رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حفل «جنس» مولود بالأهرامات.. حقيقة واقعة اليوتيوبر السوري المثيرة للجدل

اليوتيوبر السوري
اليوتيوبر السوري

قبل أيام قليلة، نظمت شركة الصوت والضوء، المسئولة عن الاحتفالات في الأهرامات، فعالية بالتنسيق بين وزارة السياحة والآثار ووزارة الصحة بمناسبة اليوم العالمي للكبد والاحتفال بالقضاء على فيروس سي في مصر، وتضمنت الاحتفالية إضاءة الأهرامات باللونين الأزرق والبرتقالي.
لم يكن في الحسبان أن هناك شخصًا ما يترقب لإقامة هذه الاحتفالية، لتكون هي مصدر شهرته في الدول العربية، بعد استغلاله لإضاءة الأهرامات بالألوان؛ ليدعي إقامة حفل جنس مولوده من خلال تنظيم حفل خاص بأهرامات الجيزة بالتنسيق مع الجهات المسؤولة.

لم تمر ساعات قليلة حتى كذبته الجهات المعنية، ونفت ما رّوج له عبر فيديو على حسابه الشخص بموقع "يوتيوب"، والذي أثار جدلًا واسعًا بين رواد السوشيال ميديا، وتعجب منه الكثيرين ليتساءلوا حول إمكانية إقامة الحفلات الخاصة بأهرامات الجيزة، المكان الذي يُعد من أهم المعالم السياحية في مصر.
زعم "اليوتيوبر" برفقة زوجته، التجهيز لهذا الأمر على مدار أيام طويلة، ليصبحا أول شخصين في العالم يعلنان جنس مولودهما المنتظر في أهرامات الجيزة، لكن تبّين أن ما يدعيه الشخص المذكور ما هو إلا كذب واضح، بحسب المسؤولين عن رقابة الأهرامات.

وأكدوا أن "اليوتيوبر" السوري لم يتفق مع أحد بإضاءة الأهرامات بلون الجنين، بل أن الإضاءة الزرقاء كانت في الأهرامات بالصدفة، كما وجهوا تحذيراتهم لأي شخص سواء مصري أو أجنبي يقوم بهذه التصرفات المشينة للبلاد، والتي يتم استخدامها للدعاية الوهمية، فهو أمر مرفوض نهائيًا.

وليد البطوطي: الرقابة الدولية هي الحل لردع هذه الممارسات
وبالتواصل مع وليد البطوطي، مستشار وزير السياحة الأسبق، أكد عدم توافر خاصية لتنظيم الحفلات الخاصة على أضواء الأهرامات، وأن ما يدعيه اليوتيوبر السوري ما هو إلا ترّويج مضلل للمحتوى الذي يقدمه بهدف الشهرة المزيفة، فهو لن يجد مكان في العالم كله أكثر أهمية من الأهرامات المصرية.

وشدد "البطوطي" على ضرورة وجود إدارة قانونية دولية لملاحقة الأشخاص المستغلين لمعالم مصر السياحية، ليرّوجوا من خلالها الأكاذيب التي تساعدهم على الانتشار في جميع دول العالم، وتحقيق مكاسب مالية عدة من خلال الحصول على مشاهدات كثيرة للفيديوهات الخاصة بهم.

 "هذا اليوتيوبر يحاول جذب الأنظار حوله بأي طريقة ممكنة، وهذا ما تبين من خلال الفيديو المنشور له عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، بعد أن استغل تنظيم شركة الصوت والضوء لاحتفالية في المنطقة الأثرية، والتي يتطلب فيها إضاءة الأهرامات باللونين الأحمر والأرزق"، بحسب مستشار وزير السياحة الأسبق.

ولفت إلى أن الممارسات المشابهة لذلك الأمر، فهو لم يكن الأجنبي الأول من نوعه في استخدام منطقة الأهرامات كوسيلة للدعاية عبر صفحات السوشيال ميديا، لكن الأمر يتطلب حاليًا رقابة أكثر صرامة لوقف هذه الإدعاءات بشكل تام، ومنع أي شخص من استغلال المعالم الأثرية في مصر.
وفي الفيديو الذي بثّ على موقع "يوتيوب"، ظهر زوجان يدعيان "سيامند" و"شهد"، يعلنان من خلاله عن تحضيرات حفل تحديد جنس مولودهما داخل منطقة الأهرامات، لكن الحقيقة أنهما وقفا مع أصدقاء لهما على شرفة مطلة على تمثال أبو الهول وخلفه الأهرامات الثلاثة التي أضاءت عند غياب الشمس باللون الأزرق، ليدعيا أن الدلالة على ذلك هي تحديد الجنين بأنه ذكر.

خبير سياحي: اليوتيوبر استغل المشاهدين لكسب المال غير المشروع

وبعد انتشار الفيديو الوهمي على صفحات "الفيسبوك" والمواقع الإخبارية، كان لابد من خروج الجهة المعنية بالأمر للرد على ما أدعاه اليوتيوبر السوري، وذلك بالفعل ما حدث من قبل شركة مصر للصوت والضوء، التي نفت بشدة ما تم ترويجه مؤخرًا، معلنة عن ملاحقتها قضائيًا للشخص المذكور، والتصدي للمارسات المشابهة.

وهذا ما أكده أيضًا الخبير السياحي، معتز العميد، والذي رفض بشدة ما ارتكبه "اليوتيوبر" السوري من خلال استغلال أبرز معالم مصر الأثرية في ترويج محتوى مضلل، يشجع من خلاله باقي السائحين على ارتكاب مثله في حق الدولة المصرية، والظهور بصورة غير حقيقية للبلاد.

وعلق على ذلك: "لم يختلف الفيديو المرّوج كثيرًا عن ما سبقه من أفعال منافية للأداب أعلى الهرم، حين قام المصور الدينماركي أندرياس هيفيد، بترويح صور مضللة عبر صفحات الفيسبوك لسائحين أجنبين يمارسان أفعالًا محرمة فوق سطح أحد أهرامات الجيزة، وتبين بعد التدقيق في الأمر من قبل الجهات المعنية أن ما تم نشره ليس حقيقيًا، وكان مصممًا بتقنية "الفوتوشوب" بهدف الترويج المزيف".

وأكد على ضرورة فرض الرقابة الدورية داخل منطقة الأهرامات والمعالم الأثرية الأخرى، وتعيين أشخاص مسؤولين عن مراقبة ما يرتكبه السائحين في هذه المناطق، وتحديد العقاب المناسب حسب الفعل المرتكب، أما في حالة تزييف الحقائق بعيدًا عن التواجد بالمناطق الأثرية، يكون دور شرطة السياحة في هذه الحالة رئيسيًا في ملاحقة هؤلاء الأشخاص.