تأييد الشعوب للإسلام السياسي في المنطقة العربية أصبح في أدنى مستوياته على الإطلاق بسبب فشل تلك الأحزاب المنتخبة في تحسين الظروف المعيشية للمواطنين".

ولفتت الصحيفة إلى أن هزيمة الإخوان في المغرب هي الأحدث في سلسلة الهزائم والانكسارات المتكررة التي تتعرض لها حركات الإسلام السياسي المتطرفة في المنطقة، حيث أُطيح بحركة النهضة “الإخوانية” في تونس في الأسابيع القليلة الماضية، وسبقتها مصر التي لفظت الجماعة في 2013. 

بلومبرج: إخوان المغرب وراء البطالة والفساد الذي عانت منه البلاد

من جانبها، اعتبرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية أن الهزيمة الساحقة التي لحقت بحزب "العدالة والتنمية" الإخواني في المغرب في الانتخابات البرلمانية التي عقدت مؤخرا هي مؤشر لحالة الإحباط الذي يشعر به الشعب المغربي نتيجة تدهور الأحوال الاقتصادية وفشل الحركة الإخوانية في إدارة أمور البلاد. 

وأضافت أن سقوط حزب "العدالة والتنمية" المنتمي للإسلام السياسي وغيابه عن المشهد السياسي، يردد صدى ما حدث في دول شمال أفريقيا الأخرى التي لفظت جماعة الإخوان في أعقاب أحداث الربيع العربي.

ميدل ايست أونلاين: الشعوب تعاقب الإخوان بعد فشلها في سنوات حكمها

فيما رأى موقع "ميدل إيست أونلاين" البريطاني إن سقوط الإخوان في المغرب يؤكد نوايا الجماعة الخبيثة وأطماعها السياسية، ويكشف الأجندات الحقيقية لحركات الإسلام السياسي لدى الشعوب العربية، والمتمثلة في السعي وراء السلطة دون إعطاء أي اهتمام أو اعتبار لمصالح الشعوب.

وأوضح الموقع إن الإخوان في العالم العربي عجزت عن إدارة وتدبير أمور الشعوب التي حكمتها، وفشلت في حل مشاكل المجتمع بإقامة مشاريع تنموية ترفع من مستوى معيشة الشعب.

 وأشار إلى أن الجماعة تلقت ضربات متتالية في المنطقة قضت على أقوى رموزها، ولكن الضربة الأعظم التي كان لها عظيم الاثر بالتنظيم كانت في مصر عندما أطيح برأس الحكم في البلاد في عام 2013، وجاء بعدها الضربة القاضية التي وجهها لهم الرئيس التونسي خلال الأسابيع الماضية بتجميد البرلمان الذي يسيطر عليه حركة النهضة الإخوانية ورفع الحصانة عن أعضائه.

وأضافت:  "تدرك الجماعة جيدا أن شعبيتهم في الانحدار الشديد، فإنهم يسقطون في الهاوية، وان اعترافهم بأخطائهم بل جرائهم لم يعد يجدي، ولن يشفع لهم بالانتخابات المقبلة."

وتابع: "الشعب أحيانا يخطئ في اختياراته لعدم وضوح الرؤية، وتقديم المترشحين معلومات مغلوطة لكنه حتما سيصلح خطأه في أول فرصة الانتخابات البرلمانية المغربية عبرت وبشكل صريح ان الشعب المغربي قد نفض يده من الاخوان، منحهم بضعة مقاعد (12)، هزيمة نكراء، ستصيبهم دونما شك بشلل رباعي يقعدهم عن الحركة، قد يتطلب الامر اجراء عمليات جراحية متتالية لاستئصال الاورام الخبيثة التي وجدت البيئة الخصبة للنمو، لبدء دورة حياة جديدة تفيد المجتمع."

واستطرد: "الاخوان في الشمال الافريقي لم يراعوا في مواطنيهم الا ولا ذمة، قاموا بأبشع الاعمال، والنتيجة إفراغ خزائن دولهم وافقار شعوبهم، لتعم البطالة وتنتشر الجريمة".

وفي ختام تقريره، دعا الموقع السلطات المغربية إلى محاكمة رموز الحزب الإخواني الذي تسبب في نشر الفساد واهدار المال العام، قائلا  "يجب أن تستتبع نتائج الانتخابات بإحالة رموز الفساد وإهدار المال العام والتبعية للغير والمتاجرة بمقدرات الشعب الى القضاء، لينالوا جزاء ما اقترفت ايديهم بسبب افكارهم الاقصائية، ليكونوا عبرة لمن يريد ان يخذل الشعب، لتعود الامور الى نصابها، ولتتحرك مسيرة التنمية ويعم الرخاء والابتعاد عن سياسة الانخراط في المحاور التي اثبتت فشلها ومردودها السيء على الاقتصاد الوطني."