رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رحلات إجلاء ودعوات رسمية.. كيف تعاملت دول الخليج مع أحداث أفغانستان؟

عمليات إجلاء الأفغان
عمليات إجلاء الأفغان

أحداثٌ متسارعة شهدتها أفغانستان خلال الأيام الماضية بعد سيطرة حركة «طالبان» عليها، وفي خِضَّم الأوضاع الراهنة وتدهور النظام الأمني بأفغانستان، سارعت العديد من الدول الخليجية للدخول على خط الأزمة لاسيما فيما يخص أوضاع اللاجئين الأفغان.

وفي السطور التالية، ترصد «الدستور» أبرز المواقف التي أعلنت عنها الدول الخليجية سواء من خلال تسهيل عمليات الإجلاء أو التفاوض مع حركة «طالبان».     

الإمارات

أعلنت دولة الإمارات موافقتها على استضافة 5 آلاف من المواطنين الأفغان الذين تم إجلاؤهم من أفغانستان، وذلك قبيل توجههم إلى دول أخرى.

وذكرت وزارة الخارجية والتعاون الدولي أن دولة الإمارات، وبطلب من الولايات المتحدة الأمريكية ستستضيف المواطنين الأفغان بشكل مؤقت، قبل سفرهم إلى دول أخرى، وسوف يغادر المواطنون الأفغان الذين تم إجلاؤهم إلى دولة الإمارات من العاصمة كابول خلال الأيام المقبلة، على متن طائرات أمريكية.

وتأتي المبادرة بالتزامن مع تسهيل الإمارات مؤخرًا،  مغادرة عشرات الرحلات الجوية التي تقل مئات المواطنين الأجانب من أفغانستان، بما في ذلك عدد من الدبلوماسيين والموظفين من مختلف الجنسيات والعاملين بالمنظمات غير الحكومية إلى مطارات الدولة، كما سهلت  الإمارات أيضًا عمليات الإجلاء لنحو 8.500 من الأجانب من أفغانستان وذلك باستخدام طائراتها وعبر مطاراتها.

الكويت

من جانبها، قالت وزارة الخارجية الكويتية أمس الأحد ، إنه "بناء على توجيهات أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، تمت الموافقة على عبور 5000 أفغاني ممن سيتم إجلاؤهم من أفغانستان في طريقهم إلى الولايات المتحدة الأمريكية".

وأضافت «الخارجية الكويتية» في بيانٍ لها أن «هذه الموافقة تأتي تقديرًا للعلاقات الاستراتيجية بين الكويت والولايات المتحدة الأمريكية وتعزيزًا للتعاون القائم بينهما واستمرارًا لدور دولة الكويت الإنساني الداعي إلى أهمية تأمين المرور الآمن للدبلوماسيين والرعايا الأجانب وتيسير عمليات الإجلاء من أفغانستان».

البحرين

يأتي ذلك فيما بدأت شركة طيران الخليج (الناقلة الوطنية لمملكة البحرين)، بتسيير رحلة إجلاء إلى الولايات المتحدة الأمريكية، ضمن عمليات الإجلاء المتعلقة بأفغانستان- كأول شركة تجارية في العالم- ضمن الجهود الإغاثية والتضامن الإنساني مع أفغانستان ودعم جهود الإغاثة مع الشركاء الدوليين.

ووفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء البحرينية «بنا» تأتي مشاركة طيران الخليج (الناقلة الوطنية لمملكة البحرين) بطائرات من أسطولها في عمليات الإغاثة في أفغانستان، ودخولها كأول شركة تجارية في العالم ضمن أعمال الإغاثة، تأكيدًا على ما توليه مملكة البحرين من اهتمام دائم في ظل ما تشهده أفغانستان خلال هذه المرحلة، وذلك ضمن مساعي المملكة وحرصها الدائم على دعم الجهود الإنسانية.

وفي وقتٍ سابق، أعلنت وزارة الخارجية البحرينية أن مملكة البحرين تتابع باهتمام الأحداث الجارية في أفغانستان، معربة عن أملها بأن تشارك كافة الأطراف الأفغانية في استقرار الأوضاع الداخلية، وحماية المدنيين في ظل الظروف الراهنة.

وأوضحت الوزارة في بيانها، أن مملكة البحرين، وانطلاقًا من مسؤولياتها الأخلاقية، تسهم إلى جانب شركائها الدوليين في دعم جهود الإغاثة في أفغانستان، وتسهيل عملية الإجلاء من خلال إتاحة المجال أمام الرحلات الجوية للاستفادة من موقع المملكة كنقطة مرور، وصولًا إلى الوجهات النهائية المقرر لها.

السعودية

وعلى المنوال ذاته، جددت المملكة العربية السعودية، موقفها الثابت والتاريخي الداعم لإحلال السلام والاستقرار، وبناء التضامن وتوحيد الصف في أفغانستان.

جاء ذلك خلال كلمة مندوب المملكة الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي صالح بن حمد السحيباني، في أعمال مؤتمر المنظمة المنعقد أمس الأحد، للتباحث حول مستجدات الأوضاع في أفغانستان، وذلك بناءً على دعوة المملكة بصفتها رئيسة الدورة الحالية للقمة الإسلامية، وبمشاركة أعضاء المنظمة.

ووفقًا لما ذكرته وكالة الأنباء السعودية «واس»، قال مندوب المملكة الدائم لدى منظمة التعاون الإسلامي، إن المملكة تأمل من حركة طالبان ومن كافة الأطراف الأفغانية، العمل على حفظ الأمن والاستقرار على كافة أراضي جمهورية أفغانستان، والمحافظة على الأرواح والممتلكات.

وأضاف: «المملكة تؤكد وقوفها التام بالمشاركة مع الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي إلى جانب الشعب الأفغاني الشقيق وخياراته التي يقررها بنفسه دون تدخل أي أحد».

وحثت السعودية، المجتمع الدولي على التكاتف والمسارعة في دعم الأعمال الإنسانية العاجلة في أفغانستان، ومساندة جهود التنمية والاستقرار والتأهيل بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار.

قطر

وفي سياقٍ متصل، قامت القوات الجوية الأميرية القطرية بإجلاء مواطنين أفغان وطلبة ودبلوماسيين أجانب وصحفيين من أفغانستان، فيما دعت وزارة الخارجية القطرية، إلى وقف فوري وشامل ودائم لإطلاق النار في كافة الأراضي الأفغانية.

وأكدت في بيانٍ لها منتصف أغسطس الجاري، ضرورة العمل عاجلًا على انتقال سلمي للسلطة يمهد لتسوية سياسية شاملة تستوعب كافة الأطراف الأفغانية وتحقق الأمن والاستقرار في البلاد، مشددة على ضرورة ضمان سلامة المدنيين في كافة الأراضي الأفغانية.

من جانبه، قال وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إن الدوحة تبذل قصارى جهدها مع حركة طالبان بشأن الأحداث الأخيرة المتسارعة في أفغانستان، مشيرًا إلى أنه لا يمكن التنبؤ برد فعلهم.

وأضاف «آل ثاني» خلال حديثه مع شبكة «C.N.N.» الأمريكية: «لم نشعر منهم برفض هذه الأفكار التي قدمناها لهم، لكننا لم نسمع منهم أيضًا أي قبول لهذه الأفكار».

وفيما يخص الوقت اللازم الذي يمكن استغراقه للانتهاء من عمليات الإجلاء، أوضح الوزير القطري: «نتمنى ألا يستغرق هذا الإجلاء وقتًا طويلًا ولكن أعتقد أنه سيستمر لمدة أسبوع أو أسبوعين».