رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الطلاق ليس حلًا

عنوان هذا المقال ليس من عندى ولكنه عنوان لكتاب قيّم كتبه أستاذ الطب النفسى الراحل العملاق دكتور عادل صادق. تذكرت هذا الكتاب القيّم عندما قرأت رسالة وجهتها إحدى المحاميات للزوجات الساعيات إلى الطلاق، قالت لهن فيها: أنا كمحامية ليس مطلوبًا منى تفصيل قانون على مقاسك، المطلوب منى بذل المجهود والاهتمام بالقضية حتى أكون قد أديت واجبى.

لكن لى كلمة للزوجات:

- لو صبرتِ على زوجك مثل صبرك على محاميك فممكن ألا تذهبى إلى المحكمة.

- لو كل زوجة لبست ملابس جميلة فى بيتها كلباسها عند ذهابها إلى المحكمة، واهتمت بنفسها وبتفاصيل حياتها الزوجية كاهتمامها بالقضايا، فمن المؤكد أن زوجها لن ينظر لغيرها.

- لو عاملتِ زوجك بنفس الطريقة التى تعاملين بها سكرتير الجلسة والقاضى عندما يصيحان فيك وحضرتك رغمًا عنك تحافظين على هدوئك لدرجة أنك تنافقينهما، نعم تنافقينهما لأنك رغم غيظك وقهرك منهما تتكلمين معهما بمنتهى الذوق، وتبتسمين ابتسامة صفراء ليست من قلبك حتى تنجزى مصلحتك، لو كان هذا رد فعلك الهادئ عندما أغضبك زوجك كان سيمتنع عن إغضابك وسيحاول إرضاءك بأى شكل.

- لو صبرتِ على مشكلات البيت كصبرك على عناء الطريق للمحكمة وانتظارك موعد الجلسة وبنفس الحكمة، فمن المؤكد أن المشاكل كانت ستُحل، فتحمل العناء فى بيتك أسهل من تحمله فى المحاكم، ومجاملتكِ زوجك فى البيت ليست نفاقًا كمجاملتك نفاقًا أى شخص فى المحكمة.

- تذكرى جيدًا لحظة دخول القاضى للجلسة، فأنت تلتزمين الصمت وكذلك كل الموجودين فى القاعة، وتغلقين جوالك رغمًا عنك بالأمر المشدد، مع أن زوجك عندما يطلب منك ترك الجوال وتلبية طلبات البيت والأطفال وطلباته تتعصبين و«تنكدين» عليه لمجرد أنه طلب منك اهتمامًا بواجباتك الأسرية التى أنت موجودة لأجلها لا لأجل التليفون والتطبيقات ووسائل التواصل الاجتماعى والصديقات، المقصود من هذا الكلام أن صبرنا على أنفسنا أفضل بكثير من صبرنا فى المحاكم، وبيوتنا أمانة فى رقابنا.

- وأيضًا العطر ضعيه لزوجك وليس لآخرين.

من المؤكد أن هناك سيدات لن يعجبهن هذا الكلام، لا تغضبى سيدتى فنحن فى خدمتك فى المحاكم، وننتظر ممارسة أعمالنا بالطريقة التى درسنا القانون لأجلها ونراها مناسبة ومربحة على حساب جيبك وجيب زوجك وضياع أطفالك وخسرانك فى الدنيا والآخرة..

الطلاق ليس حلًا والخلع أيضًا.