رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صمدوا أمام كورونا.. «فرانس برس» تشيد بصانعي أوراق البردي بالشرقية

 أوراق البردي
أوراق البردي

سلطت وكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس” الضوء على صانعي أوراق البردي في قرية القراموص بالشرقية، والمعروفة ببراعتها في زراعة نبات البردي وصناعة أوراقه، مشيدة بنجاح أهلها في الصمود أمام جائحة فيروس كورونا من خلال التجديد في أفكار المنتجات وتطوير مستوى العمل. 

وقالت الوكالة إن “المزارعين والحرفيين في قرية القراموص بدلتا النيل بمصر يعتمدون لكسب لقمة العيش على صناعة ورق البردي، بينما لا يزالوا يحافظون على تقاليد العصر الفرعوني وتقنياته القديمة، مشيرة إلى أن ورق البردي يعد أحد أهم المقومات السياحية التي تنال إعجاب السياح الأجانب خلال زيارتهم للبلاد”. 

وأضافت: “تشكل القرية الواقعة على بعد 80 كيلومترا شمال شرق القاهرة، أكبر مركز لصنع ورق البردى في البلاد، بحسب متخصصين في هذه الصناعة”. 

واحدة من الذكريات المفضلة للسياح الأجانب 

وكالة الأنباء الفرنسية تابعت: “رغم أن المصريين القدماء استخدموا البردي بغرض الكتابة، تظل الرسومات الفرعونية التي ينتجها فنانو قرية القراموص على هذه الأوراق الثمينة المصنوعة من النبات واحدة من الذكريات المفضلة للسياح والزائرين الأجانب في مصر”.

وأشارت إلى أن الرسومات البردية التي ينجزها الرسامون في القراموص لا تقتصر فقط على التاريخ الفرعوني، بل تشمل موضوعات أخرى مثل الخط العربي والمناظر الطبيعية، موضحة أن أصحاب تلك الحرقة اشتهروا بتزيين ورق البردي بالهيروغليفية والخط العربي وتمثيلات من العصور القديمة والطبيعة لصنع هدايا تذكارية للسياح. 

تطوير منتجات ورق البردي بعد كورونا 

وذكرت أن صناعة ورق البردي تأثرت بتراجع أعداد السياح الأجانب في البلاد في السنوات الأخيرة بسبب أزمة كورونا، ما دفع الحرفيون والمزارعون إلى تقديم منتجاتهم بشكل مختلف وتطويرها. 

وقال عبد المبدي مسلم، صاحب ورشة لتحويل نبات البردي إلى أوراق في القراموص، لوكالة فرانس برس “ورق البردى هو مصدر دخلنا الوحيد وهو يوفر قوت العيش لي ولأولادي ولا أعرف شيئا آخر“. 

فيما يقول أشرف الصراوي (48 عاما) الذي يملك متجرا كبيرا لبيع لوحات البردي للوكالة الفرنسية: “السياحة لا تموت أبدا، قد تمرض لفترة لكنها ستعود”، موضحا أن متجره خسر جزءا كبيرا من ايراداته، بعد أن أغلق لمدة أشهر بسبب الوباء، ولكنه تمكن من تعويض خسارته. 

تنويع المنتجات والبيع عبر الإنترنت 

من جانبه، ذكر سعيد طرخان، البالغ من العمر 60 عاما ويعمل كمزارع لنبات البردي ورسام وأسس عام 2014 جمعية للمهنيين في هذا القطاع بالقرية، إنه للهروب من أزمة كورونا، فكر في تنويع منتجات معاصرة من البردي حتى تلقى رواجا بين الشباب مثل صناعة دفاتر مذكرات ودفاتر رسم أو أوراق تستخدم للطابعات أو حتى أوراق مصنوعة من ورق البردي المعاد تدويره.

وأضاف طرخان “نحاول التفكير بشكل مختلف حتى نتمكن من الاستمرار، وأقول شكراً لكوفيد-19 الذي حبسنا في المنازل وجعلنا نطور من عملنا”.

وقبل بضعة أشهر، أطلق عامل آخر يدعى محمد نجل سعيد طرخان (30 عاما)، متجرا إلكترونيا للعائلة لبيع المنتجات لشريحة أكبر من الزبائن.

وتابع محمد “في البداية كنا نبيع محليا لمن يأتون إلينا، ولكن بعد الكوفيد، فكرنا في أننا نحن من نستطيع الوصول لمزيد من الناس وحتى الأجانب عبر الإنترنت”.