رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«شهبندر التجار» في 57 عامًا.. كسب 30 قرشًا من «حرب أطاليا» وغزا أسواق أوروبا

شهبندر التجار محمود
شهبندر التجار محمود العربي

57 عاما من الفشل والنجاح ترويها سيرة إمبراطوريته الاقتصادية التي يتخذ قويسنا مركزاً لها بمصانعه التي أنتجت ملايين السلع ودخلت كل بيوت المصريين وتربت عليها الأجيال.. إنه رجل الأعمال محمود العربي (15 أبريل 1932_9 سبتمبر 2021) الذي رحل عن عالمنا اليوم عن عمر ناهز (89) عاما.

وفي سيرته الذاتية «سر حياتي.. حكاية العربي» الذي صاغه وأعده الكاتب خالد صالح مصطفى، يهدي «العربي» سيرته إلى كل إنسان طموح على وجه الأرض، إلى كل شاب مبادر، قرر أن يغير واقعه، ولم يصدق أكذوبة أنه «لا يقدر» إلى كل من بدأ يسلك طريق النجاح الشاق بالعمل الجاد بعد الاستعانة بالمسيطر الحقيقي على هذا الكون.

بداية أرباحه: كسب ثلاثين قرشا من «حرب أطاليا»

قال «شهبندر التجار» إن تربية الأطفال على الدين والأخلاق وتعليمهم بشكل جيد السر وراء الخروج من أزمتنا واللحاق بالمجتمعات التي سبقتنا في التنمية: «سبب نجاحي القرآن الذي حفظته في طفولتي، فهو الذي أمدني بالقيم اللي عايشة معايا لحد دلوقتي».

ويرى أن تجربة اليابان بعد الحرب العالمية الثانية حتى أصبحت في مصاف الدول المتقدمة صناعياً سبباً آخر وراء نجاحه الكبير الذي بدأه ببيع لعب الأطفال أمام منزله في قريته وربحه أول ثلاثين قرشاً من بيعها؛ وعن ذلك قال «العربي»: «قلت لأخى علي عاوز اشتغل وأكسب زى ما بتعمل إنت وأحمد  ومحمد.. فتعجب أخى مما قلته، فليس من المعتاد أن يفكر من هو دون السادسة في العمل والكسب السريع، وسارعت بإكمال كلامي ليقتنع  بالفكرة.. أنا وفرت تلاتين قرش، عاوزك تشتري لي بيهم بلالين وبمب وحرب أطاليا، أحطهم فوق المصطبة اللي قدام بيتنا».. ومن هنا بدأ فهم قواعد العمل في السوق، حتى عمله في الموسكي بالعتبة وهو في سن العاشرة من عمره؛ مروراً بشرائه المحل الذي عمل فيه، حتى أن جاءت له فرصة الحصول على توكيل «العربي» عام 1964 والمالكة لتوكيلات عدة «شارب وتوشيبا وسيكو» وغيرها من السلع.

«العربي» من قرية أبورقبة الزراعية للتصنيع بسبب وقف استيراد السلع

عن قريته التي ولد بها في المنوفية؛ وهى «أبورقبة» يقول محمود العربي: «القرية كانت في ثلاثينيات القرن الماضي لم تعرف أي صورة من صور الثراء فأغلب أهلها من الفلاحين الفقراء البسطاء، حيث لم تعرف قريتنا – أيامها – سوى ثلاثة من أصحاب الأراضي (فدان أو أكثر قليلاً!)، أما باقي أهل القرية من الفلاحين فكانوا إما أصحاب مساحات صغيرة للغاية، وإما أنهم كانوا يستأجرون الأرض التي كانوا يعملون فيها مثل أبي».

من تجارة الأدوات المدرسية إلى الأجهزة الكهربائية وغزو الأسواق الأوروبية

فى 15 أبريل 1964 افتتح محمود العربى أول محل باسم «العربي» في الموسكى، وحقق مبيعات يوم افتتاحه بلغت 1300 جنيه؛ حتى افتتح محل آخر عام 1967.

وعن اتجاهه للتصنيع يقول : «في عام 1966 وبسبب حظر الاستيراد بدأنا التفكير فى تصنيع ألوان الشمع ألوان الزيت الجاف، حيث كانت مبيعاتها رائجة لطلبة المدارس والأطفال فى جميع أنحاء الجمهورية فى تلك الفترة، ومن ثم أنشأنا شركة خاصة بهذا المشروع، ومن ثم افتتح مصنعا لبيع الأدوات البلاسكتية عام 1970، ومع دخول عصر الانفتاح وإغراق السوق المصري بالأجهزة الكهربائية اليابانية استطاع محمود العربي أن يستثمر ذلك؛ حيث انتقل من بيع الكشاكيل والأدوات المدرسية لصناعة الأجهزة الكهربائية المصرية؛ وهو ما ساعده على جني مزيد من الأرباح التي جعلت السوق المصرية لا يتسع لمنتجاته فبدأ في عملية تصدير منتجاته للخارج حتى استطاع غزو الأسواق الأوروبية؛ ووصل رأس مال شركته إلى مليار ونصف».