رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحثة بالمركز المصرى لـ «الدستور»: طالبان لم تتغير كثيرًا عن فترة التسعينات

طالبان
طالبان

في الساعات الأخيرة ظهرت مخاوف من أطراف متعددة من أن طالبان يمكن أن تكون لم تتغير كثيرًا عن حقبة التسعينيات، فبعد وعود من الحركة حول أنها لم تأت لتنتقم بدأت بالأمس عمليات تمشيط مكثفة للمنازل للعثور على العناصر التي تعاونت مع حلف شمال الأطلسي الناتو حيث قام أعضاء الحركة بتهديد الأسر الأفغانية وحثهم على عدم التستر على أفراد عائلاتهم الذي تعاونوا مع الناتو.

وقالت الباحثة نرمين سعيد كامل بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن حركة طالبان تستهدف على وجه التحديد المتعاونين الذين وردت أسماؤهم في وثيقة سرية أصدرها المركز النرويجي للتحليلات العالمية، الذي يوفر معلومات استخبارية للأمم المتحدة.

وأشارت كامل في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن وكالات الأنباء تداولت صور لواجهات المحال التجارية في العاصمة كابل وقد تم تظليل صور النساء فيها في انعكاس على أن المرأة الأفغانية قد تعاني من نفس حالة القمع التي عانت منها في السابق في ظل حكم طالبان، لافتة إلى أن تقرير لمنظمة العفو الدولية كشف أن الحركة قطعت خدمة الهاتف المحمول في العديد من المناطق التي استولت عليها مؤخرا.

وأوضحت أن التقرير الحقوقي قال إن طالبان مارست تعتيما على الوضع في عدد من المناطق، وعلى فظاعات ارتكبت، وتحكمت بالصور ومقاطع الفيديو التي تمت مشاركتها من تلك المناطق، مما يؤكد أن الحركة لم ولن تتغير كثيرا في نهجها السابق المبني على التطرف.

وحول الفترة المقبلة عقب عمليات الإجلاء، قالت كامل "تتواصل عمليات إجلاء دبلوماسيين وأجانب وأفغان في ظل ظروف صعبة في كابول التي سيطرت عليها حركة طالبان، حيث أقيم جسر جوي هائل منذ الأحد تشارك فيه طائرات من جميع أنحاء العالم في مطار أحكمت طالبان سيطرتها على محيطه.

وتابعت: "يأتي ذلك في الوقت الذي اعترف الرئيس الأمريكي جو بايدن  بوجود "صعوبات" في عمليات الإجلاء في أفغانستان، ولم يستبعد تأخير سحب قواته لما بعد الموعد النهائي المقرر في 31 أغسطس، إذا ما تطلبته جهود إجلاء جميع الأمريكيين من هذا البلد". 

وحول تشكيل الحكومة  قالت كامل إن المفاوضات مستمرة بين حركة طالبان ومسؤولين سابقين في الحكومة حيث قال وحيد الله الهاشمي أحد القيادات في طالبان أن مسؤولون في الحركة التقوا بالرئيس الأفغاني السابق حامد كرزاي بحضور رئيس المجلس الأعلى لمجلس المصالحة الأفغانية.

وفي هذا الإطار قال الملا عبد الغني برادر إن طالبان قد يحكمها مجلس حاكم يحظى فيه زعيم الحركة هبة الله أخوند زادة بمنصب ارفع من رئيس المجلس حيث قد يكون رئيس البلاد، فيما يتولى بعض أعضاء النظام السابق مناصب حكومية وأضاف الهاشمي " لن يكون هناك نظام ديمقراطي وانما حكمن يستند إلى الشريعة".

وحول الأوضاع خارج مطار كابل، قالت كامل ظلت الأوضاع فوضوية حيث تمنع حركة طالبان الأفغان الذين يحاولون الفرار، في الوقت الذي قال مسؤولون أمريكيون إن طالبان تسيطر الآن على آلاف المركبات المدرعة أمريكية الصنع وما يتراوح بين 30 و40 طائرة وعدد كبير من الأسلحة الصغيرة.

وأضافت: "بعد الفوضى التي اجتاحت البلاد بدا أن لسقوط كابل تداعيات على علاقة الولايات المتحدة بقوى غربية وعلى رأسها بريطانيا حيث أشار مسؤولون بريطانيون إلى أن الطريقة التي تعامل بها الرئيس الأمريكي بايدن مع الانسحاب من أفغانستان ستؤدي إلى تدهور العلاقات بين واشنطن ولندن". 

وحول المخاوف الغربية من أن طالبان قد تكون غير مؤهلة لإدارة المشهد الأمني داخل أفغانستان وتحديدًا فيما يتعلق بالسيطرة على عناصر القاعدة وعناصر داعش الموجودون في ولاية خراسان، قالت كامل إن الأسوأ من ذلك أن طالبان لن تستطيع التحكم في العناصر الذين قد ينشقوا عن الحركة ويعلنوا ولاءهم لداعش في خراسان وهو ما يضع الغرب أمام مشهد امني جديد في أفغانستان لأنه سيكون المستهدف الأول من العمليات الإرهابية التي ستنطلق من خراسان.

وأشارت كامل إلى أن تنظيم داعش "ولاية خراسان"، لايزال نشط بعد 6 سنوات من تأسيسه في يناير عام 2015، بعدما حصل على دعم من داعش في العراق وسوريا، وتمكن منذ يناير 2017 من شن حوالي 100 هجوم على المدنيين في أفغانستان وباكستان، بجانب حوالي 250 اشتباك مع القوات الأمريكية والأفغانية والباكستانية.