رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وليد فكري يحاضر حول مصر المتوسطية بالمركز الثقافي الفرنسي بالإسكندرية

وليد فكري
وليد فكري

ينظم المركز الثقافي الفرنسي، في السابعة من مساء اليوم الخميس، أمسية جديدة من أمسيات، سلسلة ندوات حول التاريخ.. مصر المتوسطية، ولقاء مع الكاتب وليد فكري وذلك بقاعة المسرح بالمركز.

ويتناول لقاء "مصر المتوسطي"، الحديث تأثير موقع مصر على البحر المتوسط، حيث أصبح بابًا مفتوحًا بين مصر وحضارات العالم القديم المطلة على أعرق بحاره، فمن خلاله تلاقت مع العالم بالحضارة والتجارة والهجرات وحتى الغزوات والحروب، عن ذلك الدور الهام الذي لعبه البحر المتوسط في حياة مصر عبر عصورها المختلفة، وقصص السلام والحرب عبر ذلك المتوسط الكبير، بالإضافة إلى حكاية تأسيس مدينة الإسكندرية كواحدة من أكبر وأجمل مدن البحر الأبيض المتوسط يتطرق حديث الكاتب وليد فكري.

يذكر أن "وليد فكري" كاتب وباحث في مجال التاريخ، يمارس الكتابة التاريخية منذ العام 2009 ويكتب في عدة مواقع عربية. صدرت له كتب وروايات عديدة من بينها:  «تاريخ شكل تاني» (2010)، و«تاريخ في الظل» (2012)، و«مصر المجهولة» (2015)، و«دم المماليك» (2016)، و«دم الخلفاء» (2017)، و«أساطير مقدسة» (2018).

وعن مدينة الإسكندرية ونشأتها يقول الكاتب وليد فكري :ثَمّة رواية في كتاب المقريزي عن «الملوك الغزاة»، تذكر أن «جورياق»، ابنة ملك مصر الذي عاصر النبي إبراهيم، قد ملكت بعد أبيها، لكن أهل مدينة إتريب في الدلتا تمردوا عليها وولوا رجلًا اسمه «إيداخس»، فهزمته، فهرب إلى الشام وحرض الكنعانيين على غزو مصر، فأرسلوا جيشًا على رأسه قائد يُدعى «جيرون»، فراسلته الملكة وخدعته وأغرته بالزواج ومشاركتها المُلك لو قتل إيداخس، فوضع له السم.

وحين مات إيداخس، دعاها جيرون إلى الوفاء بوعدها، فقالت له جورياق إنها تريد أن يبني لها مدينة عظيمة تكون مهرًا لها، لأنها وقومها يفخرون بالبنيان.

بدأ في بناء الإسكندرية، وجعل لها 100 ألف عامل يبنونها حتى نفد ما معه من المال. ثم وجد راعيًا للغنم يخبره أنه كل ليلة تخرج له من البحر فتاة تدعوه إلى مصارعتها، فإن غلبها صارت له، وإن غلبته أخذت رأسين من الغنم. فسهر جيرون مع الراعي حتى إذا خرجت صارعها وغلبها وجعلها تخبره بالطلسمات التي تجعل الأرض تستقر حول البناء، وأخبرته كذلك بكيفية العثور على كنز عظيم، بأن يذهب إلى معبد دائري وصفته له ويبخر تماثيله بشعر ثور مذبوح ثم يمسحها بدمه، فيخبره بعضها بمكان الكنز.

ويضيف وليد فكري: "فاستخرج الكنز وأكمل بناء الإسكندرية، ثم استدعته الملكة وطلبت منه أن يقسِّم جيشه ورجاله ثلاثًا، ويرسلهم إليها في ثلاث دفعات لتضيِّفهم ويستريحوا، ثم يدخل عليها وقد استعدت لاستقباله. فكان كلما أرسل ثُلثًا وضعت لهم السم في الطعام، حتى أتى فوجد نفسه وحيدًا في يدها، فقتلته وملكت المدينة التي بناها".

المُلاحَظ في تلك الروايات سعي نُسّاجها لتفسير أمرين: "قِدَم العهد بالمدينة، وتواتُر تعميرها بين الملوك والدول التي تعاقبت عليها، والمتأمِّل في تلك الأساطير قد يخرج باستنتاج أن البقعة التي اختارها الإسكندر لبناء المدينة لم تكن مقفرة أو مقتصرة على قرية راقودة، وإنما كانت بها يومًا مدينة، وهو ما يذكره بعض المؤرخين من أن منطقة «أبو قير» كانت يومًا ميناءً شماليًّا لمصر القديمة".