رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف رد الشيخ الشعراوي على صحيفة بريطانية عن تقييد الإسلام لـ«زي المرأة»؟

الشيخ الشعراوي
الشيخ الشعراوي

زار الشيخ محمد متولى الشعراوي، بريطانيا أكثر من مرة، وفي إحدى المرات وهو في لندن سألته صحفية بريطانية: لماذا يقيد الدين الإسلامي حرية المرأة في أن ترتدي ما تشاء؟ ولماذا يفرض عليها ارتداء الحجاب؟، وفقا لما رصدته موسوعة «من المواقف الخالدة لعلماء الأزهر».

فرد عليها الشيخ الشعراوي قائلا: «أولًا.. لا يوجد في أيِّ مجتمع ما يسمى بالحرية المطلقة.. فالحرية لا بد أن تكون حرية نسبية، بحيث لا تتعدى على حريات الآخرين.. فأنتِ لا تستطعين أن تفعلي ما تريدين.. لا تستطيعين مثلا أن تمشي في الطريق العام بدون ملابس بدعوي أنك حرة تفعلين ما تشاءين.. لا يوجد شئ اسمه الحرية المطلقة في أي مجتمع من المجتمعات، ولكنها حرية نسبية.. ومن اختار الدين فعليه أن يقبل بأحكام هذا الدين.. فهذه الأحكام جاءت من الله سبحانه وتعالى وهو أعلم بنا من أنفسنا.. فإذا كانت تقيد حركتنا فهي تعطينا الخير وتذهب عنا السوء.. فلا يوجد دين بلا منهج».

وتابع الشعراوي: «الذين يفهمون الحجاب على أنه تقييد لحرية المرأة لا يعرفون أنه في الحقيقة حماية لها، ولو أن الله سبحانه وتعالى لم يفرض الحجاب، لكان على المرأة أن تطالب به؛ لأنه أكبر تأمين لها ولحياتها، وأقول لك إن نضارة المرأة موقوتة، وفترة جمالها -لو حسبناها- فلن تزيد على خمسة عشر عامًا، ثم بعد ذلك تبدأ في الذبول».

وأردف قائًلا: «لنفرض أن امرأة بدأت في الذبول وزوجها مازال محتفظًا بنضارته، قادرا على الزواج، وخرج إلى الشارع ووجد فتاة في مقتبل العمر وفي أتم نضارتها وقد كشفت عن زينتها.. ماذا يحدث؟ إما أن يفتن بهذه الفتاة ويترك زوجته ويتزوجها.. وإما أنه عندما يعود إلى المنزل يلحظ الفرق الكبير بين امراته وهذه الفتاة فيزهد في زوجته ويبدأ في الانصراف عنها».

واستكمل: «لكن لو حجبت النساء مفاتنهن عن الرجال لصارت كل منهن آمنة من فقدان زوجها، ومن تغير نفسه من ناحية زوجته، ولظلت محتفظة بحبه لها وإقباله عليها.. لماذا؟ لأن الجمال نمو، والنمو في المخلوقات -كالنبات والحيوان والإنسان- لا يدركه المتتبع له، ولذلك فالرجل الذي ينظر إلى ابنه الصغير كل يوم لا يمكن أن يلحظ أنه يكبر.. ولكن لو غاب عنه شهرًا، ثم نظر إليه فسوف يحس بأنه قد كبر».

وأضاف الشعراوي: «كذلك الفلاح أيضا، إذا جلس بجوار الزرع، فهو لا يلحظ نموه ولا يراه، فإذا غاب عنه فترة لاحظ هذا النمو، والرجل مع زوجته كذلك.. فهو عندما يتزوجها وهي عروس تكون في أبهى زينتها ونضارتها، لكن لأنه يراها كل يوم، فإنه لا يلحظ فيها أي تغيير، وتكبر وتذهب نضارتها ويذهب جمالها من أمامه شيئًا فشيئًا دون أن يلحظ هذا الذبول.. بل تظل في عينيه هي العروس الجميلة التي زفت إليه. ولكن إذا رأى امرأة غيرها أصغر منها ولا تزال في قمة نضارتها.. بدأت المقارنة وأحس بالتغيير، وأثر ذلك في نفسه».