رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رئيس اتحاد الناشرين العرب يبحث عن الأفغاني التائه

محمد رشاد رئيس اتحاد
محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب

عناية الله ابلاغ الأفغاني هو أحد الأفغان الأوائل الي عملوا بجامعة القاهرة وأوائل الذين نبهوا لجلال الدي الرومي، لأن رسالته للدكتوراه كانت حوله في جامعة القاهرة، وسعى عناية الله إبلاغ للدار المصرية اللبنانية واتفق مع ناشرها محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب، رئيس مجلس إدارة الدار المصرية اللبنانية بنشر هذه الأطروحة، وصدرت في كتاب عنوانه "جلال الدين الرومي بين الصوفية وعلماء الكلام"، وهي أول رسالة أكاديمية في الجامعات المصرية والعربية تتحدث عن جلال الدين الرومي.

وصدر هذا الكتاب عن الدار المصرية اللبنانية في طبعته الأولى 1987، وظل لمدة 28 عاما لم يبع فيها أكثر من ثلاثمائة نسخة في وقت كان يطبع فيه الناشر محمد رشاد 3 آلاف نسخة للطبعة الواحدة، ربما لعدم الاهتمام بقراءة جلال الدين الرومي في ذلك الوقت.

والذي حدث أنه بعد أن ترجمت رواية "قواعد العشق الأربعون" للروائية أليف شفق حدث اهتمام غير عادي بجلال الدين الرومي وبالتصوف في العموم، وحدث إقبال كبير جدا على الكتاب المنشور منذ 28 عاما في ذلك الوقت، حتى أنه تمت طباعته في 9 طبعات كاملة بعد أن كانت الطبعة تنفد بسرعة وبشكل غريب.

وحاول رئيس مجلس الدار المصرية اللبنانية التوصل لعناية الله إبلاغ الأفغاني للتواصل معه بشأن مستحقاته في التسع طبعات:" بالطبع لم أتمكن للاحداث التي عصفت بأفغانستان منذ وقت، ولم أتمكن حتى من الوصول لأحد افراد اسرته أو ورثته.

كان رشاد يعلم تماما أن عناية الله إبلاغ كان قد سكن فترة في الكويت ايضًا، يكمل:" حاولت البحث عنه كثيرا في الكويت، وكنت أتخيل أتصور أنه ربما سيقتبلني يوما في أحد معارض الكتاب التي تنظم بالدول العربية، أو أن أقابل أحد ورثته على الأقل، ولكن هذا لم يحدث".

يواصل:" بحثت عنه بكل جهد وفي شتى الأماكن التي أتوقع أنه ربما يكون فيها ولكن لم أوفق إليه بعد، للرجل عندنا حقوق ويجب أن ترد إليه.

كتاب "جلال الدين الرومي بين الصوفية وعلماء الكلام" لعناية الله إبلاغ كتب له المقدمة العالم الدكتور يحيي الخشاب ووصفه بأنه:" هو سفر جديد يضاف للمكتبة العربية.

يضيف:" تخرج صديقي وزميلي الدكتور عناية الله إبلاغ الأفغاني في الأزهر الشريف والتحق بالتدريس في كلية الآداب جامعةا لقاهرة وتزاملنا سنوات طوال، تخرج فيها كثيرون من أساتذة اللغة الفارسية وآدايها في الجامعات المصرية والعربية، ولقيت فيه من الخلق الطيب والمثابرة والجد والإخلاص في أداء الواجب ما وثق الصلة بيننا، ومضت الأيام وذهب غلى وطنه وذهبت شرقا وغربا والتقينا مرة أخرى في القاهرة ومعه الرسالة معدة للطبع، وأسعدني أن أعرف وأنا في السعودية ان الرسالة قبلت ونالت استحسان لجنة المناقشة وظفر صاحبها بالدكتوراة مع مرتبة الشرف الاولى.

ويقول في فقرة أخرى:"إني أعد هذا السفر القيم عن جلال الدين الرومي مكسبا للثروة الأدبية الإسلامية، وأتمنى أن يدرس هذا الكتاب دراسة دقيقة واعية ليعرف المسلمون أن التصوف العملي يوقظ الامة من سباتها ويعيد للمسلمين ما كان لهم من مجد أيام كانت سيرة النبي والراشدين مثلا اعلى لهم.

في الأخير مَن هو عناية الله إبلاغ الذي يبحث عنه محمد رشاد لمنحه مستحقاته؟، في سيرته الذاتية الكثير، فهو عناية الله إبلاغ المرحوم مولانا عبد الغني الذي كان من كبار علماء أفغانستان، ولد سنة 1931 بقرية سيدخيل التابعة لمحافظة بروان بأفغانستان، وتخرج في دار العلوم العربية بكابول عام 1956، واشتغل مدرسًا بدار العلوم، ومدرسا منتدبا بكلية الحقوق جامعة كابول.

سافر للقاهرة في بعثة دراسية والتحق بالدراسات العليا في كلية أصول الدين جامعة الازهر الشريف، ونال الماجستير عن قسم العقيدة والفلسفة عام 1967"في مناقشة رسالة موضوعها أبو حنيفة المتكلم" والتي طبعت عام 1971، عن طريق المجلس الاعلى للشئون الإسلامية بجمهورية مصر العربية، فسجل الدكتوراة وكان موضوعها جلال الدين الرومي، ثم رجع إلى افغانستان وعين آمرا لمدرسة ابي حنيفة ومدرسا منتدبا لكلية الحقوق جامعة كابول.

استقال من منصبه الرسمي نظرا لطلب شعب بكرام ترشيحه لعضوية مجلس الامة، وفاز في الانتخابات وعي عضوا لمجلس الامة عام 1969، ثم رئيسا للقسم الثقافي بالمجلس عام 1970.

وبعد الثورة بأفغانستان التي ألغت النظام الملكي وأعلنت النظام الجمهوري عين عضوا للمحكمة العليا، ورئيس التحرير لمجلة القضاء ورئيس لجنة البحث حول أحوال المسجونين، ثم رئيس الغدارة لمحكمة جرائم القضاة.

عمل عناية الله إبلاغ مدرسا منتدبا بكلية الآداب جامعة القاهرة عامي 1966 و1967، واشتغل مذيعا بالإذاعة المصرية قسم البرامج الموجهة عامي 1965 وحتى 1967.