رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصة خطاب وحيد كتبه إحسان عبدالقدوس لجمال عبدالناصر

إحسان عبد القدوس
إحسان عبد القدوس

في مقال نشره إحسان عبد القدوس بجريدة الأهرام عام 1977 أورد فيه حكاية خطاب وحيد كتبه للرئيس جمال عبد الناصر، ونشر الكاتب الصحفي إبراهيم عبد العزيز مقال عبد القدوس في كتابه "إحسان عبد القدوس والرقص مع الشيطان"، والذي صدر عن دار “بتانة”.

يقول إحسان عبد القدوس: "سبق أن قلت أن بين أدراج مكتبي دُرجًا أعتبره دُرج الأسرار، ولكنه كان فى الواقع دُرج المهملات التى تضيع مع النسيان، وقد اكتشفت فى هذا الدرج أوراق قصة (سلك رفيع تحت الأرض)، التى نشرتها فى العام الماضي، واكتشفت أيضًا أوراقًا أخرى، اكتشفت خطابًا كتبته لجمال عبد الناصر عام 1955 ودهشت".

وتابع عبد القدوس: "إننى لا أذكر أبدًا أن كتبت خطابًا لأى رئيس جمهورية، ولعل هذا الخطاب هو الوحيد الذى كتبته ثم نسيته، بل إني لا أذكر إذا كنت قد أرسلته إلى جمال عبد الناصر فعلًا، أم أنني اكتفيت بكتابته ثم ألقيت به فى درج النسيان.. ومع قراءة الخطاب بدأت ذاكرتي الضعيفة التي تعذبني بضعفها، تستيقظ  فتتذكر ملامح تبدو باهتة من وراء عشرين عامًا مضت.. كانت الصحافة أيامها لم تؤمم بعد، وكانت الرقابة المفروضة عليها ثقيلة عنيفة، وكنت أنا صاحب (روزاليوسف)، وحتى أهرب بنفسى وبروزاليوسف من ثِقل الرقابة، كمشت صفحاتها السياسية، وفتحت صفحات أوسع للمواد الاجتماعية والأدبية.. وهو نفس السبب الذى جعلني أيامها أطالب بتأميم الصحافة، لأن الرقابة كانت قد وصلت إلى حد أن أصبحت الصحف أقرب فعلًا إلى ملكية الدولة، وكنا أيامها نتحمل كل هذا الثقل لأن الثورة كانت تخطو خطوات ناجحة قوية ، وكان عبد الناصر فى أزهى انتصاراته بعد تأميم القناة وفشل العدوان الثلاثي، حتى أصبح الكثيرون منا يعطونه الحق فى كل شيء، حتى فى فرض هذه الرقابة العنيفة.. إن النجاح يبرر كل الأخطاء".

وأوضح الكاتب الراحل: “كانت لقاءاتي الشخصية بعبدالناصر قد تباعدت كما تتباعد دائمًا مع أى رجل مسئول، لأني غالبًا لا أستطيع أن أساهم فى تغطية مطالب المسئولين، وأصبحت آراؤه الخاصة تصلني إما عن طريق الرقابة أو عن طريق أصدقاء مشتركين”.

وأضاف: “عبدالناصر رغم ما كان يبدو عليه من تفتح فكري، كان فى أحيان كثيرة يبدو متحفظًا إلى حد التزمت فى اختيار الكلمة التي تقال، حتى خارج مجال السياسة، ولذلك فعندما تعمدت إهمال السياسة والتفرغ للأدب، لم أسلم من تزمت عبد الناصر، وقد سبق أن رويت كيف اعترض على كلمة (الحب) عندما كنت أكررها فى الإذاعة قائلًا فى نهاية كل حديث (تصبحوا على خير.. تصبحوا على حب)، وعرض عليّ أن استبدلها بكلمة (محبة)، أي أقول (تصبحوا على محبة)، ولكني اعتذرت، وقلت له إني أحاول أن أفرض استعمال كلمة (حب) بمعناها الصحيح، وتوقفت أيامها عن حديث الإذاعة وإلى اليوم.. وعبدالناصر بدأ يستعمل كلمة (حب)”.

