رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صحفية و3 مسلحين من طالبان.. أول تعليق من صاحبة «الصورة الأيقونة» (خاص)

فتاة من أفغانستان
فتاة من أفغانستان أمام ثلاث مسلحين

أثارت عودة حركة طالبان للسيطرة على مقاليد الحكم قلقا واسعا في أفغانستان، خاصة مصير النساء، على خلفية تعرض صور دائية نسائية على واجهات المحلات في العاصمة كابول للتشويه أو الحجب، في علامة على التغير السريع الذي يشهده وجه العاصمة الأفغانية في الأيام الأولى التي تلت تولي طالبان زمام الأمور فيها.

وقبل أيام، تداولت وسائل إعلام صورا للنساء في شوارع أفغانسان بزي غريب، نال قدرا كبيرا من سخرية رواد مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن الصورة الأكثر لفتا للانتباه كانت لسيدة تقف أمام ثلاث رجال من طالبان، وتتحدث معهم مرتدية حجاب.

 
سكنية أميري تروي تفاصيل الصورة المرعبة

«سكنية أميري»، مراسلة موقع «إطلالات روز»، هي السيدة التي ظهرت بالصورة، والتي كانت تقوم بإجراء حوار في نفس اليوم مع بعض من مسلحي طالبان. 

حاولت «الدستور» التواصل مع «أميري» عبر بريد تويتر، وردت الصحفية قائلة: «أنا لا استطيع التحدث كثيرا عن الأمر لاعتبارات وظيفية، ولأنني في المكان الذي أتواجد فيه الآن، الأمن هو أهم شيء لي حاليا، أنا اعاني من وقت انتشار هذه الصورة، وعندما أجد مكانا آمنا سأتحدث". 

وكتبت «أميري» عبر حسابها على موقع تويتر: "قالوا لي أن ملابسي ليست إسلامية، وتحدثنا عن الحجاب الإسلامي وسبب كون البرقع والشادور إسلاميين".

وكتبت الصحفية أيضا: «السلام الذي ينتهك الحريات الفردية ولا يأخذ في الاعتبار الحقوق الأساسية للأفراد ليس سلامًا بل طغيانًا، لقد اعتنق المجتمع البشري الاستبداد، و بدأت الإمارة الإسلامية التضامن مع الجيش، كما أنهم يستخدمون التهديد والقوة». 

وتابعت في تغريدة أخرى: «المصالح القومية وحماية المقدسات هي الحدود الوحيدة لحرية التعبير، الإمارة الإسلامية تنتهك حرية الإعلام في أفغانستان، اليوم لم تسمح لمجموعة الصحفيين الخمسة بدخول Wolesi Jirga، هذه هي القيود الأولى، أقوال وأفعال جماعة طالبان مختلفة».

 

 مطاردات مستمر.. طالبان تحول حياة الصحفيين لحجيم

وعاودت حديثها مرة أخرى بـ «الدستور» عبر رسالة على «تويتر» قالت فيها:«اعتذر لانني لم استطع ان اتحدث إليكي حتى أبحث عن مكان آمن»، وتابعت:«حرصنا على إظهار المعلومات على حساب حياتنا وعلى حساب القمع الذي تعرضنا له خلال النظام السابق، ولكن مع سيطرة طالبان على أفغانستان، هناك ركود في العمل الإعلامي وتدفق المعلومات تقريبًا، حيث تم فصل عدد كبير من الصحفيات بأمر صريح من قيادات طالبان، وخاصة الصحفيات اللواتي تم منعهن من التوجه إلى وسائل الإعلام ، والآن لا يوجد في الإعلام الأفغاني صحفيات، وللأسف استجابت بعض وسائل الاعلام".

 وواصلت:«منذ سيطرة طالبان هناك تقييد للوصول إلى المعلومات بشكل كامل، وللأسف تعرض الصحفيون للضرب أثناء تأديتهم لواجبهم ومصادرة معداتهم.  تعرض أكثر من عشرة صحفيين في الأسبوعين الماضيين للضرب على أيدي مقاتلي طالبان، و توقف الصحفيون المستقلون عن أنشطتهم ولا يستطيع أي صحفي في أفغانستان الآن الكتابة بحرية.  حتى وسائل الإعلام الأجنبية التي كان لها مكتب دائم في أفغانستان توقفت عن العمل اليوم وتولى نظرائها الأجانب خارج أفغانستان مهمة تغطية أفغانستان.

وكشفت سكينة أميرى فى رسالتها، أن حركة طالبان بدأت تكثيف جهودها لملاحقة الصحفيين المستقلين، وحولت حياتهم إلى جحيم، حيث لجأ العديد منهم للاختباء فى مناطق مجهولة لحماية أنفسهم.

واختتمت الصحفية الأفعانية حديثها بإنها تشعر بالحزن العميق لما وصل له حال حرية التعبير فى بلادها، وافتقاد المجتمع لمهنة الإعلام، فى ظل نهج طالبان العدائي تجاه المراسلين على مدار العقدين الماضيين،مشددة على ضرورة اتخاذ المنظمات الدولة إجراءات جادية وصارمة لحماية حياة الصحفيين وعائلاتهم، وحمايتهم من ممارسات طالبان التى تسغى لتصقية حساباتها مع المراسلين بمجرد انسحاب القوات الدولية.

«فترة حكم طالبان»

 وخلال حكمها في الفترة 1996-2001، حرمت حركة طالبان الفتيات من الذهاب إلى المدرسة والنساء من مخالطة الرجال، وجرى في هذه الفترة رجم المتهمات بالزنا بالحجارة حتى الموت.

ولتطبيق الشريعة الإسلامية وفق تفسيرهم المتشدد لها، شكلت طالبان شرطة دينية للقضاء على ما يعتبرونه «رذائل».

ومنذ أن استولت طالبان على العاصمة كابل يوم الأحد، وهي تحاول الظهور بصورة أكثر تسامحًا. لكن منظمة العفو الدولية تقول إن وقائع القتل تعدّ «مؤشرا مخيفا» لنظام حكم الحركة المتشددة.

Untitled-8
Untitled-8