رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف يؤثر إدمان وسائل التواصل الإجتماعي على المخ

التواصل الإجتماعي
التواصل الإجتماعي

سواء كنت تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع الأصدقاء، أو مشاهدة مقاطع الفيديو أو لقتل الوقت، فهذا أمر طبيعي ولست وحدك في هذا الأمر، ولكن إذا وجدت  نفسك تخسر عدد من الساعات في كل مرة تقوم فيها بالدخول إلي وسائل التواصل الإجتماعي، فهذا الأمر ينذرك بأنك ربما بدأت إدمان وسائل التواصل الإجتماعي.

وجدت  وسائل التواصل الاجتماعي في البداية كوسيلة للتواصل مع الأصدقاء والعائلة، ثم  تطورت منذ ذلك الحين إلى هواية مرغوبة تستخدمها جميع الفئات العمرية، على الرغم من أنه لا يوجد شيء اسمه تشخيص رسمي لـ"إدمان وسائل التواصل الاجتماعي"  لكن الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الذي أصبح شائعا، له بعض  التداعيات الخطيرة على صحتك الجسدية والعقلية.

سبب إدمان وسائل  التواصل الإجتماعي 

مثل الأنواع الأخرى من الإدمان السلوكي، يمكن أن يؤثر استخدام وسائل التواصل الاجتماعي على عقلك بطرق ضارة، ومع الوقت تصبح تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي بشكل قهري ومفرط.

يمكن أن تُعزى ظاهرة إدمان وسائل التواصل الاجتماعي إلى تحفيز مادة الدوبامين التي تنتج عند الدخول إلي منصات التواصل الإجتماعي  مثل “Facebook وSnapchat وInstagram” والمثير في الأمر هو أن هذه نفس  الدوائر العصبية التي تسببها المقامرة والعقاقير الترفيهية لإبقاء المستهلكين يستخدمون منتجاتهم قدر الإمكان.
 
كيف تؤثر وسائل التواصل الاجتماعي على الدماغ

يتم تنشيط الخلايا العصبية في المناطق الرئيسية المنتجة للدوبامين في الدماغ وترتفع مستويات الدوبامين. 

هذا يمكن ملاحظته في استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية؛ عندما يتلقى الفرد إشعارًا، مثل الإعجاب أو الإشارة، يتلقى الدماغ اندفاعًا من الدوبامين ويرسله مما يجعل الفرد يشعر بالسعادة، ويرغب  الناس يرغبون في الإعجاب والتغريد وردود الفعل التعبيرية.

يلجأ الأشخاص إلى وسائل التواصل الإجتماعي بدلًا من الحياة الحقيقية

يصبح إستخدام وسائل التواصل الاجتماعي مشكلة عندما ينظر شخص ما إلى مواقع الشبكات الاجتماعية على أنها آلية مهمة للتعامل مع التوتر أو الشعور بالوحدة أو الاكتئاب، يوفر إستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لهؤلاء الأفراد مكافآت مستمرة لا يتلقونها في الحياة الواقعية، لذلك ينتهي بهم الأمر بالمشاركة في النشاط أكثر وأكثر.

 يؤدي هذا الاستخدام المستمر في النهاية إلى مشاكل شخصية متعددة، مثل تجاهل علاقات الحياة الحقيقية، ومسؤوليات العمل أو المدرسة، والصحة البدنية، والتي قد تؤدي بعد ذلك إلى تفاقم الحالة المزاجية غير المرغوب فيها للفرد، ثم بعد هذا  يكون الإنخراط. 

وينخرطون في  سلوك الشبكات الاجتماعية كوسيلة لتخفيف حالات المزاج المزعج، عندما يكرر مستخدمو الشبكات الاجتماعية هذا النمط الدوري لتخفيف الحالة المزاجية غير المرغوب فيها باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، يزداد مستوى الاعتماد النفسي على وسائل التواصل الاجتماعي بالتدريج.
 

هل  أنت مدمن على  وسائل التواصل الاجتماعي؟


على الرغم من أن العديد من الأشخاص يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل معتاد، إلا أن القليل منهم مدمن حقًا، لتحديد ما إذا كان شخص ما معرضًا لخطر الإصابة بالإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي ، اطرح الأسئلة الستة التالية:

هل تقضي  الكثير من الوقت في التفكير في وسائل التواصل الاجتماعي أو التخطيط لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي؟
هل تشعر  بالحاجة إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي أكثر فأكثر؟
هل تستخدم  وسائل التواصل الاجتماعي لنسيان المشاكل الشخصية؟
هل تحاول  في كثير من الأحيان تقليل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي دون نجاح؟
هل نصبح مضطرب إذا لم تتمكن من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي؟
هل تستخدم  وسائل التواصل الاجتماعي كثيرًا بحيث كان لها تأثير سلبي على عملهم أو دراستهم؟
قد تشير "نعم" لأكثر من ثلاثة من هذه الأسئلة إلى وجود إدمان على وسائل التواصل الاجتماعي، وقد تكون بحاجة إلي التخلص من السموم الرقمية الخاصة بوسائل الإجتماعي، عبر التقليل بشكل  كبير من الوقت الذي تقضيه في استخدام الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية أو أجهزة الكمبيوتر، إجراء احترازيًا حكيمًا.
ويمكنك القيام بهذا عبر الخطوات البسيطة مثل إيقاف تشغيل الإشعارات الصوتية وفحص مواقع التواصل الاجتماعي مرة واحدة فقط في الساعة، وترك الهاتف في غرفة منفصلة في الليل حتى لا تزعج نفسك،  هذا يسمح باستعادة التركيز على التفاعل الاجتماعي في العالم المادي ويقلل من الاعتماد على مواقع الشبكات.


وسائل التواصل الاجتماعي والصحة العقلية

أظهرت الأبحاث أن هناك صلة لا يمكن إنكارها بين استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والصحة العقلية السلبية، على الرغم من فوائد منصات وسائل التواصل الاجتماعي، كما أن استخدامها بشكل متكرر يمكن أن يجعل الناس يشعرون بالتعاسة والعزلة بشكل متزايد.

 وجدت دراسة أجرتها جامعة هارفارد عام 2017 أن وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير ضار بشكل كبير على الرفاهية العاطفية للمستخدمين المزمنين وحياتهم.

 

الشباب المعرض للخطر

تشير التقديرات إلى أن 27٪ من الأطفال الذين يقضون 3 ساعات أو أكثر يوميًا على وسائل التواصل الاجتماعي تظهر عليهم أعراض ضعف الصحة العقلية.

ويُعد الاستخدام المفرط لمواقع الشبكات الاجتماعية مشكلة أكبر بكثير لدى الأطفال والشباب لأن أدمغتهم ومهاراتهم الاجتماعية لا تزال تتطور، كما  أن المراهقين الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بشكل معتاد منذ صغرهم يعانون من التقزم الشديد في مهارات التفاعل الاجتماعي.