رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الحكومة في أديس أبابا متعطشة الدماء والسلطة..

صحيفة إيطالية: النظام الإثيوبى ارتكب أبشع الجرائم ضد الإنسانية

إقليم تيجراي
إقليم تيجراي

كشفت صحيفة "Farodiroma" الإيطالية، نقلًا عن مصادر دبلوماسية إفريقية وأوروبية، أن الولايات المتحدة الأمريكية تكثف جهودها، بالتعاون مع فرنسا، للضغط على النظامين الإثيوبي والإريتري من أجل تحقيق الاستقرار في إثيوبيا، وتغيير مصير الصراع الدائم بين الحكومة وقوات تيجراي، ووضع حد للانتهاكات المروعة واللانسانية التي ترتكبها في الإقليم المحاصر. 

وقالت الصحيفة، في تقرير للكاتب فولفيو بلترامي، أن النظام الإثيوبي "شن حرب أهلية مروعة وقدرة في تيجراي شمال البلاد، ارتكب خلالها أبشع الانتهاكات الحقوقية والجرائم ضد الإنسانية وإعدامات خارج نطاق القانون، فضلًا عن اتهامات بقتل واعتقال وتعذيب العديد من جنود التيجريين داخل السجون الفيدرالية".

الجيش الأثيوبى يرفض الاعتراف بالهزيمة 

 

وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش الأثيوبى فشل في الفوز بالحرب التي شنها ضد عرقية تيجراي، موضحة إلى أن الحكومة في أديس ترفض الاعتراف بتلك الهزيمة، وترى أن مفاوضات السلام ليست مخرجًا مشرفًا بالنسبة لها، لذلك تسعى لاستمرار في الصراع -على الرغم من خسارتها-على أمل إدامته طويلًا إذا كان من المستحيل عليها الفوز به. 

وأضافت: يتفق الخبراء العسكريون الأوروبيون على أن جزءًا كبيرًا من الجيش الفيدرالي الإثيوبي قد تم القضاء عليه أو أسره، و لكن الجلوس على طاولة المفاوضات سيعني للحكومة الفيدرالية الاعتراف بالهزيمة، والأسوأ من ذلك، الاعتراف بجبهة تحرير تيجراي على أنها قوة سياسية عسكرية مشروعة وليس كتشكيل "متمرّد" و "إرهابي" كما يصوره الخطاب القومي.

 

حرب تزداد قذارة وإعدامات خارج نطاق القانون وتعذيب بالسجون

وتابعت: "تزداد الحرب الأهلية في إثيوبيا قذارة يوما بعد يوم"، مؤكدة أن النظام الإثيوبي يرتكب جرائم ضد الإنسانية تهدد صورته أمام الرأي العام الدولي. 

وبينت الصحيفة أن مشهد ظهور عشرات الجثث الطافية في نهر السودان على الحدود مع إثيوبيا يدل على ارتكاب النظام الإثيوبي إعدامات خارج نطاق القضاء، موضحة أن الجيش الأثيوبي واجه اتهامات باضطهاد وقتل وحدات التيجرينيا داخل الجيش الفيدرالي.

وتشير التقديرات إلى أن حوالي 17 ألف جندي فيدرالي من تيجراي قد اعتقلوا قبل أسابيع قليلة من الهجوم على المنطقة الشمالية "المتمردة" في نوفمبر من العام الماضي، مشيرًا إلى أن الهدف من موجة الاعتقالات منع أي "تمرد" للوحدات القتالية بأكملها داخل قوة الدفاع الوطني الإثيوبية للقتال في تيجراى.

وأوضحت أن العديد من جنود التيجريين تعرضوا للتعذيب والقتل في السجون الفيدرالية خلال الأشهر التسعة منذ بدء الصراع. 

 

ضغوط أمريكية ضد أديس أبابا 

وفي هذا الإطار، ذكرت الصحيفة، وفقًا لمصادر دبلوماسية أوروبية، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن دعا الاتحاد الأوروبي إلى اتخاذ سياسة هجومية ضد النظام الإثيوبي من خلال الدعوة إلى تعليق المساعدة المالية الأوروبية، بجانب فرض سياسته في القرن الأفريقي على الحكومات الأوروبية التي ترددت ودعمت الحكومة في أديس أبابا على استحياء. 

وأوضحت أن تصريحات سامانثا باور، مدير الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، خلال زيارتها لإثيوبيا الأسبوع الماضي كانت جزء من تلك الاستراتيجية، مشيرة إلى أن سامانثا بالرغم من أن دورها يتمثل في الدفاع عن الحقوق الإنسانية والمدنية َودعوة المجتمع الدولي إلى الدفاع عن الكرامة وحياة الإنسان، إلا أنها في الواقع تعد المتحدثة باسم الرئيس بايدن في هذا الأمر، قائلة "لم يسبق أن شوهد مدير وكالة إنسانية حكومية يتحدث عن الحرب والسلام من قبل". 

النظام الإثيوبي هو من انتهك موقع التراث العالمي لليونسكو وليس قوات تيجراي 

وتابعت أنه "من المفارقات أن النظام الإثيوبي قد دعا القوات المسلحة التيجرينية إلى عدم تدمير الآثار التاريخية والكنائس الصخرية القديمة في مدينة  لاليبيلا التاريخية، التي تضم أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، والتي يجب اعتبارها تراثًا ليس للأمهرة فقط ولكن للشعب الإثيوبي بأكمله"

واعتبرت الصحيفة، أن هذا يعد متناقضًا لسياسة الحكومة في المرحلة الأولى من الصراع، بدءًا من نوفمبر 2020 إلى يونيو 2021، عندما قامت الجيوش الفيدرالية والإريترية بنهب وتدمير الكنائس بشكل منهجي، قائلة: "لم يعتبر النظام هذه الآثار ملك لجميع الإثيوبيين ولكن كرموز تيجيرينة يجب تدميرها".

َوتقول الصحيفة وفقًا لمصادرها، أن جنود وقوات تيجراي لم يخربوا آثار لاليبيلا ولم ينتقموا من المدنيين. 

حكومة متعطشة للدماء والقسوة

 واختتمت الصحيفة: "تعزز هذه الأحداث صورة الحكومة المركزية المتعطشة للدماء والقسوة، بالتوازي مع الصورة التي بنتها الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي باعتبارها جيش نظامي يقاتل من أجل بقاء مجموعته العرقية وتحرير إثيوبيا من حزب الازدهار الحاكم."

وتابعت أنه في الوقت نفسه، تعلن الأمم المتحدة أن هناك محاولات من قبل الجيش الفيدرالي الإثيوبي لاعتقال جنود من أصول تيجرينية المتواجدين في الوحدات الإثيوبية المنتشرة في بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في إفريقيا والتي تتمتع الآن بحماية دولية.