ويبدو أن عبدالناصر أيامها كان يقرأ قصص "البنات والصيف" التي كنت أنشرها فى “روز اليوسف”، فأرسل لي عدم موافقته على ما يُنشر، أو على الأقل عدم رضاه.. وفى  الوقت نفسه كنت قد فتحت فى روزاليوسف صفحات للأبحاث الدينية، وكان زميلي الدكتور مصطفى محمود فى مرحلة معينة من مراحل فكره الديني، ينشر دراسات دينية، اعترض عليها أيضًا جمال عبدالناصر.. ولعلي عندما أبلغت بهذه الاعتراضات، رأيت أن أرد عليها برسالة بدلًا من الاعتماد على نقل الكلام عن طريق الأصدقاء، وهى الرسالة التى لا أدرى ولا أذكر إذا كنت قد أرسلتها إلى عبد الناصر فعلًا أم احتفظت بها فى درج النسيان، وقد رأيت أن أنشر اليوم هذه الرسالة، لا لأساهم بها فى موجة الذكريات والمذكرات، فليس لي مذكرات لم تنشر، كل مذكراتي أنشرها، وما أعجز عن نشره فى مقال أنشره فى قصة وألبسه لشخصية أخرى من خيالي.. وإنما أنشر هذه الرسالة لأنها تعبر عن نقاش يدور بيننا حتى اليوم، وعن مواضيع لم نجد لها بعد عشرين عامًا حلًا ولا أمانًا، وإنما ازددنا ضياعًا وغرقنا فيها حتى أطراف أنوفنا.. وهذه هى الرسالة كما كتبتها منذ عشرين عامًا..

 

السيد الرئيس جمال عبدالناصر

عزيزي السيد الرئيس

تحية حب وشوق..

أبلغني صديقي "الأستاذ هيكل" رأي سيادتكم في مجموعة القصص التي نشرتها أخيرًا بعنوان "البنات والصيف"، وقد سبق أن أبلغني نفس الرأي السيد حسن صبري مدير الرقابة، واتفقت معه على تعديل الاتجاه الذي تسير فيه قصصي.

ورغم ذلك فإني أريد أن أشرح لسيادتكم الدافع والهدف اللذين يدفعانِ إلى كتابة قصصي، لا دفاعًا عن نفسي، بل فقط لأكون قد أبلغتكم رأيي.

أنا لا أكتب هذه القصص بدافع الربح المادي، فإني ما زلت أقل كتاب القصص ربحًا، ولا أكتبها بدافع الرغبة في رفع توزيع المجلة، فقد كنت أكتب هذه القصص في الوقت الذي لم تكن المجلة في حاجة إلى رفع توزيعها، وقبل الثورة، عندما كنت أكتب في قضية الأسلحة الفاسدة، وأثير حملاتي على النظام القائم، وكان عدد "روزاليوسف" الواحد يباع بعشرين قرشًا.. في نفس الوقت كنت أكتب قصة "النظارة السوداء" وأنشرها مسلسلة، وهي قصة تصور مجتمع المتمصرين تصويرًا صريحًا جريئًا.

وإذا كان رفع توزيع المجلة يعتمد على نشر القصص المسلسلة، فإن القصص الاجتماعية الصريحة ليست وحدها التي ترفع التوزيع، وقد سبق أن نشرت في "روزاليوسف" قصة "في بيتنا رجل" وهي قصة وطنية خالصة  ليس فيها مشكلة حب ولا مشكلة جنس، ورغم ذلك فقد رفعت هذه القصة من توزيع المجلة، أكثر مما رفعته قصة  "لا أنام" مثلًا التي تدور حول مشكلة عاطفية، وذلك كما هو ثابت في كشوف توزيع المجلة.

فأنا لا أتعمد اختيار نوع معين من القصص، أو اتجاه معين، ولكن تفكيري في القصة يبدأ دائما بالتفكير في عيوب المجتمع، وفي العقد النفسية التي يعانيها الناس، وعندما أنتهي من دراسة زوايا المجتمع أسجل دراستي في قصة، وكل القصص التي كتبتها كانت دراسة صادقة جريئة لعيوب مجتمعنا، وهي عيوب قد يجهلها البعض، ولكن الكثيرين يعرفونها.. وهي عيوب تحتاج لجرأة الكاتب حتى يتحمل مسئولية مواجهة الناس بها.. ومنذ سنين عديدة، وجدت في نفسي الجرأة لتحمل هذه المسئولية.

والهدف من إبراز هذه العيوب هو أن يحس الناس بأن أخطاءهم ليست أخطاء فردية، بل هي أخطاء مجتمع كامل.. أخطاء لها أسبابها وظروفها في داخل المجتمع.. ونشر هذه العيوب سيجعلهم يسخطون، وسيؤدي بهم السخط إلى الإقتناع  بضرورة التعاون على وضع تقاليد جديدة لمجتمعنا، تتسع للتطور الكبير الذي نجتازه، وتحمي أبناءنا وبناتنا من الأخطاء التي يتعرضون  لها نتيجة هذا التطور.. وهذا هو الهدف الذي حققته قصصي.. لقد بدأ الناس يسخطون، ولكنهم بدل أن يسخطوا على أنفسهم، وبدل أن يسخطوا على المجتمع، سخطوا على الكاتب.. أي سخطوا عليّ أنا.. ولكني كنت مؤمنًا بأن مع استمراري وتصميمي سينقلب السخط عليّ إلى سخط على عيوب المجتمع، ومن  ثم يبدأ الناس في التعاون على إصلاح ما بأنفسهم.

