رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف يتأثر الأطفال بعد العودة لدار رعاية الأيتام؟

يمنى دحروج
يمنى دحروج

تعتبر فكرة الإحتضان التي طرحها مسلسل "ليه لأ" من الأفكار الجيدة والتي تحث الكثيرين في التسامح ومراعاة الأطفال الأيتام.

جذبت يمنى دحروج، مؤسسة جروب “الاحتضان في مصر”، تعاطف الكثيرين بعدما انتشر لها فيديو تحكي قصة طفلة احتضنتها أسرة لمدة ثلاث سنوات وبعد ذلك تم إرجاعها لدور الرعاية بسبب أن الأم حامل ولا ترغب الأسرة في الاحتضان.

وعلى الفور انهالت دموع يمنى دحروج، حيث تساءلت كيف تعيش الطفلة حياتها بعدما تعودت على طبيعة حياة معينة، قائلة عبر الفيديو: “مش قادرة أتخيل إحساس البنت دي في أول ليلة ليها في الدار.. كان شعورها إيه بعد ما بقى عندها أب وأم لأول مرة واتعودت عليهم وبقت شايفة العالم كله وبعد ما داقت طعم الأمان معاهم، واتعودت تنام في مكان معين بطريقة معينة وأسلوب حياة مختلف!! البنت دي اتظلمت مرتين.. مرة وهي لسه مولودة لما أهلها الحقيقيين أتخلوا عنها، ومرة لما بدأت تكبر وتستوعب واتسابت لتاني مرة”.

وتابعت: “الاحتضان مسئولية مش تريند.. ده غير إن فيه أهالي كتير بيرجعوا أطفال عشان بيتعبوا، متخيلين؟ بيتعبوا زي أي طفل ممكن تحصله مشكلة صحية عابرة، ولا زنانين زي أي بيبي في الدنيا، كأنه عشان مش ابنهم الحقيقي عايزينه زي اللعبة البلاستيك لا بيعيط ولا بيتعب ولا بينطق خالص”.

 

الاحتضان مسؤولية مش ترند

قررت يمنى دحروج إطلاق حملة تحت عنوان "الاحتضان مسؤولية مش ترند"، وحملة أخرى "تحديات الاحتضان"، وذلك لنشر الوعي بين العائلات التي تكفل الأيتام، أو قررت اتخاذ هذه الخطوة، للتأكيد على أهميتها وعدم الاستهانة بالأطفال، وذلك بعد انتشار العديد من القصص عن إعادة الأطفال إلى دار الأيتام، أو عدم القدرة على تربيتهم، أو معاملتهم بشكل خاطئ.

 

ما هو التأثير النفسي العائد على الطفل بعد هذه الواقعة؟

 

من الطبيعي أن تتأثر حالة الطفل النفسية، فعدم الإحساس بالأمان وعدم الثقة بالنفس وبالآخرين من المشاكل النفسية التي تؤثر على الطفل، وهذا ما أكده الدكتور أحمد مصطفى، استشاري الصحة النفسية.

وأضاف مصطفى، أن نوبات الهلع وعدم التكيف مع الوضع الجديد بالدار من الأمور التي من المفترض أن تأخذ وقت، بالإضافة إلى الاكتئاب، ومن الآثار النفسية التي تؤثر على الطفل العائد من الإحتضان لدور الرعاية مرة أخرى، هو الإصابة باضطرابات الشخصية، والتي منها العصبية المفرطة، والتي قد تتسبب في الكثير من المشكلات على المدى البعيد بالنسبة للطفل.

كما أن التحصيل الدراسي بالنسبة للأطفال العائدون من الإحتضان، يتأثر بشكل كبير بسبب اختلاف الإمكانيات والظروف، فالإحساس بوجود أم وأب شعور لا يقارن بأي شئ أخر.