رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيسنجر: خروج أمريكا من أفغانستان «نكسة ذاتية لا تعوض»

هنري كسينجر
هنري كسينجر

انتقد وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هينري كيسنجر، الخميس، الانسحاب الأميركي من أفغانستان ووصفه بـ"النكسة الذاتية التي لا تعوض"، محذرًا من الاندفاع الأميركي إلى الداخل لأنه يفاقم خيبة الأمل بين الحلفاء ويشجع الخصوم، ويزرع الارتباك.

 

وقال في مقال له لمجلة "ذا إيكونميست" البريطانية، إن استيلاء طالبان على أفغانستان ألقى الضوء على القلق المباشر على عشرات الآلاف من الأميركيين والحلفاء والأفغان، الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد، مضيفاً أنه "يجب أن يكون إنقاذهم أولويتنا الملحة. لكن الشاغل الأساسي هو كيف وجدت أميركا نفسها منسحبة في قرار تم اتخاذه دون الكثير من التحذيرات أو التشاور مع الحلفاء أو الأشخاص الأكثر انخراطًا بشكل مباشر في 20 عامًا من التضحية. ولماذا تم تصور التحدي الأساسي في أفغانستان وتقديمه للجمهور كخيار بين السيطرة الكاملة على أفغانستان أو الانسحاب الكامل؟".

وأضاف: "هناك قضية أساسية تعترض جهودنا لمكافحة التمرد من فيتنام إلى العراق لأكثر من جيل وهي عندما تخاطر الولايات المتحدة بحياة جيشها، وتهتم بمكانتها وتشرك دولًا أخرى، يجب أن تفعل ذلك على أساس مجموعة من الأهداف الاستراتيجية والسياسية. وتكمن الأهداف الاستراتيجية في توضيح الظروف التي نقاتل من أجلها، أما الأهداف السياسية فهي لتحديد إطار الحكم للحفاظ على النتيجة داخل البلد المعني ودوليًا".

وأوضح قائلا: "لقد مزقت الولايات المتحدة نفسها في جهودها لمكافحة التمرد بسبب عدم قدرتها على تحديد أهداف قابلة للتحقيق وربطها بطريقة مستدامة بالسياسية الأميركية. لقد كانت الأهداف العسكرية مطلقة للغاية وغير قابلة للتحقيق، والأهداف السياسية أيضا مجردة ومراوغة للغاية. وأدى الفشل في ربطهم ببعضهم البعض إلى إشراك أميركا في مستنقع من الصراعات اللانهائية بخلاف الخلافات الداخلية".

وأشار إلى أنه استمر التوطيد السياسي والعسكري بشكل خاص في أفغانستان على أسس عرقية وعشائرية، وفي بنية إقطاعية تتكون أساسًا من سماسرة السلطة والمنظمين لقوات الدفاع العشائرية، قائلا: "عادة يتحد أمراء الحرب هؤلاء في صراع كامن مع بعضهم البعض في تحالفات واسعة في المقام الأول عندما تسعى بعض القوى الخارجية إلى فرض المركزية والتماسك - مثل الجيش البريطاني الذي غزا أفغانستان عام 1839 والقوات المسلحة السوفيتية التي احتلت أفغانستان في عام 1979".

أضاف: "كل من الانسحاب البريطاني المأساوي من كابل في عام 1842، والانسحاب السوفيتي الخطير من أفغانستان في عام 1989 نتج عن هذه التركيبة المؤقتة بين العشائر. والحجة المعاصرة أن الشعب الأفغاني ليس على استعداد للقتال من أجل نفسه لا يدعمها التاريخ. لقد كانوا مقاتلين شرسين من أجل عشائرهم ومن أجل الحكم الذاتي القبلي".