وأن  ما أراه يا سيدي في مجتمعنا لشيء مخيف.. إن الانحلال، والأخطاء، والحيرة والضحايا.. كل ذلك لم يعد مقصورًا على طبقة واحدة من طبقات المجتمع بل امتد إلى كل الطبقات.. وحتى الطبقة الثورية بدأ الجيل الجديد منها ينجذب إلى مجتمع الخطايا.. وأصبحت البيوت المستقرة التي تقوم على الخُلق القويم والتقاليد القويمة، بيوتًا لا تمثل مجتمعنا، بل تمثل حالات فردية متناثرة هنا وهناك.

وقد أبلغني صديقي هيكل أن سيادتكم قد فوجئت عندما قرأت في إحدي قصص "البنات والصيف" ما يمكن أن يحدث داخل الكبائن على شواطئ الإسكندرية.. والذي سجلته في قصصي يا سيدي الرئيس يحدث فعلًا.. ويحدث أكثر منه.. وبوليس الآداب لن يستطيع أن يمنع وقوعه، والقانون لن يحول دون وقوعه، إنها  ليست حالات فردية – كما قلت – إنه مجتمع.. مجتمع منحل.. ولن يصلح هذا المجتمع إلا دعوة.. إلا انبثاق فكرة، تنبثق من سخط الناس، كما انبثقت ثورة 23 يوليو.. لهذا أكتب قصصي.

وفي جميع فترات التاريخ كان هذا هو دور كاتب القصة.. وقد كان الكاتب الفرنسي "بلزاك" يكتب قصصًا أشد صراحة من قصصي.. قصصا تدور في مخادع البنات الداخلية في المدارس، وفي أقبية الرهبان والراهبات في الأديرة، وفي القصور والأكواخ.. وثار الناس على بلزاك  في عصره، ولكنه اليوم يعتبر مصلحًا اجتماعيًا، وقصصه تترجم بالكامل في الاتحاد السوفييتي، حيث يعتبر هناك أحد المعاول التي هدمت الطبقات الاجتماعية المنحلة.. وغيره كثيرون من كتاب القصة، مهدوا بقصصهم للإصلاح الاجتماعي.. وبين كتاب العصر الحديث أيضا تقوم قوة الكاتب على قدرته على إبراز العيوب الاجتماعية دون أن يطالب بوضع العلاج لها.. إن مهمته تقتصر على "التشخيص"، أي على إبراز المرض ونتائجه..  البرتو مورافيا في إيطاليا وجان بول سارتر في فرنسا وهيمنجواي وفولكنر في أمريكا.. وغيرهم عشرات كلهم يكتبون قصصًا أكثر صراحة وبشاعة من قصصي.. ورغم هذا فهم يرشحون لجائزة نوبل.

وحاول كثيرون من الكتاب في مصر أن يحملوا هذه المسئولية.. “المازني” في قصة "ثلاثة رجال وامرأة" وتوفيق الحكيم في قصته "الرباط المقدس".. وغيرهم، ولكن ثورة الناس عليهم جعلتهم يتراجعون.. وظهرت الطبقة التي تليهم من كتاب القصص، فتعرضوا لتصوير عيوب المجتمع وأخطائه، وعقده الجنسية، ولكنهم صوروها بعيدا عن الجو الواقعي فلم  يتأثر الناس بها، أو صوروها داخل الطبقة التي لا تقرأ.. الطبقة الفقيرة.. فلم تحس بها الطبقة القارئة ، لأن كل طبقة تعتبر الطبقة الأخرى عالما وحده.. عالمًا بعيدًا لا يهمها ما يجري فيه.

وكل ما فعلته أنا بعد ذلك، هو أني تحملت المسئولية بما فيها مسئولية سخط الناس عليّ، واعتقدت – سواء خطأ أم صوابا – أن قصصي تؤدي دوراً في التمهيد لإصلاح المجتمع بتجسيم عيوبه.. لعل سيادتكم تذكر أني قد حدثتكم كثيرًا عن الدور الكبير الذي يمكن أن يؤديه الأدب القصصي، وساهمت تحت رعايتكم بمجهود كبير في تنشيط الحياة الأدبية في مصر، سواء بتجميع الأدباء والكتاب في الهيئات الأدبية المختلفة أو برفع مستوى كاتب القصة المادي والأدبي.. ولم يكن لي أي كسب شخصي من وراء هذه الجهود ، ولم أحقق فعلًا كسبًا أدبيًا ولا كسبًا ماديًا، بل إن دار روزاليوسف خسرت ثلاثة آلاف جنيه في مشروع "الكتاب الذهبي"، نتيجة نشر قصص الناشئين، لم يكن لي أي غرض إلا الجري وراء إيماني.

