رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير في الشئون الإفريقية: النظام الإثيوبي يواجه مأزقا سياسيًا وعسكرياً

إقليم تيجراي
إقليم تيجراي

قال باتريك فيراس، رئيس جمعية الاستراتيجيات الإفريقية والأستاذ في الجغرافيا السياسية، إن الحكومة في أديس أبابا تواجه مأزقا سياسيا وعسكريًا مع امتداد الصراع وحالة انعدام الأمن، مشيرًا إلى أن الجيش الإثيوبي فقد السيطرة إلى حد كبير على زمام المعركة في مواجهة قوات تحرير تيجراي والقوات العسكرية المتحالفة معها.

واستنكر فيراس، في حوار مع قناة تي في5 موند الفرنسية، بيان الحكومة الإثيوبية الذي أصدرته الثلاثاء الماضي، ودعت فيه جميع المواطنين القادرين للانضمام إلى القوات المسلحة.

وأوضح إن الصراع الذي دخل شهره التاسع بين القوات الفيدرالية وقوات تحرير تيجراي امتد ليشمل مقاطعتين أخريين خارج حدود تيجراي أقصى شمال البلاد، مضيفًا “مع تقدم الصراع ، ندرك أن المنطقة بأكملها حول تيجراي تشارك في الحرب، هناك قوات من أمهرة، وعفار وغيرهم على الخطوط الأمامية إلى جانب الجيش الفيدرالي”.

وأشار إلى أن هذا التمدد في الصراع لا يرغب فيه التيجرايون رغم توغلهم وسيطرتهم على مناطق كبيرة في النزاع، قائلا " إن هذا الصراع لا يمتد إلى الحد الذي يرغب فيه قوات تيجراي، إنهم ببساطة يريدون فقط حماية أنفسهم وإنشاء منطقة عازلة لهم: سواء في منطقة عفار أو في مناطق أخري. يريد التيجرايون فقط استعادة أراضيهم التي سرقتها منهم الميليشيات المتحالفة مع الحكومة".

وتابع: “ أنشأ التيجرايون هذا النوع من المنطقة العازلة من خلال السير في الطرق الرئيسية، هذا الهجوم يهدد العاصمة أديس أبابا، وفي الوقت الحالي، يقومون بإنشاء منطقة حماية، إنهم لا يريدون تجمعا للقوات الإثيوبية على الحدود، إنهم لا يريدون أن يتكرر لهم ما حدث في نوفمبر من العام الماضي، عندما استولى الجيش الإثيوبي على العاصمة الإقليمية ميكيلي، لذا، نعم، لقد امتدوا بمعنى أنهم غادروا منطقة تيجراي، لكنهم عادوا ببساطة للمطالبة بالمساءلة من أولئك الذين اقتحموا واحتلوا منازلهم بمساعدة الجيش الفيدرالي”.

واعتبر الخبير في الشئون الإفريقية وبشكل خاص في أمور الجيش الإثيوبي، أن الحكومة في أديس أبابا في مأزق سياسي مع وجود في مناطق أخرى مشاكل أمنية خطيرة للغاية، إلى جانب التحالف العسكري المضاد للحكومة بين حركة تحرير تيجراي وحركة أورومو، قائلا “هذا التحالف أضعف النظام سياسيا حتى أصبح يكافح من أجل الحصول على موطئ قدم”.

وأضاف أنه على المستوى العسكري، يظهر أيضا ضعف قدرات الجيش الإثيوبي، حيث تمكنت أطاحت جيش القوات التيجراية بالإطاحة بالجيش الإثيوبي أقل من 7 أشهر فقط، واصفا دعوة الحكومة  لتجنيد الشباب ومطالبتهم بالذهاب إلى ساحة المعركة والقتال بأنه سيكون "صعبا للغاية"، مضيفا “سيكون من الصعب أن يتم تدريبهم على يد أشخاص فروا وتعرضوا للضرب. سيكون الأمر معقدًا بعض الشيء”.