رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أكل وشرب.. وفرص عمل

المدينة الصناعية «سايلو فودز» أضيفت، أمس الثلاثاء، إلى منجزات ومشروعات قومية عديدة، ستجعل «بكرة أحلى»، كما قال عنوان الفيلم التسجيلى، الذى استعرض أبرز المعلومات والتفاصيل الخاصة بهذه المدينة، أو بهذا المشروع القومى الجديد، الذى نتمنى ألا تشغل بالك، اليوم وغدًا، بغيره، حتى لا تكرر خطأ ذلك القائد الهندى، الذى ترك المعركة وانطلق، شاهرًا سيفه، خلف «ذبابة» حقيرة، حاولت، بقصد أو بدون، تشتيت تركيزه أثناء القتال.

أكل وشرب وفرص عمل وإضافة مهمة لقدرات الدولة فى الصناعات الغذائية، ونموذج متكامل، يجسد بشكل عملى مفهوم سلاسل الإمداد، من الزراعة إلى التخزين والتصنيع والتوريد. كما تهدف المدينة الصناعية الجديدة، أيضًا، إلى توفير وجبات غذائية صحية لطلاب المدارس، وتحقيق التكامل مع المجمع الصناعى «قها- إدفينا»، بعد تطويره بشكل كامل.

باستخدام أحدث نظم الإدارة وخطوط الإنتاج، أقيمت مدينة «سايلو فودز»، فى مدينة السادات بمحافظة المنوفية، وتضم ١٠ معامل للبحوث والتطوير، وفقًا لأعلى معايير الجودة، و١٤ صومعة قمح، و١٠ مصانع، إجمالى طاقتها الإنتاجية ٤٧٠ ألف طن: مصنع بسكويت، مصنع مكرونة، مصنع مخبوزات و... و... مصانع لإنتاج وطباعة العلب الكرتونية اللازمة لتغليف المنتجات. كما توفر المدينة الصناعية الجديدة، خطوط إنتاج للعصائر ومُركّزات الفاكهة والخضروات و... و... وتلك هى المرحلة الأولى، التى تم الانتهاء منها وافتتحها الرئيس أمس، الثلاثاء، ومن المقرر أن يتم افتتاح المرحلة الثانية فى عيد تحرير سيناء المقبل.

المدينة الصناعية الزراعية الغذائية المتكاملة هى أحد منجزات، أو روافد، جهاز مشروعات الخدمة الوطنية، الذى تم إنشاؤه، سنة ١٩٧٩، لتحقيق الاكتفاء الذاتى من بعض الاحتياجات اللازمة لقواتنا المسلحة، وطرح الفائض فى السوق المحلية، وتطوير واستغلال الطاقات البشرية والفنية لمؤسستنا العسكرية، فى دعم خطط التنمية الوطنية، بما لا يؤثر على كفاءتها القتالية. 

مع إنشاء المنافذ الثابتة والمتحركة لبيع المنتجات بأسعار التكلفة، ومع استصلاح آلاف الأفدنة بالفرافرة وشرق العوينات، تطوير البحيرات والمسطحات المائية وزيادة إنتاجيتها، قام الجهاز بتوفير فرص العمل للشباب من مختلف التخصصات والتأهيل العلمى وتدريبهم لخلق كوادر متخصصة فى جميع المجالات. كما قام، بالتعاون مع أجهزة الدولة ومراكز البحوث المتخصصة، بتنفيذ مشروعات عملاقة عديدة تدعم خطط التنمية المختلفة، بالإضافة إلى العديد من الأنشطة الاقتصادية والخدمية التى يلتفت لها القطاع الخاص. ولا مجال هنا لإعادة تفنيد الشائعات أو الـ«هلاوس»، التى سبق الرد عليها، عن حجم مشاركة مؤسستنا العسكرية، مؤسستنا نحن الشعب، فى الاقتصاد المصرى، الذى هو اقتصادنا أيضًا.

شعاره «انضباط.. علم.. إنتاج»، ولديه مشروعات ضخمة عديدة فى الصناعات الثقيلة والمتخصصة، والإنشاءات والأعمال الهندسية، والثروة المعدنية والمحجرية، والإنتاج الزراعى والحيوانى والسمكى. ولديه أيضًا فى مجال الصناعات الغذائية، «مجمع إنتاج البيض المتكامل» الذى أنشئ سنة ١٩٨٤، و«الشركة الوطنية لتعبئة المياه الطبيعية» التى أنشئت سنة ١٩٩٦، و«الشركة الوطنية للصناعات الغذائية»، ١٩٩٦، و«شركة مصر العليا»، ١٩٩٨، و«شركة مكرونة كوين»، ٢٠٠٨، و«الشركة الوطنية للتبريدات والتوريدات» التى تم إنشاؤها سنة ٢٠١٥ لتوفير طرق النقل المبرد للبضائع، باستخدام أسطول من أحدث شاحنات الثلاجات.

مصر فى التصنيف المعتدل للأمن الغذائى، وتعتمد فى توفير الاحتياطى الاستراتيجى على ٣ محاور أساسية: ضمان توفير احتياطى استراتيجى لا يقل عن ٦ أشهر، وضبط ورفع كفاءة سلاسل التوزيع، وتدبير التمويل اللازم لشراء السلع الاستراتيجية. ومن كلمة الدكتور على المصيلحى، وزير التموين، خلال افتتاح المدينة الجديدة، عرفنا أننا خفضنا فاتورة استيراد القمح بنسبة ١٣٪، ووصل الاحتياطى الاستراتيجى منه، لأول مرة، إلى ٦ أشهر ونصف الشهر. والشىء نفسه حدث أيضًا مع احتياطى السكر والدواجن واللحوم و... و... وكل السلع الاستراتيجية.

دول كثيرة، فى جنوب العالم وشرقه، تعانى من انعدام الأمن الغذائى ولديها أشكال مختلفة من سوء التغذية. وتصادف أن يصدر، أمس، التقرير الأممى السنوى عن حالة الأمن الغذائى والتغذية فى العالم، الذى توقعت فيه منظمة الأغذية والزراعة، وبرنامج الأغذية العالمى، وصندوق الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، حدوث مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائى فى ١٧ دولة إفريقية على الأقل، أبرزها مالى والنيجر وأنجولا وتشاد والصومال وإثيوبيا، بفعل الصراعات الداخلية والظواهر المناخية والصدمات الاقتصادية وتداعيات وباء كورونا المستجد.

المصادفة قد تحمل دلالة، وربما تكون «زى قلّتها»، لكن ما يعنينا، الآن، هو أن المرحلة الأولى من المدينة الصناعية الزراعية الغذائية المتكاملة، «سايلو فودز»، التى توفر ٤٧٠ ألف طن من الغذاء، أو الأكل والشرب، سنويًا، وفرت أيضًا ٧ آلاف فرصة عمل، من المتوقع أن تتضاعف يوم افتتاح المرحلة الثانية، الذى سنستمع فيه، كالعادة، إلى أغنية شادية: مصر اليوم فى عيد.