يبقى بعد هذا ما حدثني به الزميل هيكل، عن دعوة الإلحاد في صحف دار روزاليوسف، والمقالات التي ينشرها مصطفى محمود.. وقد أوقفت نشر مقالات مصطفى محمود الخاصة ببحث فلسفة الدين، ولكني أحب أن أرفع إلى سيادتكم رأيي في هذا الموضوع، حتى أكون قد صارحتكم بكل شيء.

إني مؤمن بالله يا  سيدي الرئيس.. لست ملحدًا.. ولعلك لا تعرف أني أصلي.. ولا أصلي تظاهرًا أو نفاقًا، فإن جميع مظاهر حياتي لا تدل على أني أصلي.. ولكني أصلي لأني أشعر بارتياح نفسي عندما أصلي.

ورغم ذلك فإني أعتقد أن ديننا قد طغت عليه كثير من الخزعبلات والأتربة،  والتفسيرات السخيفة، التي يقصد بها بعض رجال الدين إبقاء الناس في ظلام عقلي حتى يسهل عليهم – أي على رجال الدين – استغلال الناس والسيطرة  عليهم.. في حين أنه لو تطهر الدين من هذه الخزعبلات، ونفضنا عنه هذه الأتربة، لصح ديننا، وصحت عقولنا ونفوسنا، وسهل على قيادتكم أن تسير بالشعب في الطريق الذي رسمته له.

ومن أجل هذا، بدأت منذ زمن طويل أنشر في روزاليوسف مقالات تبحث في الدين.. ولم أكن أنا أشترك بقلمي في هذه المقالات لأني لست رجل دين، ولكني دعوت إليها فريقا من رجال الدين المتحررين، ومن الكتاب الذين أعتقد أنهم درسوا وقرأوا إلى الحد الذي يتيح لهم الكتابة في الدين.. وقد سبق – مثلا – أن نشر الدكتور محمد خلف الله مقالا في روزاليوسف يؤكد فيه أن القرآن لا يمنع زواج المسلمة من الكتابي.. أو من المسيحي.. وهي دعوة جريئة، ولكن الدكتور خلف الله أستاذ في الدين ودراسته وعلمه تخول له أن يحمل مسئولية مثل هذه الدعوة و.. و.. وهكذا كنت أعطي الفرصة لكثير من الكتاب ليبحثوا في أمر الدين معتقدا أن فتح هذا الباب سيؤدي حتما إلى رفع مستوى الإيمان الديني.. وقد وقع كثير من الأخطاء نتيجة فتح الباب لمقالات مصطفى محمود مثلا.. ولكن لاشك أننا خرجنا بجانب هذه الأخطاء بمقالات قيمة كان لها أثر كبير في التفكير الديني.. وكان آخر ما حاولته هو أني حاولت تصفية الأحاديث النبوية، ودثر الأحاديث التي لا يمكن أن تنسب إلى نبينا كحديث "خير اللحم ما جاور العظم" أو "الذبابة على أحد جناحيها داء وعلى الآخر دواء" و.. و.. و.. إلخ..  وهي للأسف أحاديث معترف بها وتنشر في المجلة التي تصدرها وزارة الأوقاف. فدعوت أحد علماء الأزهر، وكتب مقالًا عن الأحاديث النبوية، حذفته الرقابة.

وهذا هو الهدف والدافع اللذان يدفعانِ إلى التعرض للمواضيع الدينية، لا لأني ملحد، بل لأني مؤمن، ولأني أعتز بإيماني من أن يكون إيمانا لا يقره عقلي.

وبعد يا سيدي الرئيس

إن كل ما قصدته بخطابي هذا هو أن أظل محتفظًا بثقتك في.. وأنا محتاج إليك كسند وأخ.. وقد عشت حياتي كلها أشعر بالوحدة بين الناس، وأكافح وحدي ضد دسائس الناس وظلمهم لي، دون آخذ من كفاحي شيئاً إلا استمراري في الكفاح.

المخلص

 إحسان عبدالقدوس

هذه هي الرسالة التي كتبتها عام 55 لجمال عبدالناصر وبين كلماتها ما يعبر عن مدى ثقتنا فيه وحبنا له في هذه الفترة.. فترة الخمسينات التي وصفها الرئيس السادات بأنها كانت فترة الانتصارات، وقبل أن تبدأ فترة الستينات والتي وصفها السادات بأنها فترة الهزائم، والتي أخذت منا كثيرًا من الحب الذي يجمعنا بعبدالناصر.

وما قلته أيامها في هذه الرسالة هو نفس ما أقوله ويقوله معي الكثيرون إلى اليوم.. حدود أدب القصة وحدود الفكر الديني.. فإننا ما زلنا في نفس الحدود لم نتقدم  خطوة واحدة طوال عشرين عامًا مضت.