رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشيخ شلتوت يكشف طرق التخلص من التفكير في شئون الدنيا أثناء الصلاة

الشيخ شلتوت
الشيخ شلتوت

قال الشيخ محمود شلتوت، شيخ الأزهر الأسبق، طلب الله من المؤمنين الصلاة، وحث فيها على الخشوع وكمال التوجه إليه سبحانه وتعالى: "حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين"، وفسر الصلاة الوسطى بالصلاة الفضلى، وهى ذات الخشوع والتوجه الكامل إليه سبحانه، وربط بالصلاة الخاشعة فلاح المؤمنين، "قد أفلح المؤمنين، الذين هم في صلاتهم خاشعون".
وأضاف شلتوت في رده على سؤال ورد إليه يقول: كثيرًا ما يتعرض المصلى لوساوس وأفكار في شئون الصلاة تتعلق بالحياة. ما حيلة المصلى تجاه ذلك؟ إن الصلاة لا تثمر ثمرتها من النهى عن الفحشاء والمنكر، واقتلاع بذور الشرمن النفس إلا إذا كانت ذات خشوع وتوجه كامل.
وتابع: لكن الله وهو العليم بطبائع ما خلق، علم عسر الخشوع القلبي على الإنسان، وعلم أن شرود الفكر عنده غالب عليه، فاجتزأ منه في صحة الصلاة، وخروجه عن عهدتها، أن يؤديها تامة الشروط والأركان، وأن يتجه إليه بالتكبير قاصدًا وجهه، مستشعرًا عظمته، ثم رغب إليه أن يحارب ما يغلب عليه من الشواغل القلبية والخطوات النفسية التي تحول بينه وبين الشعور بلذة الصلاة الروحية، وأعلمه على لسان رسوله بأن اشتغال الفكر أثناء الصلاة بغير جلال الله من وسوسة الشيطان وزعزعة النفس، وعدم الصبر في مكافحة هذه الخطرات.
وأوضح أنه قد صور الرسول هذا المعنى أبلغ تصوير ليس في الصلاة فقط، بل في تلبية ندائها والإسراع إليها، وذلك فيما روى عن أبي هريرة رضى الله عنه أن النبي قال:" إذا نودى بالصلاة أدبر الشيطان وله حصاص" كناية عن النفرة التي تصم الآذان" حتى لا يسمع الأذان، فإذا قضى الأذان، فإذا ثوب بالصلاة " أقيمت" أدبر، فإذا قضى التثويب أقبل حتى يخطر بين المرء ونفسه.
وأشار إلى أن الحديث أرشدنا إلى حديث النفس في الصلاة بما يصرف القلب من الموقف من عمل الشيطان، ومن البين أن عمل الشيطان مما يجب على المسلم مكافحته في صلاته وفي حياته، وأرشدنا رحمة بنا، نظرًا لعسرة الموقف إلى صحة الصلاة التي استوعب التفكير جزءًا منها، فعلى المسلم إذن أن يذكر إذا وقف بين يدى الله وكبر للصلاة أن الشيطان في زعزعة نفسه واقف له بالمرصاد فليعتصم بذكر الله، وليتدبر ما يجريه على لسانه من تكبير إذا قام أو ركع، وتسبيح وحمد إذا رفع أو سجد، وقراءة إذا اقرأ.
وأكد أنه علي المسلم أن يروض نفسه على ذلك المرة بعد الأخرى حتى يصير شأنه وحتى يسد على نفسه مسالك تلك الوسوسة التي تسلبه روح الصلاة وتجعلها صورة جافة لا تصعد بالنفس ولا تزكى الروح.