رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مستقبل الصحافة الثقافية من واقع مأزوم إلى مستقبل غائم

المطبوعات الثقافية
المطبوعات الثقافية

يبدو واقع وراهن الصحافة الثقافية في مصر والعالم العربي مرتبط ارتباطًا وثيقًا بمستقبل الصحافة بصفة عامة والتى شهدت في الفترات الأخيرة تدهورًا ملموسًا وصل الأمر إلى إغلاق العديد من الصحف والمؤسسات الصحفية بعالمنا العربي، وبطيبعة الحال تم إغلاق نوافذ الصفحات الثقافية التى كانت أحد القواعد الرئيسية لتك الصحف.

 في نفس السياق، ورغم غياب تلك المؤسسات الصحفية الثقافية النافذه إلاّ أن ثمة عدد من المواقع والكيانات الصحفية الثقافية المستقلة مازالت مستمرة وتقدم جديد عن مستقبل الصحافة الثقافية يدور هذا التحقيق.

محمد حربي 

أشارالكاتب الصحفي محمد حربي، الرئيس السابق للقسم الثقافي بالأهرام، إلى أن "الصحافة الثقافية في عالمنا العربي صارت سرادقات لتجديد الذكري واللافت أنها تكرس لأسماء بعينها وتنسي آخرين ـ سرادق موجهه ومتخمة بتكريس وتجذير اسماء بعينها ، وتغييب وتهميش الأصوات الجديدة.

يلفت حربي إلى أن الصحافة الثقافية اتجهت إلى تكريس ثقافة النميمة، وأصبحت الصحافة الثقافية صحافة منوعات، غيبت القضايا الكبرى وأصبحت الخفة هى الحاكمة والشائعة في مجمل ما يقدم من الصحافة الثقافية، لذلك ليس غريب أن يفر القراء من مطالعة الصحف القومية والخاصة إلى المواقع الجادة والتى تقدم رؤى خارج السياق، لذا أصبحت أكثر مقروئية من الصحف القومية والخاصة منها مواقع مثل تكوين، وميريت الثقافية لتكون  بديل للصحافة الثقافية .

أضاف حربي أن كبريات الصحف في عالمنا العربي أصبحت تفقتد تلك المرونة التى كانت تقدم عبر إصداراتها، ونموذج  المجلات الثقافية التى كانت تشغل المشهد الثقافي "وجهات نظر" والتى كانت تقدم الصحافة الثقافية عبر صيغة عالمية.

وختم محمد حربي بين السرادق والنميمة ضاعت الصحافة الثقافية، وأرجع ضعف الصحافة الثقافية إلى غياب الحرية وغياب النقد الحقيقي، الصحافة الثقافية تلخص ازمة السلطات الثقافية والسياسية في التعاطي مع مفهوم الصحافة الثقافية .

محمد ابوزيد

ويشير محمد أبوزيد إلى أنه يمكن القول أن فكرة الصحافة الثقافية تغيرت عن شكلها التقليدي في العقود الماضية، بسبب التطور الذي حدث في وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع عموماً".

ولفت أبوزيد إلى أنه " في العقود الماضية، كانت هناك مجلات ثقافية معروفة ينتظرها الجميع، وكانت هناك صفحات ثقافية أسبوعية في معظم الصحف بعضها مخصص للإبداع وبعضها مخصص لنشر المتابعات والأخبار الثقافية، لكن الآن تكاد أن تندثر هذه الصفحات الثقافية مع تراجع الصحافة المقروءة كما أن المجلات الثقافية تقاوم الموت والاندثار هي الأخرى، وفي كل الأحوال فهذه الأشكال التقليدية والمحدودة كما وكيفاَ من الصحافة الثقافية لا يمكن أن تكفي هذه الانفجارة الكبيرة في الكتابة، حتى لو كان معظمها أقل من المستوى الفني، لكن الزمن مصفاة جيدة في كل الأحوال".

يضيف أبوزيد "مع تراجع النشر الورقي، أصبح البديل الذي يلجأ إليه الكتاب إذا هو صفحات التواصل الاجتماعي الخاصة بهم، ينشرون عليها إبداعهم وكتابتهم. لكن هذه الصفحات الشخصية ليست مكاناً للتقييم، فبإمكان أي كاتب أن يقصي من يوجه له نقدا ـ حتى لو كان موضوعيًا، لذا لا يمكن النظر للنشر على الصفحات الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي سوى أنه وسيلة "للتنفيس" مع غياب منصات نشر بديلة محايدة ولا يمكن الحكم على هذه التجربة بشكل نقدي لأنها في النهاية حسابات شخصية ليست أكثر 

وتابع محمد أبوزيد "بعض الكتاب المصريين والعرب لجأ إلى إنشاء صفحات عامة على فيس بوك متخصصة في نشر الإبداع، وهي فكرة تبدو كأنها بديل عصري للمدونات المجانية القديمة.

ويرى أبوزيد "إذن لا بديل حالياَ إلا المواقع الإلكترونية المتخصصة، والتي بالرغم من قلتها إلا أنها تحاول أن تكون نافذة للمبدعين، أو بعض الأقسام في مواقع الصحف الورقية، وهذه في الغالب لا تنشر إلا أخبار الإصدارات الحديثة، أو تغطيات الندوات.

وختم ابوزيد "هل هناك صحافة ثقافية إذن؟ الإجابة للأسف بعد هذا الاستعراض: أن الصحافة الثقافية تعاني وتحاول ألا تموت، وتحاول أن تستغل أي فرصة لتتنفس حتى لو كان ذلك على صفحات التواصل الاجتماعي.

حسين دعسة 

ولفت الكاتب الصحفي حسين دعسة، مدير تحرير صحيفة الرأي الأردنية إلى أنه “منذ 10 أعوام وأكثر، برزت أزمات العلاقة الحادة بين السلطة والعمل في الثقافة، فقد ماتت المشاريع الصحفية الثقافية الكبرى دون رجعة بموت نبع كل هذا، وأقصد أزمة  الصحافة الورقية”.  

ويرى دعسة أن أزمة المواد الثقافية والإبداعية والفنية في الصحف العربية يرجع إلى العديد من الازمات منها أزمة الكلفة والمردود فالعمل من أجل «الثقافة» في الإعلام العربي كرس مجموعة من الكتاب والنقاد التي انسلت من مرايا الحقيقة والابداع، إلى مرايا السلطة والتكسب.