رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مطران اللاتين بمصر يرأس احتفالات الكنيسة بعيد عيد القديس لورنسيوس

مطران الكنيسة اللاتينية
مطران الكنيسة اللاتينية

يترأس الأنبا كلاوديو لوراتي، مطران الكنيسة اللاتينية بمصر، التابعة للكنيسة الكاثوليكية الأم والكرسي الفاتيكاني، احتفالات اللاتين بمصر على مدار اليوم بذكرى عيد القدّيس لورنسيوس، الشمّاس الشهيد.

وقالت الكنيسة إنه هو شماس في كنيسة روما، استشهد في اضطهاد فاليريانس، 4 أيام بعد استشهاد البابا كزيستوس ورفقائه الشمامسة الأربعة، وشيد قسطنطين الكبير على قبره بازيلكا وانتشر إكرامه في الكنيسة منذ القرن الرابع.

وتقرأ الكنيسة خلال القداس الاحتفالي عدة قراءات في تلك المناسبة وعلى مدار اليوم أبرزها رسالة القدّيس بولس الثانية إلى أهل قورنتس 10-6:9،  إنجيل القدّيس يوحنّا 26-24:12،  سفر المزامير 9.8-7.

عظة القداس الاحتفالي التي يلقيها الانبا كلاديو لوراتي تاتي مستوحاة من العظة 40 للقدّيس الاسقف مكسيمُس الطورينيّ الذي رحل عام 420.

تقول العظة التي تحمل شعار "القدّيس لورنسيوس، كَحَبَّة وقعَتْ في الأرض" : إنه تبدو حبّة الخردل للوهلة الأولى صغيرة وعاديّة وجديرة بالازدراء. فهي لا طعم لها ولا رائحة ولا رائحة زكيّة. لكن عند طحنها، ينتشر عطرها وتبرز قوتّها؛ أمّا طعمها، فهو ناريّ يحرق مُتذوِّقه إلى حدّ يجعلنا نتفاجأ من هذه الحرارة الكبيرة المختبئة في هذه الحبّة الشديدة الصغر. 

بالمثل، يبدو الإيمان المسيحي للوهلة الأولى صغيرًا وعاديًّا وضعيفًا؛ فهو لا يظهر قوته ولا يتغنّى بتأثيره، لكن عندما تقوم التجارب المختلفة بسحقه، يظهر قوّته، وتتفجّر طاقته وترتفع شعلة الإيمان بالربّ ويكتسب الإيمان قوّة عظيمة بالنار الإلهيّة؛ وإذا احترق، قام بتدفئة مَن يتشاركون هذا الإيمان، كما قال قلاوبا ورفيقه في الإنجيل المقدّس خلال حديثهما مع الربّ يسوع المسيح بعد آلامه: "ألَم يَكُنْ قَلبُنا مُلتَهِبًا فينا إذْ كانَ يُكلِّمُنا في الطريقِ وَيوضِحُ لَنا الكتُبَ؟" (لو 24: 32). 

أضاف: "يمكننا أن نقارن القدّيس الشهيد لورنسيوس بحبّة الخردل: فهو الذي سحقَتْه محاولات التعذيب المختلفة، استحقّ نعمة الشهادة المُشرقة أمام الأرض جمعاء. فهو عندما كان لا يزال على قيد الحياة، كان متواضعًا ومجهولاً وعاديًّا؛ لكن بعد عذاباته، وبعد أن مُزِّقَ جسده وحُرِقَ، نشرَ على جميع الأوفياء في العالم أجمع الرائحة العطرة لروحه النبيلة، إن نظرنا من الخارج نرى أنّ هذا الشهيد كان يحرق في نار طاغية ظالم؛ لكن نارًا أكبر كانت تُلهبه من الداخل، وهي نار محبّة المسيح. لقد حاول هذا الملك الظالم إضافة الحطب إلى النار وإشعال نيران أشدّ وأكبر، إلاّ أنّ القدّيس لوران، ونتيجة نار إيمانه، لم يعد يشعر بألسنة اللهب تلك... فقدت عذابات الأرض أثرها عليه، وأصبحت روحه من سُكنى السماء.