رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد فضل شبلول يناقش كتابه «حالة الشعر العربى الآن» بقصر ثقافة الأنفوشى

أحمد فضل شبلول
أحمد فضل شبلول

يحتضن قصر ثقافة الأنفوشي بالإسكندرية، في السابعة من مساء اليوم الثلاثاء، ندوة ثقافية تعقد لمناقشة كتاب "حالة الشعر العربي الآن" للشاعر أحمد فضل شبلول، حيث يناقش الكتاب الشاعران الكبيران أحمد سويلم وفوزي خضر ويدير اللقاء الشاعر جابر بسيوني.

وفي كتابه "حالة الشعر العربي الآن"، يقوم الشاعر أحمد فضل شبلول بعرض ملخصات وافية للحالة الشعرية العربية التي بحثها ثلاثون ناقدًا عربيًّا، ونشرت في التقرير الذي أطلقته أكاديمية الشعر العربي بجامعة الطائف السعودية في بداية هذا العام، والتي يرأس مجلس إدارتها الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة.

ويتضمن التقرير ملفين رئيسين، يضم الملف الأول مجموعة الدراسات البحثية التي تقدم رؤية علمية منهجية حول القضايا المتشعبة عن المشهد العربي الراهن وتفصيلاته، ويضم الملف الثاني بابين أحدهما خاص بترجمة الشعر العربي وقضاياها، والثاني خاص برصد حالة الشعر العربي في اللغات الأخرى.
 

وشخّص التقرير الذي جاء في 900 صفحة حالة الشعر العربي الآن باستخدام أدوات النقد الحديث، وبيّن مدى مواكبة الحركة النقدية للحركة الشعرية العربية، وشخّص حالته الراهنة، وبيّن إلى أي مدى أصبح للشعر وجود فعلي في حياتنا، وفي قضايانا الإنسانية بصفة عامة، وأظهر القضايا التي يركز عليها المشهد الشعري العربي في لحظته الراهنة.

وحرصت هيئة تحرير التقرير، برئاسة الدكتور منصور الحارثي، على منح الشعر العربي حقه من العناية والاهتمام، بعيدا عن المقولة السائدة التي تؤكد أن هذا الزمن، زمن الرواية، وذلك من خلال هذا التقرير التشخيصي الذي يقرر حالة الشعر العربي والماهية التي هو عليها دون تزييف أو طمس للحقائق، مراعيا في ذلك كل العوامل المؤثرة فيه وطبيعتها المعرفية والثقافية والسياسية والاقتصادية وحتى الجغرافية.
 

وقد تم تقسيم العالم العربي شعريا وحصره في خمس مناطق جغرافية هي: الجزيرة العربية (وتشمل دول الخليج العربي واليمن). مصر والسودان. العراق ودول الشام (وتشمل الأردن وفلسطين ولبنان وسوريا). المغرب العربي ويشمل (ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا). القرن الأفريقي (ويشمل الصومال وجيبوتي والجزء العربي من أريتيريا).

ومن النتائج التي خلص إليها الشاعر أحمد فضل شبلول، في كتابه "حالة الشعر العربي الآن" بعد استعراضه للتقارير جميعا: أن التجارب الشعرية أصبحت تتلاقح، وتتنافذ، وتنفتح على بعضها البعض في مختلف الأقطار العربية، وإذا كانت هناك فنون أخرى زاحمت الشعر، فإنها لم تستطع أن تحل محله. وفي الوقت نفسه أفادت القصيدة الحديثة تقنيات جديدة لم تعرفها من قبل كفن المونتاج والفلاش باك، وتقنية الدراما التصويرية والدراما المشهدية، والكولاج، والسيناريو. وظهرت قصيدة الومضة أو القصيدة البرقية، وقصيدة اللوحة (أو تداخل الشعري مع الفن التشكيلي)، والقصيدة التفاعلية التي تمثل ذورة الانفتاح على الأجناس الأدبية والعلوم الأخرى.

كما ساهمت الطباعة الحديثة ودور النشر والشبكة العنكبوتية في شيوع الشعر وجعله في متناول القاري والناقد. كما لاحظنا أنه عند ذكر التجارب الشعرية التي اتخذت من التقنية الرقمية سبيلا لها، لم نجد سوى اسم واحد أو اسمين فقط يدوران في فلك الأبحاث.

إن الشعر العربي الراهن يمثل ما تطرحه الذات العربية من إشكالات وجودية مرتبطة بواقع مجتمعاتها، فلم يعد الشعر منشغلا بالقضايا الاجتماعية والسياسية التي انشغل بها نظيره في العقود السابقة، فانشغاله الأساس أصبح تأمل الذات في كوامنها أو في علاقاتها سواء بالوجود أو بالعالم أو بالآخر.