رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في اليوم العالمي للتصوير.. قصة يحيى شالكا أقدم مصور سوداني

يحيى شالكا
يحيى شالكا

لم يكن سوى فتى في السادسة عشرة من عمره لا يدري الكثير عن عالم التصوير، إلا أن القدر اختار له معلمًا ربما استشعر فيه لمحات من فنان مستقبلي، فأهداه كاميرا صغيرة ليوثق بها احتفالًا بالمدرسة، وكان هذا اليوم إيذانًا بميلاد أقدم مصور فوتغرافي في السودان.

شالكا أو يحي إبراهيم الذي يحتفل بيوم التصوير الفوتوغرافي- الذي يوافق اليوم الخميس- وهو على مشارف إتمام عامه الأربعين في عالم التصوير، والذي يصف الصورة بأنها المرآة التي يرى فيها الماضي والمستقبل، ويبحث بين ألوانها عن لحظات الماضي التي وثقها بيديه.

التصقت الكاميرا بجسد إبراهيم منذ أن كان عمره ستة عشر وحتى الآن بعدما بلغ عقده السادس من العمر، يرفض الاستغناء عن رفيقة الدرب بل ويعتبرها بمثابة أحد أبنائه، فظلت لأعوام كثيرة معلقة بجسده، وتنتظر إشارة من إحدى أصابعه حتى تلتقط صورًا تذكارية أو توثيقية للأحداث في السودان على مر التاريخ.

11951462_796000017179187_7186035777024049300_o
قصة يحيى شالكا أقدم مصور سوداني

يقول شالكا للدستور إنه كان حديث العهد بالتصوير عندما التقط صورة لرئيس السودان آنذاك إبراهيم عبود، وعندما وصلت الصورة إلى وزارة الإعلام السودانية أعجبت بها وقدمت له منحة لدراسة التصوير الفوتوغرافي.

وكانت هذه المنحة بداية الاحتراف والسبب في تسميته بـ شالكا: "عندما ذهبت إلى ألمانيا لدراسة التصوير كنت أسكن بجوار النادي الألماني الشهير شالكا، وظل أصدقائي ينادوني بهذا الاسم حتى صار جزءًا مني، وتحول مع الأيام إلى اسم الشهرة".

10688133_639828846129639_7746052482919419035_o
قصة يحيى شالكا أقدم مصور سوداني

خاض شالكا غمار العديد من مجالات التصوير الفوتغرافي منها الإخبارية والوثائقية، والتراثية، والرياضية، وكان لصوره التراثية عن السودان حضورًا جيدًا في الصحف المحلية والعالمية، ولهذا تلقى عليها تكريمًا في العاصمة اليمنية صنعاء.

أما كلمة السر في شهرته وتميزه فهو اللوحات التي يرسمها بكاميرته للأطفال في مواقف مختلفة، فهو يحب تصوير الإنسان في جميع مراحله ولكن صور الأطفال تجعل صوره أكثر براءة وقريبة من القلب، ويشير إلى أن أفضل الصور إلى قلبه هي تلك التي التقطها لطفل بلا مأوى داخل منزل مهجور وهو يقرأ في إحدى الكتب، فرغم معاناته لم ينسى هوايته المفضلة.

ويتذكر شالكا أصعب المواقف التي مر بها خلال مسيرته الطويلة عندما استدعته إحدى الصحف لتصوير حريق هائل بالسودان ولكن صعوبة المشاهد جعلته يكتفي ببضع صور تساهم في تعرف أهل الضحايا على جثامين ذويهم.

10499516_595873887191802_8716814665665894617_o
قصة يحيى شالكا أقدم مصور سوداني