رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«قصص بحجم القلب».. مجموعة قصصية جديدة لـ عبد الرحيم كمال

 عبد الرحيم كمال
عبد الرحيم كمال

صدر للكاتب والسيناريست "عبد الرحيم كمال"، عن مركز إنسان للدراسات والطباعة والنشر، مجموعته القصصية “قصص بحجم القلب” والتي تعتبر امتداداً لعالم القصة القصيرة جدا، و"القصة الومضة". 

النصوص شديدة القصر وأكبر نص لا يتعدى صفحتين بحيث تعمد الكاتب الذي إحترف الكتابة الإبداعية، قبل شبه التفرغ لاحترافه كتابة السيناريو الدرامي والتليفزيوني والسينمائي والمسرحي، أن يطرح خلاصة العلاقة بمسيرته مع بيئته الإنسانية والمعيشية والمجتمعية ليسمو بتقطير إبداعي،  سردي يناطح سماء وأفاق المنتهى، فيما يخص المقصود والمبتغى من كتابة القصة وتحديدا القصيرة منها أو الومضة أو حتى القصيرة جدا جدا.. فما بين نصوص العشق، والنسيان والانتظار وأهل القرى والأصدقاء والعيش والرغبة والحنين ومقهي الأجيال ودموع الصادقين ومرارة الغرباء الحيارى، ينفذ المؤلف إلى فضاءات من البلاعة وحكمة خبرات السنين ومشواره مع أهل الصوفية وأتباعهم ومريدهم بل ومن هم على الحافة، مابين الهداية والكفر والعياذ بالله أو الشك واليقين.

 نرى في النصوص بنية فريدة لم تطرح من قبل إلا من خلال نصوص تتشابه في الحجم قدمها العظيم نجيب محفوظ أديب نوبل في " أصداء السيرة الذاتية" ورسائل الشيخ "عبد ربه التائه" في " أحلام فترة النقاهة ومن بعده الكاتب الكبير الروائي إبراهيم عبد المجيد في كتابه "نفحات من العزلة" عبد الرحيم كمال لم يتطرق لمسألة التصنيف في الكتابة، وهذا منذ بداياته مع السرد والكتابة الروائية سواءً في روايته المدهشة " المجنونة" أو في الثانية  " بواب الحانة" "كمال" الذي كان له شوط طويل وطريق ممتد مع التجريب السردي نفد في نصه الأخير هذا "قصص  بحجم القلب" إلى تطيير في المساحة السردية على حساب الحكمة، واتخذ من القصر القصصي سبيلا لطرح ماهية الوجود والعبث والوحدة والعزلة وجدوى الإيمان والشطط وجدوى الزمن ودوران عجلاته" حتى في علاقاته مع الرسائل والرسل، عند "السيد المسيح" وهو نص فارق في المجموعة كان يرى ككاشف للنبوءة مستخلصا ماهيات وجدوى الزهد والشفاعة والتوق إلى سماوات الخالق عبر استخلاص وهضم سلوكيات ورؤى وأطماع وجنوح عباده،،ن  سواءا كان اختيارهم، للشر أو الخير نهجا ومنهاج وسلوكً عرفانياً من أجل الكشف ونفض المخبوء وهتك استار الحجب الغائمة في تلابيب الانفس والروح وثنايا الجسد سواءً كان معتلاً أو سليماً او أصابه عطب عسر الروح الساكنة للموبقات مستسلمة للركون والنعاس والغفلة، السرد القصصي في مجموعة" قصص بحجم القلب" استفادت من الموروث الجمعي البلاغي،، ولأوعية السرد العربي بفلاشات وومضات سريعة وخاطفة كأنه يرمي بالرسائل المتتالية في لمح البصر . 

وهذا يعود لحنكة الكاتب وخبرته وتمرسه في مسارات عديدة فيما يخص مفاهيم البنية الدرامية،  وجماليات كل مسار وكيف يتشكل ، ويتصاعد حتى الذرى وبلوغ الهدف وهو إمتاع واستمتاع القارئ أو المشتبك مع النص، وهذا لدراية المؤلف بخصوصية كل طرائق الفن، في المعالجات الدرامية في مسلسلاته والإيقاع البصري الخاطف أيضاً في لغته وتراكيبه في رؤيته "لفن السينما" وحتى تلك المعالجات المعدودة فيما قدمه "عبد الرحيم كمال" في مسرحية "وحيدة " أو أمسية رمضانية. قدمتها "سوسن بدر" العام قبل الماضي بالمسرح القومي، كان المؤلف منتبهاً لخصوصية كل فن على حده.. إللا الإصرار على المتعة ومؤانسة القاريء وتدفئته بالامل وزرع اليقين اللا مراوغ  حتى من قبل تلك الرؤي والمكاشفات الصوفية التي راكم فيها وعليها الكثير من خلال نهر خاص بذائقة فريدة شقيفة وعرفانية في آن ، بل تحمل الكثير من الألاعيب اللغوية والفنية برتوش وصيغ جمالية حاذقة تشبه آليات المونتاج، في الوصل والفصل والقطع  تساهم في التهام تلك الأفكار المنثورة عبر صفحات الكتاب أل مائة وخمسة".

 الكاتب عبد الرحيم كمال يؤكد ويبرهن على أن المبدع أو الكاتب السارد، لا يكتب إلا نصاً واحدا حتى لو عاش مائة عام ويزيد، ولكنه يعرف كيف يوزع آماله وآلامه وطموحاته وشكوكه ومنغصاته، وخيباته وفرحه واتراحه وحتى كذبه ومراوغات الصحاب في ثنايا الكتابة والبناء القصصي على غالبية عناوينه ومؤلفاته وإن تعددت وكثرت، وحتى ولو،  قصرت مساحاته وطالت متعته وتعددت كنايات وتأويلات ورموز مفرداته بل وزادت تأويلاً بإفراط انفرطت نكهات الشجن والأسى والتوق إلى السمو والتحليق، وترك الدناءات، بل مفارقتها وتوديعها، توحدا مع القارئ، ومن قبله أيضاً.

" قصص بحجم القلب" صدرت عن “ مركز إنسان للنشر والتوزيع” وقوامها 105 صفحة من القطع المتوسط.