رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«تدريبات الموت».. «الدستور» تحقق في غرق أطفال داخل حمامات السباحة

غرق الأطفال بحمامات
غرق الأطفال بحمامات السباحة

أثارت واقعة غرق طفل داخل حمام سباحة بنادي كفر العلو بمدينة حلوان، غضب رواد السوشيال ميديا خاصة أنها لم تكن الحالة الأولى من نوعها هذا العام؛ ففي شهر يونيو تعرض طفل، سبع سنوات، للغرق بالنادي الأوليمبي بالإسكندرية؛ ليلحق به بعد شهر واحد طفل أخر بحمام قارون بنادي الفيوم ليصيح الحالة الثالثة على التوالي.

 

غرق الطفل بدر ،14 عاما، أصيب بغيبوبة أثر تعرضه للغرق بحمام سباحة كفر العلو وتم نقله للمستشفى.

 

"الدستور" تكشف في هذا التحقيق أسباب الإهمال بالنوادي الرياضية ومدى تواجد عوامل الأمان في حمامات السباحة، وكيف يرى المنقذون التعامل من جانب الأهالي وترك أولادهم دون رقابة أو إبلاغ بتواجدهم بمفردهم.

 

معايير الأمان
 يقول كابتن محمد عامر مدرب سباحة ومنقذ دولي؛ إن معايير الأمان في حمامات السباحة تبدأ من توافر عدد ٨ منقذين بمعدل ٤على كل جانب من جوانب الحمام الذي تبلغ مساحته (25 × 25 مترًا،) ويكون شكله مربعًا، أو 50 × 25 مترًا، ويكون مستطيلًا.

 

وتابع " للدستور": يشترط وجود سلالم بحمامات السباحة، كذلك التدرج في عمق حمام السباحة؛ وعن مسئولية غرق الأطفال، يرى أنها تقع في الأول على المدرب ثم المنقذ الموجود على جانبي حمام السباحة؛ وبالنسبة للحمامات الخاصة بالأطفال في بعض الأندية، أكد أنه يجب ألا يزيد عمقها بأي حال من الأحوال عن 60 سنتيمترًا، مضيفًا أن الأطفال لابد أن ينزلوا للمياه مرتدين "كتافات" تحملهم في المياه، وفي حالة عدم ارتدائها لابد أن يكونوا بصحبة ذويهم، والذين يوقعون إقرارات بتحملهم المسؤولية.
 

وقال إن الطفل يتعرض للغرق والموت بعد مرور ٤ دقائق تحت الماء بينما في أول دقيقة يعاني فيها من إسفكسيا الخنق ويمكن إنقاذهبإحدى أدوات الإنقاذ الواجب توافرها مثل الطوق  أو الموزة أو حبل الإنقاذ أو عصا الإنقاذ ولكن في كل الحالات يستلزم الأمر نزول المنقذ أوالمدرب لإنقاذ الطفل لإحتمالية تعرضه لكسر في الرقبة أو إحدى الأطراف عند نزوله فتسبب في إغماءه وغرقه.
 

تثبيت الرقبة بالذراعين وسحب الطفل من الخلف أهم طرق الإنقاذ وفق كابتن محمد؛ وذلك حفاظاً على المصاب ضد أي مضاعفات صحية؛وطالب عامر بضرورة تعليم الاسعافات الأولية والإنقاذ لإنقاذ الكثير من الغرقى .
 

«الشباب والرياضة»: تفتيش ومراقبة دائمين

من جهته، أكد دكتور محمد فوزي المتحدث الرسمي بأسم وزارة الشباب والرياضة أن إجمالي حمامات السباحة على مستوى الجمهورية التابعة لها نحو 102 حمام سباحة منهم 55 حمام سباحة ‘نشاء جديد 6 رفع كفاءة في آخر 3 سنين، بالإضافة 41 حمام سباحة قديم؛ مؤكدًا أن جميع هذه الحمامات تخضع لعمليات تفتيش ومراقبة بصفة دورية ومستمرة وتم إنشاءها وفق معايير دولية للأمن والسلامة لضمان تحقيق كود الأمن والسلامة بهذه الحمامات.

 

وأكد في حديثه " للدستور" أن وزارة الشباب والرياضية تقوم بعمليات تفتيش ومراقبة وجولات دورية على مراكز الشباب التابعةلمديريات الشباب على مستوى الجمهورية للتأكد من توافر عوامل الأمان لهذه المنشاءات.
 

