رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باعثة السعادة.. «نور» تصنع «يونيفورم» موحد لإسعاد أطفال مستشفى 57357

إسراء النمر واليونيفورم
إسراء النمر واليونيفورم

فكرة بسيطة لكنَّها مُبدعة طبّقتها «نور النمر» 22 عامًا، لإدخال السرور والفرح على أطفال مرضى السرطان بمستشفى 57357، حيث صمّمت ديزاين جديد لليونيفورم الخاص  بالممرضين مرسوم عليه أشكال إجابية ومُضحكة، ومكتوب عليه عبارات تحفيزية ومُلهمة يُحبّها الأطفال دائمًا.

«إسراء» هي طالبة في كلية اقتصاد وعلوم سياسية وبعيدًا عن دراستها؛ فهي تعشق الرسم ومُبهرة في الديزاين، لديها القُدرة على تصميم أشكال مُختلفة وعمل صورة غير تقليدية، فمنذُ سنوات وهي تُبدع في مجالها بجانب دراستها بالكلية.

وذات يوم سمعت «إسراء» أنَّ مُستشفى 57357 تُريد عمل يونيفورم جديد خاص بالممرضين، بطريقة مُختلفة تتناسب مع الطاقم الطبي والأطفال أولاً، الأمر الذي دفعها في محاولة منها لتصميم هذا الزيّ المطلوب.

ذهبت الفتاة إلى مُستشفى 57357، لعلاج السرطان، ثُمَّ تحدّثت مع عدد من الأطفال، لمعرفة أبرز  وأفضل العبارات التي يفضلون سماعها،  وكتبت بعضها على ورقة بيضاء وكانت الكلمات الأكثر شيوعًا والأقرب لديهم هي: «إحنا معاك، بكره أحلى، كل يوم جديد، إضحك، بنحبك، إنت سوبر مان، إنتي أميرة، اتحدى أي صعب»، وغيرها من العبارات التي تُعبّر عن الانتماء والاحتواء بجانب مرضى السرطان، خاصة الأطفال.

هنا البداية

تركت المشفى وذهبت إلى بيتها، وأغلقت على نفسها باب غُرفتها، ثُمَّ سألت نفسها سؤالاً: «هو مين أكثر حد بيتعامل مع الطفل»؟، واعتبرت أنَّ الممرضات أكثرن تعملاً مع الأطفال، لذا من هنا بدأت فكرتها في التحضير والإبداع، صمّمت يونيفورم جديد للممرضات عليه كل العبارات الإجابية التي يعشقها ويُحبّها الأطفال.

لم تكتفِ الطالبة صاحبة الـ22 عامًا بتدوين العبارات التي فضّلها الأطفال فقط، بل وقّعت سطور أخرى من الحب والإطمئنان، رأتها في  عيونهم التي كانت صامتة طوال الوقت، لكنَّها تتكلم عن مُهل، وأثناء نظرتها الخاصّة لهم.

من ضمن نظرات «إسراء» للأطفال، كان يوجد طفل يعشق الرسم، ولكن معظم رسوماته تُعبّر عن البكاء؛ فكان يرسم وجهًا حزينًا باكيا "وش زعلان"، لتأخذ  الفتاة هذا الوجه التعيس وتحوّله إلى وجه مُبهج رسمته على اليونيفورم.

اعتماد اليونيفورم فورًا

انتهت من تصيم الديزاين، وعرضته على إدارة المستشفي، والذين لم يترددوا لحظة في قبوله، حيثُ اعتمدوا اليونيفورم فورًا، وأصبح طقم التمريض بأكمله يرتديه ويقابل به الأطفال كل يوم.

ويقول البعض ممن رأى طاقم التمريض وهم يرتدون اليونيفورم، التي قامت «إسراء» بتصميمه، إنَّه مصنوع من صورة فنيّة رائعة، وتأثيره النفسي والإجابي أصبح يُسيطر على الأطفال وأهاليهم.