رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

تغريد فياض: الكتابة كانت الهاجس الأكبر منذ لحظة اكتشافى سر القراءة

تغريد فياض
تغريد فياض

شهد العقد الأخير اتجاه عدد كبير من الشعراء إلى كتابة الرواية، حيث صدر عدد كبير من الروايات التي كتبها الشعراء.

وفي هذا الصدد قالت الشاعرة والكاتبة اللبنانية تغريد فياض، في تصريحات خاصة لــ «الدستور»: في البدء كانت الرواية عندي وكانت الحلم الأكبر لي في الكتابة. بدأت بكتابة المقالات الصحفية والقصة القصيرة قبل كتابة الشعر، ونشرتها في الصحف، ولا أدري كيف راودني الشعر عن نفسه، وجعلني أكتبه، وإن كنت وقتها أحتفظ به سرًا لنفسي، حيث إنني لم أنشر الشعر قبل عام 2003، واعتبرت في طفولتي أن الشعر هو كلامي لنفسي، وهو الراحة لي من تزاحم الأفكار التي لا تنتهي.

وكنت منذ ذلك الوقت المبكر الذي نشرت فيه، في عمر الثالثة عشر، أحلم بكتابة الرواية، وفكرت أنها ستأتي مع الوقت، وحتى يأتي ذلك الوقت فإنني لن أتوقف عن أي نوع آخر من الكتابة يخطر ببالي ويراودني.

وتابعت تغريد فياض، مؤلفة رواية "كلونومانيا"٬ والتي صدرت في طبعتين عن دار المفكر العربي للنشر والتوزيع، وتقع الرواية بين زمنين مختلفين تماما، لكنهما متقاطعين مع بعضهما بقصة حب من الزمن القديم، تظهر آثارها في الزمن الحديث الحالي تقريبًا: "الكتابة كانت عندي الهاجس الأكبر منذ اللحظة التي اكتشفت فيها سر القراءة، حلمت طوال الوقت بأنني أرى كلماتي يقرأها الكثيرون حول العالم وبكل اللغات، خاصة المأزومين والمتألمين، ويكلمونني كما كنت أكلم الأدباء الذين تأثرت بهم، وأن هؤلاء القراء يتناقشون معي في سرهم ويعطونني آراءهم، كما كنت أفعل أنا منذ تعلمت أجمل سر في الحياة لي في طفولتي، القراءة، التي أصبحت عالمي الكبير الذي أغناني عن أي عوالم أخرى تحيط بي.

وتابعت: تأخر حلم الرواية كثيرًا، لأنها لم تمنحني ذاتها وسرها إلا مؤخرا جداً في عام 2020، ولم يحدث ذلك إلا وأنا في قلب البركان الذي قلب حياتي وحياة جميع الناس حول العالم، وهو بركان ذلك الفيروس المُصَنع، كورونا. عندما اعتزلت العالم بأسره، كما فعل الجميع من حولي، كتبت روايتي الأولى (كلونومانيا)- في شهرين فقط، وكان ذلك حدثاً فريداً وعجيباً بالنسبة لي، أنا التي حاولت بيأس منذ عام 2006، وبعد صدور ديواني الشعري الأول (قلب على سفر) في مايو 2006، حاولت أن أنهي ثلاث روايات بدأتها من قبل، واحدة تلو الأخرى، ولم أستطع الانتهاء من أي منها حتى جاء عام 2020. والطريف أن روايتي لم يكن بها إشارة من قريب أو بعيد إلى فيروس كورونا. بل كانت فكرة غريبة خطرت ببالي قبل الإقفال الكبير بشهرين، وأجلتها وقتها كما كانت عادتي مع أفكار الروايات السابقة الغير مكتملة، والتي قد أعود لها يوماً ما.