وكانت مديريتا  الشباب والرياضة بمحافظتي البحر الأحمر وجنوب سيناء مبادرة "مصر بلا غرقى" بالتنسيق مع الاتحاد المصرى للغوص والإنقاذ، للحد من حوادث الغرق فى الشواطئ وحمامات السباحة من خلال مجموعة من المنقذين المدربين؛ والتي ترتكز على 3 محاور، أهما محو أمية السباحة لطلاب المدارس، والثانى لطلاب الجامعات بإدراج مادة الإنقاذ كمادة أساسية بكليات التربية الرياضية، والثالث يتركز فى توعية المواطنين داخل مراكز الشباب والأندية الرياضية فى جميع المحافظات.

 

الخوف من المياه.. سبب الغرق 

في ذات السياق، يقول كابتن سيف عبد الرحمن مدرب بإحدى أكاديميات السباحة؛ إن تدريب الأطفال السباحة له معايير وشروط لابد الالتزام بها منها ضرورة الالتزام بعدد معين داخل التدريب في حالة الفرق الكبيرة التي يمكن أن يصل العدد فيها من ١٥ ل ٢٠طفل في وجود أثنين من المدربين أو أكثر مع وجود من ٨ إلى ١٢ منقذ على جانبي حمام السباحة لمتابعة الأطفال؛ أيضاً لا تزيد التدريبات الخاصة عن ٣ أطفال فقط؛ والمدارس عن ١٠ أطفال.

 

وتابع: أكثر حالات الغرق تكون لأطفال لديهم خوف من المياه في أول يوم تدريب، لكن المدربين يحرصوا دائماً على مصاحبتهم والأمساك بهم طول فترة التدريب لبناء جسر من الثقة لدى الطفل والمدرب ؛ كذلك في جميع تدريبات السباحة بيصاحب الأطفال بعض الأدوات المساعدة مثل البورد او الكتافات أو الموزة لمساعدته على السباحة حتى يتعلم بعض التدريبات التي يستطيع معها السباحة بمفرده.

 

وبحسب ما جاء في الإصدار الأخير لوزارة الشباب والرياضة الصادر عام 2016، فإن حمامات السباحة التابعة للمجلس القومي للرياضة تقدر بـ ٢٤٩ في المحافظات، بينما يتواجد ٤٧ حمام سباحة تابعين للمجلس القومي للشباب، بإجمالي 296 حمام سباحة، فضلًا عن٣٢٣ حمام سباحة بين إوليمبي وغطس وتدريبي وترفيهي قي المنشآت الرياضية في الجمهورية، ليصل المجموع التابع للوزارة إلى ٦١٩حمام سباحة.
 

والدة طفل الفيوم تحكي الواقعة  

كريم هاني أبوهشيمه، ١٢عاما؛ ذهب مع أسرته لحمام سباحة فندق جامعة الفيوم ع ضفاف بحيرة قارون للتنزه والترفيه؛ وفي غفلة من أسرته أتجه لحمام سباحة خاص بالكبار؛ وتحكي والدته "للدستور" قائلة: "كريم لا يجيد السباحة لذلك تم منعه من نزول الحمام خوفاً عليه ولكنه ذهب سهواً ونزل فغرق بسبب عدم وجود منقذين؛ ولم يتم إكتشاف الواقعة الإ بعد فوات الأوان.

 

وتابعت: القائمؤن على الفندق قاموا بإبلاغ الأسعاف بحدوث حالة غرق لطفل يبلغ من العمر 12 بحمام سباحة النادي الاجتماعي التابع لجامعه الفيوم علي بحيرة قارون.


 وعلي الفور انتقلت الأجهزة الأمنية بمركز شرطة سنورس برئاسة المقدم محمد هاشم رئيس مباحث  وتبين من المعاينة الأولية وفاة طفل يدعي كريم هاني أبو هشيمة من مركز ابشواي غرقٱ في الحمام السباحة أثناء نزولة والعائلة في البسين الخاص بالأطفال وقام بنزول سهو عن أعين عائلتة في حمام السباحه الخاص بالكبار مما أدى إلى غرقه.

 

ونقلت سيارة الإسعاف الجثة إلى مشرحة مستشفى ابشواي تحت تصرف النيابة، وتحرر محضرا بالواقعة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية والعرض على النيابة العامة لمباشرة التحقيق التى قررت تسليم الجثه لعائلته للدفن بمقابر العائلة.